ملاحظة على الهامش
تاريخ النشر: 24/02/15 | 9:23في الماضي حين كانت تقام ندوة أدبية أو أمسية أدبية بمناسبة صدور ديوان شعر جديد أو مجموعة قصصية جديدة أو أي عمل أدبي إبداعي، كان المشاركون يتحدثون عن الكتاب أكثر من صاحبه، فيبرزون مكامن الضعف والجمال والإبداع فيه، ويقدمون الملاحظات النقدية حول الهفوات فيه كي يستفيد من هذه الملاحظات في عمله القادم وفي كتاباته المستقبلية.
أما اليوم، وللأسف، فقد اختلف واقع الحال، والمشاركون يتحدثون عن المؤلف أكثر من الكتاب، فينفخون صاحبه وينعتوه بألقاب وصفات لم تقل لا في المتنبي ولا في أبي العلاء المعري ولا في السياب والبياتي، ولا في طوقان ودرويش ويوسف الخال وأنسي الحاج وشوقي بزيغ ومحمد شمس الدين وغيرهم، وحينها يحس بالغرور والانتفاخ الطاووسي، ويزيد وزنه أكثر من عشر كيلوغرامات في تلك الأمسية، ويصدق انه أشعر الشعراء وأعظم الكتاب، وانه سيد الكلمة ومبدع المرحلة. فاتقوا اللـه يا أصحاب الكلمة والقلم، وقليلاً من التواضع والصدق والصراحة، وكفى مديحاً وإطراءاً ونفاقاً ومجاملة وممالأة ورياءً ونفخاً وتسويقاً وتلميعاً، وليتوقف الانحدار الثقافي الذي تعيشه ثقافتنا وأدبنا في هذه البلاد..!!.فحياتنا الثقافية تحتاج للصدق، وللنقد البناء الهادف..النقد العلمي الموضوعي المنهجي والجمالي الواقعي، وللكلمة الهادفة ، وليس للنقد المجامل المنافق المرائي، نقد الاستكتاب السائد في أيامنا هذه.
شاكر فريد حسن