الاسلام دولة ودين

تاريخ النشر: 23/02/15 | 16:34

هل من مصلحة بعض العرب الذين يتطرفون للعروبة –وللعروبة فقط –ان يصروا على فكرتهم التي تزعم ان الاسلام ليس ضرورة من ضرورات الامة العربيه في الحاضر والمستقبل؟؟
اظن ان الجواب واضح وبسيط لكل ذي عقل ووجدان، وهو ان هذا الاتجاه في التفكير خطأ فاحش لا يستفيد منه غير المستعمرين والشعوبيين واصحاب المبادئ الهدامة من اعداء العرب والاسلام على حد سواء. ولست اشك مطلقا، ان معتنقي هذا الاتجاه من هؤلاء لا يخرجون عن كونهم اما جهلاء بمبادئ الاسلام وروحه، حتى ولو كانوا يحملون الشهادات العاليه، ولكنهم لا يعرفون عن الاسلام شيئا ولم يملأ نور الاسلام الصحيج فراغ ادمغتهم، فالتجأوا الى المبادئ الوافده شرقية او غربيه ليملؤا هذا الفراغ. او انهم مغرر بهم، اعتنقوا اراء اعداء العرب والاسلام وهم لا يقدرون خطرها على حاضر امتهم ومستقبلها. ان الذين يفهمون ال الاسلام عقيدة مادية تنطبق عليها المعايير والاسس المادية كما تنطبق على الاسس الوضعية، مخطئون كل الخطأ او مغرضون كل الغرض او جاهلون بالاسلام كل الجهالة. والذين يفهمون ان الاسلام عقيدة روحية لا صلة لها بالمادة ولا بالحياة،تتصل بالرؤى والمعجزات والخوارق، مخطئون كل الخطأ او مغرضون كل الغرض او جاهلون بالاسلام كل الجهالة. ان الاسلام في صميمه عقيدة ترتكز على المادة كما نرتكز على الروح، فهو دنيا واخرة، سيف وكتاب، جسم وروح، دولة ودين، سياسة وتبتل، ايمان بالعمل المادي من اجل الدنيا، وايمان بالعمل الروحي من اجل الاخرة.. ايمان بالحياة وايمان بالغيب… والذين يغرقون في مجاولاتهم جعل الاسلام عقيدة مادية من عقائد القرن العشرين، ينسون ان العقائد المادية للقرن التاسع عشر والقرون السابقة الاخرى، اصبحت متخلفة في هذا القرن، وان المبادئ المادية لهذا القرن ستصبح متخلفة في القرن الواحد والعشرين والقرون التالية الاخرى. فاذا زعم هؤلاء انهم يحسنون صنعا الى الاسلام في محاولاتهم هذه بجعلهم الاسلام عقيدة (تقدمية)، فعليهم ان يعلموا انهم بهذا يسيئون اليه أبلغ الاساءة لأن محاولاتهم هذه ستجعل الاسلام عقيدة (رجعية) في القرون القادمة… وهيهات !!! والذين يغرقون في محاولاتهم جعل الاسلام عقيدة روحية، كله خوارق ومعجزات ومغيبات يتجاهلون روح الاسلام كما ورد في القران الكريم وفي السنة النبوية المطهرة وفي التطبيق العملي لحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وحياة اصحابه من بعده وحياة السلف الصالح بصورة عامة. ان الاسلام كفاح لا يهدأ، وجهاد لا ينقطع، واستشهاد في سبيل الحق والعدل والمساواة، فهو يبدأ في ضمير الفرد وينتهي في محيط الجماعة، وهذا من اسرار خلوده : مادة وروح، يسيطر عليه روح المسجد الذي هو محل للعبادة ومدرسة للعلم.. انه لا يقتصر على همهمة الادعية وطقطقة المسابح وتمتمة التعاويذ، واتكال على ان تمطر السماء على الارض صلاحا وخيرا وحرية وعدلا، وما كانت السماء لتمطر شيئا من هذا كله، وما كان الله سبحانه وتعالى لينصر قوما لا ينصرون انفسهم ولا ينفذون اوامره. انه ما من مسلم يستشعر قلبه روح الاسلام، يمكن ان يمد ويدعم اراء ونهج المستعمرين ويقدم لهم عونا بان يجعل نهجهم تقدما ويدعو لذلك دون الاسلام، انه ما من مسلم يستشعر قلبه روح الاسلام، يمكن ان يدع الطغيان والمظالم والعسف السافر يدب على هذه الارض ويستعبد الناس وقد ولدتهم امهاتم احرارا…..

بقلم عمر ابوجابر

unnamed (19)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة