اثر الجاهلية لا يزول

تاريخ النشر: 04/11/12 | 7:16

بسم الله الرحمن الرحيم  ((وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ{58} يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ{59} ))النحل. صدق الله العظيم.

كثيرة هي الاسباب اللتي تحول دون تقدم مجتمعنا العربي الاسلامي ومن أولها اقصاء نصفه من النساء والاخوات والامهات في شتى المجالات ,وهذا ليس لمانع ديني بل لاعتبارات نفسية نابعة من فكر عربي شرقي, ليست من الدين بشيء.

1433 عام مضوا وما زالت القبلية والعصيبة والعار من وجود البنات سيد الموقف في عقل المجتمع العربي حتى في عقل الامهات والجدات.

ما زالت الحلقة السحرية قائمة تغذيها كل ام وكل جدة في تعاملها ,فهي مثلا تفرح بحفيدها الذكر ولا تبتهج كثيرا لحفيدتها الانثى, ناهيك عن الفرق بالفرحة لقدوم حفيد ذكرا لابنها او لبنتها, فالاول نصيبه اوفر في كل شيئ طبعا. هذا الواقع في معظم الحالات عندنا في المجتمع العربي الشرقي ولا تجده في المجتمعات الغربية.

اليست المرأه , الزوجة او الام او الجدة هي احد العوامل لترسيخ التفرقة والاقصاء؟ فهي حين عاشت ملحقا وقبلت ان تكون كذلك فسكتت عن المطالبه بحقها المشروع كأنسانة شريكه وليست تابعه؟ فحتى المتعلمات المثقفات رضين بالهوان وعملن بنهج لا يتفق والدين الحضارة فمثلا عندما تسأل الحامل عن جنينها وتجيب بانها انثى يقوم السائل او السائلة وبقلها “يلا كلشي من الله منيح” من باب عدم الرضا. وترى البعض يقومون بالمواساة / التعزية قبل قدوم المولودة حتى واغلبهم من النساء سبحن الله.

هل سمعتم عن بهجة وسرور لقدوم مولودة انثى. 1433 عام ولم يستطع الاسلام والدين تغيرالتفكير العربي الشرقي.

ما زالت البنت عار. لماذا تطلق الحفلات والمفرقعات لقدوم الولد الذكر؟ وما زال العرب يخجلون بالبنت؟اليست الام والجدة تفرح لحفيد اكثر من حفيدة؟ اليس كذلك؟

هل هو العقل العربي الشرقي؟ ام انها حلقة سحرية؟ البنت تكبر وتتزوج وترزق بأولاد وتتمنى ان يبشرها ابنها بحفيد وليس بحفيدة اليس الواقع كذلك من المحيط للخليج؟

هو فكر عربي شرقي. من هنا بداية الحل وأحد اسباب عدم تقدمنا كما هو واجب وضروري لنواكب العصر ونلحق بركب الامم الحضاري المتقدم في كافة المجالات.

الدين الحنيف اتى بنظرة انسانية ومنع وأد البنات… لكن العقل العربي الشرقي هو سيد الموقف. حتى ان الام والجدة تفضل مولودا حفيدا ذكرا, ونصيبه من الاحتفالات والمفرقعات اوفر! وفي الميراث ايضا طبعا.

ان البنت مثل الولد تماما و لها حقوق وواجبات في المجتمع.هنالك الكثير من البنات وصلن الى مراكز مرموقه نفتخر به جميعا.ثم ا يكفي ان البنت هي الام والاخت والابنه والزوجه تربي وتصنع الاجيال.

(ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم ).صدق الله العظيم.

يبدوا ان اثر الجاهلية لم يزل بعد ويبدو ان العصيبة القبلية والعار من البنت ( اللتي ستصبح لاجقا زوجة , أما وجدة) مغروز في عقولنا يأبى الرحيل. يبقى الخوف والشعور بالذل والعار الهاجس الاكبر والعائق امام التقدم ورغم مر السنين لم نتغير كثيرا.

اثر الجاهلية لم يزل كليا. الانضباط والتوازن واجب والحقيقة كالشمس لا يمكن اخفائها بغربال. التغيير يأتي من الداخل وصدق من قال ان تحرير البلاد يكون بعد تحرير العقول.من يخشى قدوم بنته يرزقه الله بها , ويخجل من ظهورها يصعب عليه التقدم .

وفق الله جميعا لما يحبه ويرضاه.

‫6 تعليقات

  1. بارك الله فيك يا محمد,مع الاسف الشديد ان الناس قولا تفضل البنت لانها افضل مستقبلا لوالديها الا انهم رغم ذلك يفضل الصبي .

  2. […] على مقالة الاستاذ محمد يحيى “اثر الجاهلية لا يزول” بقلم محمد صبيح قال تعالى (يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي […]

  3. هذا الواقع لللاسف اخت دلال. شكرا مرورك الطيب. نسأل الله ان يغير حالنا لاحسن حال.

  4. تحية عطرة لكم. شكرا لدعمكم المعنوي واهتمامكم. دمت بالف خير. تحياتي

  5. للاسف الشديد مجتمعنا العربي يفضل الولد على البنت… ما فائده شاب مستهتر يجلب العار لاهله؟؟؟؟ هنالك الكثير من الفتيات اللواتي وصلن الى مراكز مرموقه نفتخر بها…. الفتاه هي زوجه والاخت ونصف المجتمع…متى سندرك ان الانسان هو انسان بغض النظر اذا كان شابا او فتاه.. الانسان اخلاقيات وتربيه … موضوعك رائع يا محمد الى الامام ….دمت بخير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة