كيف ندخل الجنة بلا حساب؟
تاريخ النشر: 24/02/15 | 15:08الجميع يتمنى ان يدخل الجنة بدون حساب والله غفور رحيم ولكن ارشدنا الرسول الكريم كيف نصل الى الجنة بدون حساب.
قال تعالى {فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا (٨) وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا (٩) وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ (١٠) فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا (١١) وَيَصْلَى سَعِيرًا (١٢) إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا (١٣) إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ (١٤) بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا (١٥)} [الانشقاق: ٧ – ١٥]
وعن أمنا عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
“ليس أحد يحاسب إلا هلك قلت: يا رسول الله أليس الله يقول: حسابا يسيرا؟ قال: ذاك العرض ولكن من نوقش الحساب هلك. ” صحيح مسلم
ووضح الرسول صلى الله عليه وسلم في حديث أخر
وعنه صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يدني المؤمن، فيضع عليه كنفه ويستره، فيقول: أتعرف ذنب كذا: أتعرف ذنب كذا؟ فيقول: نعم أي رب، حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: سترتها عليك في الدنيا، وأنا أغفرها لك اليوم، فيعطى كتاب حسناته.
وأما الكافر والمنافق، فيقول الأشهاد: {هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين} صحيح البخاري
فأهون شىء هو أن تقرر بذنوبك ذنبا ذنبا ويوما يوما أمام رب العالمين، فنسأل الله أن يجنبنا خزى ذلك الموقف.
يقول الله تعالى {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا} [الكهف: ٤٩]
{يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَلَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ (١٨)} [الحاقة: ١٨]
{يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [المجادلة: ٦]
كل صغيرة وكبيرة مكتوبة كل ذنب تذكرناه أو نسيناه سنسأل عنه إن أحدنا قد يتذكر ذنباً واحداً ويشفق منه، كيف سيقف بين يدي الله العظيم، ويقر بهذا الذنب فكيف بذنوب نسيناها وربّما لم نتب منها؟ لو سألت احدنا: ما سعة ذاكرتك؟ ماذا قلت، وماذا فعلت، ماذا سمعت، وإلى ما نظرت، منذ أن صرت مكلفاً؟
الإجابة طبعاً بالإجماع ستكون: لا أذكر ممّا فات شيئاً إلاّ قليلاً جداً، لا يُقارن بما مضى من عمري!
فنسأل الله أن يدخلنا الجنة بلا حساب ولا عذاب..
كيف ندخل الجنة بلا حساب؟
١- (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أريت الأمم بالموسم فرأيت أمتي قد ملؤوا السهل والجبل وأعجبني كثرتهم وهيئتهم فقيل لي: أرضيت؟ فقلت: نعم قال:
ومع هؤلاء سبعون ألفا يدخلون الجنة بلا حساب لا يكتوون ولا يتطيرون ولا يسترقون وعلى ربهم يتوكلون فقام عكاشة بن محصن الأسدي فقال: يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعله منهم..فقام آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سبقك بها عكاشة) صحيح سبعون ألف فقط وسبق عكاشة صحابي أخر بفرق ثواني!
ولكن هذه بشرى أخرى
وعنه صلى الله عليه وسلم “وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بلا حساب عليهم و لا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا، و ثلاث حثيات من حيثات ربي ” هل تريد ان تكون واحد منهم
كل نقطة قد يطول فيها الشرح ولكن إختصاراً
١- لا يسترقون: أى لا يطلبون الرقية من أحد برغم كونها جائزة لقوة اعتمادهم على الله و لعزة نفوسهم عن التذلل لغير الله ولما في ذلك من التعلق بغير الله وهذا لا يمنع أن يرقوا أنفسهم
٢- لا يكتوون: أى لا يتعالجون بالكي بالنار فهو مكروه
٣- لا يتطيرون: أي لا يتشائمون
٤- وعلى ربهم يتوكلون: يعتمدون علي الله وحده في جلب المنافع ودفع المضار
قال -صلى الله عليه وسلم-: ( وإذا ضحك ربك إلى عبدٍ في الدنيا فلا حساب عليه )
رواه الإمام أحمد وغيره، وصححه الألباني، وقال الأرنؤوط: حديث قوي.
هل الله يضحك؟
وقال رسول الله- صلى الله عليه و سلم: ( ضحك ربنا من قنوط عباده و قرب غيره، قال: قلت يا رسول الله؛ أويضحك الرب عز وجل قال: نعم، قال: لن نعدم من رب يضحك خيراً ).
رواه الإمام أحمد وابن ماجه، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة.
فصفة الضحك ثابتة لله عز وجل، على الوجه اللائق به سبحانه ؛ بما لا يشبه صفات المخلوقين و إن الله يضحك بما يليق بجلاله
يعني لازم نكون مؤمنين أن ربنا سبحانه وتعالى يضحك ضحكاً يليق بجلاله وكماله، في الوقت الذي يشاء..
ولا يحق لنا التفكير في الصفة أو ما شابه فقد قال -صلى الله عليه وسلم- (تفكروا فى خلق الله، ولا تتفكروا فى الله فإنكم لن تقدروه قدره)
بمعنى ان لا يصح تشبية الله فى تمسيل لا يصح ان نفكر كيف يكون او ما شكلة لانها اسراه
لأن ربنا سبحانه وتعالى {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}، وإنما نسبحهه وننزهه عن أي نقص أو عيب ونقول سبحان الله.
