الأسوار

تاريخ النشر: 22/02/15 | 11:03

صدر العدد الأول من مجلة (الأسوار) سنة1978 عن مكتب الأسوار للطباعة والدعاية والنشر في عكا. وقد أنشأها الشاعر والأديب المعروف يعقوب حجازي، الذي له باع طويلة في طباعة واصدار الكتب والمؤلفات التقدمية والوطنية ونشر الثقافة الثورية والانسانية الفلسطينية. وعرّفت نفسها كمجلة أدبية وفكرية، و يحررها يعقوب حجازي، ورئيس التحرير الشاعر نعيم عرايدي.
وبرزت رسالة (الأسوار) في افتتاحية العدد الأول من خلال اجابتها على التساؤل : لماذا مجلة ؟! فكتبت تقول: “بدافع المسؤولية الفكرية والالتزام الادبي دون التقيد بالاطار المحدد رأينا ان هناك مجالاً لاصدار هذه المجلة، بل من الواجب فعل ذلك. والصمود ضرورة ملحة ونحن نواجه الارهاب الفكري في كل أشكاله.
واستطردت تقول:” نحن نبصر ان رياحاً تحمل سموم التزييف، واحقاد الارهاب تهب صرصراً في أجواء الحركة الادبية عندنا، فنريد للأسوار ان تسهم مع زميلتها في الملتقى الحضاري والانساني والفكري. أن تصد تلك الرياح ـ لا بالسيف المسلط، لا بالحقد والتناحر، بل نريد أن تساهم في المعركة الفكرية بفكر نيّر وقلب منفتح، عفواً، ليس ساداتياً.
فالحاجة الماسة لوجود مجلة تقدمية، لا منتمية، تفتح المجال امام جيل جديد من الناقدين والباحثين والادباء والشعراء فتواكب التطور العلمي وتيارات الفكر الحديثة وتطلع القراء العرب على هذه التطورات، في شتى مجالات الفن والفكر، هي…هي التي خلقت هذه المجلة.
ثم تضيف قائلة:” ويبقى يدور سؤال، يلف، يعذب.. يبقى ـ هل تقوم (الأسوار) بواجبها التاريخي هذا ؟؟ وهل تحمل العبء الثقيل في الدرب الطويل الطويل؟.
انها مسؤولية كبيرة نأخذها على عاتقنا في اصدار هذه المجلة، بل من اجل استمراريتها وفقط المستوى الراقي ومراعاة الاذواق الفنية لدى القارئ العربي.
وفي اجمال كلمتها تؤكد ان “الأسوار لن تحمل هدفاّ حزبياً ولن نلتزم بايديولوجية سياسية ولكنها تلتزم بالاخلاص لتراب الوطن المقدس ـ منبت الحضارة ومهبط الوحي والالهام”.وصدرت الأسوار بداية كنشرة لمرة واحدة وسرعان ما توقفت ثم عادت للصدور مع تفجر الانتفاضة الشعبية الفلسطينية عام 1987، وصدرت ككتاب دوري للابحاث الفكرية والثقافة الوطنية، فمجلة فصلية تصدر عن مؤسسة الاسوار والنشر، وتعنى بالشؤون الثقافية والأدبية والاجتماعية والاقتصادية. وتشكلت اسرة تحريرها من الشاعر حنا ابراهيم وغازي دلال ويعقوب حجازي وغانم حبيب الله وديب عكاوي وخليل عبدو وزكي درويش وسواهم.
وعن ردة الفعل الشعبية بعد تجدد اصدار (الأسوار) كتب يعقوب حجازي في زاويته “حتى نلتقي” قائلاً: “كثيرة هي ردود الفعل التي اثلجت منا الصدور، ورشت على دربنا دفق النور، منوهة باهمية تواصل هذا العمل الثقافي على الساحة الوطنية، انموذجاً اصيلاً للوحدة الوطنية الراسخة على جبهة العمل الثقافي الابداعي، لن تدغدغ هذه الحقيقة منا المشاعر دون ان تغرس في العزائم مزيداً من الاتزام والعطاء والعمل الدؤوب، لا، ليست صيحة الأسوار بواد غير ذي زرع، فلن يبقى في الوادي غير حجارته المباركة، تشد خيوط الشمس وتمد رفاق الدرب بالصمود والتحدي”.
واهتمت (الأسوار) بنشر الدراسات الأدبية والتاريخية والتراثية والمداخلات النقدية، وخصصت ملفاً أدبياً لنشر النصوص الشعرية والنثرية والقصصية، وعملت على نشر وقائع حفل تكريم الادباء والمبدعين من قبل مؤسسة الأسوار تقديراً لعطاءاتهم الأدبية ونشاطهم الثقافي في سبيل الوطن والحرية والعدالة والديمقراطية.كما قامت بتخصيص ملفات توثيقية اعلامية لفعاليات الأسوار لحفظ الذاكرة الوطنية، مثل احتفالية القدس واحتفالية اكرم زعيتر وغيرذلك من فعاليات وانشطة.
وساهم في الكتابة للمجلة عدد كبير من اهل الادب والثقافة والفكر منهم: حنا ابراهيم وسعود الأسدي ومصطفى مرار ونبيه القاسم وفاروق مواسي واحمد سعد وزكي درويش وناجي ظاهر وعلي الخليلي وعبد الناصر صالح وعصام العباسي وعبد اللطيف البرغوثي واحمد هيبي وحسين مهنا وسهيل كيوان وكاتب هذه السطور وغيرهم.
والأسوار كغيرها من الصحافة الوطنية الملتزمة كرست جهودها للحفاظ على التنوع والتعدد، من أجل النضال التحرري التقدمي الوحدوي وفق مقتضات الظروف الراهنة. وقد أدت دوراً رئيسيا على جبهة النضال الثقافي وفي النهوض الوطني والنهضة الثقافية والسياسية والفكرية والاجتماعية في هذه البلاد، وتأصيل الوعي الفلسطيني والثقافة الوطنية وتعزيز الهوية الوطنية والفكر الوحدوي الديمقراطي والنقدي والتحرري.
ورغم الأحوال والاوضاع الاقتصادية وقلة الموارد المالية الا ان (الأسوار) عاقدة العزم على مواصلة المسيرة، بالرغم من الانقطاع وعدم الانتظام في الصدور.

شاكر فريد حسن

shaker

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة