رزق حلال بلا اذلال
تاريخ النشر: 22/02/15 | 14:13حسب ما ورد في احد الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة فان دائرة الشؤون الدينية طلبت من ائمة المساجد في الفحم توحيد موضوع خطبة الجمعة في المساجد حول اهمية العمل في الدين الاسلامي.
لا شك ان ديننا الحنيف يدعو لكسب الرزق الحلال والعمل وعدم البطالة، لكن ان كان هذا الخبر صحيحا فهذا يشير الى سياسة موجهة لفرض برنامج عمل في دائرة التشغيل ومؤسسة التامين الوطني ،فيبدو ان هذا التوجه جاء دعما وتسويقا لخطة “تنوفا” –النهضة – البديلة لخطة “فيسكونسين” والتي استهدفت قبل خمس سنين الحاصلين على مخصصات ضمان الدخل.
خطة ” تنوفا” أي النهضة بالعربية او ما شابه هي الباب الخلفي لخطة “ويسكونسين” والتي استمرت لحوالي 4 سنين منذ عام 2006 ،والمشكلة كانت باجبار هذه الشريحة الضعيفة اقتصاديا من حاصلي مخصصات التامين الوطني ، ومنهن الاخوات الكريمات في العقد الخامس وحتى السادس من عمرهن، بالعمل في التنظيف وفي المصانع وفي اماكن عمل بعيدة في مؤسسات ومدارس في منطقة تل ابيب والمركز يتخللها مشقة وعناء السفر في ساعات غير اعتيادية واحيانا في ظروف عمل مهينة.
لسنا ضد العمل، بل بالعكس ونقول ان الرزق الحلال هو طريق الصواب في الراحة النفسية وتحريك العجلة الاقتصادية وحل لبعض المشاكل الاجتماعية، لكن بشرط ان لا تكون باذلال الناس والعاملين وعدم اجبارهم على مزاولة مهنة او عمل لا يريدونه او لا يليق بهم وفق عادات وقيم او يتعارض ووضعهم الصحي وظروف عائلتهم الخاصة.
الحل لمشكلة البطالة هو بتوفير اماكن عمل في البلدات العربية واقامة مناطق صناعية للأنخراط في سوق العمل ودعم الاقتصاد وعدم خنق البلدات العربية والاستقواء على شريحة ضعيفة اجتماعيا واقتصاديا.
التعميم ظالم في كل مجال وبالتحديد في هذا السياق. هناك للأسف من المتقدمين للحصول على مخصصات ضمان الدخل وبمقدورهم العمل بكرامة وحتى الحصول على دخل اكبر وليس من الدين ومن الكرامة الاعتماد على هذه المخصصات، الا من لا يستطيع العمل بسسب وضعه الصحي، النفسي ، جيله او ظروف خاصة وقاهرة، والأمر احيانا يضيع فرص العيش الكريم من هذه المخصصات ممن يحتاجها فعلا.
من المفروض ان تسعى الحكومة لتطوير البلدات العربية اقتصاديا ومن هنا بداية الحل وليس اذلال بعض الناس بفرض العمل عليهم دون مراعاة ظروف كل انسان وكل اسرة.
كلنا ثقة ان المسؤولين من ائمة المساجد ورؤساء سلطات محلية لن يقوموا بدور يذل ويهين هذه الشريحة من اهلنا، بل يأخذ بيدها نحو مصدر رزق كريم وليس فرض ذلك عليهم وحمايتهم من مثل هذه المشاريع المذلة وتوفير اطر وخطط بديلة.
وفقنا الله جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المحامي محمد غالب يحيى
(مجال وأفعال)