والسؤال: رب العزة يضحك لمن منا؟
وكيف يمكن أن يكون لنا نصيب من هذة الأفعال
الانغماس في العدو:- ( الجرأة في قتال العدو )
عن ابن اسحاق حدثنى عاصم بن عمر بن قتادة قال: ( لما التقى الناس يوم بدر قال عوف بن عفراء بن الحارث رضى الله عنه:يا رسول الله ما يضحك الرب تبارك وتعالى من عبده؟ قال: أن يراه قد غمس يده فى القتال يقاتل حاسراً، فنزع عوف درعه، ثم تقدم فقاتل حتى قتل ). ذَكَر ابن حجر أن ابن إسحاق ذَكَره، أي: في مغازيه
ربنا يضحك له لإنه ثبت في القتال حتى قُتل فنسأل الله أن نثبت على الدين والطاعات حتى نموت
الشهيد:- ( الذي يُقاتل في سبيل الله حتى يٌقتل )
سأل رجل رسول الله- صلى الله عليه و سلم- فقال أى الشهداء أفضل؟ قال: ( الذين إن يلقون القوم فى الصف لا يلفتون وجوههم حتى يقتلوا، أولئك ينطلقون فى الغرف العلى من الجنة، ويضحك إليهم ربهم، وإذا ضحك ربك إلى عبدٍ فلا حساب عليه).
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من سأل الشهادة بصدق، بلغه الله منازل الشهداء، وإن مات على فراشه ” صحيح مسلم
* وإن لم تستطع أن تموت في سبيل الله فاجعل حياتك كلها في سبيل الله.
وفي حديث أبى هريره ( يضحك الله سبحانه وتعالى إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر فيدخلان الجنة. فقاتل هذا فَيُقتَل فيتوب الله على القاتل فيسلم فيستشهد).
ويبوب العلماء هذا الحديث تحت عنوان
” طليعة في الشر طليعة فى الخير ” فإن كنت متوفقا وبارعا فيما يغضب الله قبل التوبة فاحرص أن تكون كذلك فيما يرضيه بعد التوبة
الإيثار
(أن تحب لأخيك المسلم ما تحبه لنفسك بل وتقدمه على نفسك)
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رجلاً أتى النبى- صلى الله عليه وسلم- فبعث إلى نسائه فقلن ما معنا إلا الماء، فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم ( من يضم أو يضيف هذا )؟ فقال رجل من الأنصار: أنا فانطلق به إلى امرأته فقال: أكرمى ضيف رسول الله – صلى الله عليه و سلم- فقالت: ما عندنا إلا قوت صبياننا، فقال: هيئي طعامك، وأصبحي سراجك، ونومي صبيانك إذا أرادوا عشاء، فهيأت طعامها، وأصبحت سراجها، ونومت صبيانها، ثم قامت كأنها تصلح سراجها فأطفأته فجعلا يريانه أنهما يأكلان فباتا طاويين، فلما أصبح غدا إلى رسول الله- صلى الله عليه و سلم- فقال: ضحك الله الليلة أو عجب من فعالكما
فأنزل الله: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون}.رواه البخاري ومسلم.
صفة تكاد تكون اختفت!
قيام الليل والثبات في القتال
وعن أبى الدرداء- رضى الله عنه- عن النبى- صلى الله عليه و سلم- قال:
(ثلاثة يحبهم الله ويضحك إليهم ويستبشر بهم:الذى إذا انكشفت فئة قاتل وراءها بنفسه،فإما أن يقتل وإما أن ينصره الله ويكفيه فيقول الله:انظروا إلى عبدى هذا كيف صبر لى بنفسه،
والذى له امرأة حسناء وفراش لين حسن فيقوم من الليل، فيقول: يذر شهوته ويذكرنى ولو شاء لرقد، والذى إذا كان فى سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام فى السحر فى ضراء وسراء). حسَّنَه الألباني في ” صحيح الترغيب ”
اتنين من ثلاثة في الحديث عن قيام الليل والسحر برغم دواعى ترك القيام سواء كانت لشدة الراحة أو لشدة التعب، فنسأل الله أن يغفر الذنوب التى تحرم القيام ويتوب علينا.
صلاة الجماعة
عن أبى سعيد الخدرى قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:” ثلاثة يضحك الله إليهم الرجل يقوم من الليل، والقوم إذا صفوا للصلاه، والقوم إذا صفوا للقتال ”
المساجد تشتكي فهل من مجيب.
دعاء الركوب
(ومعرفة أنك فقير إلى الله وأنه وحده يغفر الذنوب)
{سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ * وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ}
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاغفر لي
قال علي رضي الله عنه: أردفني رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خلفه، ثم خرج بي إلى حرة المدينة ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاغفر لي، ثم التفت إلي فضحك، فقال: ألا تسألني مم ضحكت؟ قال: قلت: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال:
( ضحكت من ضحك ربي، وتعجبه من عبده أنه يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيره )
اليقين إن ربنا بيغفر الذنوب هو الدافع الأول للعودة سريعا والتوبة لله وهو الوسيلة الي بنحارب بيها اليأس من رحمة الله وهو السبب في إننا نلغي كلمة يأس ومفيش فايدة من قاموس حياتنا ولا نتوقف أبدا ونحن في الطريق لله
ربنا اغفر لنا ذنوبنا وارض عنا وتب علينا.
وأدخلنا الفردوس الأعلى بغير حساب ولا سابقة عذاب.