الوفاء بالعهد في القرآن
تاريخ النشر: 23/02/15 | 13:37الوفاء من القيم الإنسانية العظيمة، التي يجب أن يتصف بها المسلم وحث عليها الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في أكثر من موضع، ومن يتدبر آيات القرآن الكريم يجد أن الله سبحانه قد جعل الوفاء قواماً لصلاح أمور الناس، يقول تعالى: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}.
وبين القرآن الكريم أن الوفاء بالوعد من كمال الأخلاق، وأثنى الله على رُسله وأنبيائه بالوفاء، يقول تعالى في سيدنا إبراهيم عليه السلام {أمْ لَمْ يُنَبَّأ بِمَا فِيْ صُحُفِ مُوْسىٰ* وَإبْرَاهِيْمَ الَّذِيْ وَفَّىٰ}، ومدح به سيدنا إسماعيل عليه السلام؛ بل لقد قدمه على النبوة والرسالة في الذكر {وَاذْكُرْ فِيْ الْكِتَابِ إسْمَاعِيْلَ إنَّه كَاْنَ صَاْدِقَ الْوَعْدِ وَكَاْنَ رَسُوْلاً نَبِيًّا}.
وقد أمر الله-عز وجل- بالوفاء بالعهد أمرًا صريحًا في عدد من آيات القرآن الكريم، منها قوله تعالى: {وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْد اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، وقوله: {وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً}.
وقال إن الموفين بعهودهم هم الذين استجابوا لربهم، ووعدهم الحسنى، ووصفهم بأنهم أولى الألباب، كما وعدهم الثواب والأجر العظيم، يقول تعالى: ومن أوفَى بمَا عاهدَ علَيْهُ اللهَ فسيؤتيهِ أجرًا عظيمًا “، ووعدهم بالحب من الله سبحانه فقال: {بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ}.
كما شدد الله عز وجل في القرآن الكريم على أن نقض العهد وعدم والوفات ليس من صفات المؤمنين فقال سبحانه: {وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلَا تَنقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ}.
ولذلك كان جزاء الذين ينقضون العهد أنهم ملعونون في كتاب الله موعودون بسوء العاقبة، يقول عز وجل: {َالَّدينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى الوفاء من الصفات التي تؤهل صاحبها إلى الفوز بجنات الفردوس والخلود في النعيم المقيم، يقول تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لأمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (٨) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.