أجسام باقة الغربية تُجمع على دعم المشتركة
تاريخ النشر: 25/02/15 | 10:21شارك المئات من أهالي باقة الغربيّة، في اجتماع القائمة المشتركة الانتخابيّ الأوّل، والّذي عقد في قاعة الدّيوان، بحضور شخصيّات سياسيّة وثقافيّة واجتماعيّة عدّة.
افتُتِح الاجتماع بكلمة من عريفه، علي مواسي، رحب فيها بالحضور، مؤكدًا على أن باقة الغربية كانت دائمًا عنوانًا للعمل الوطني والوحدوي في كافة المجالات، ومشددًا على أن القائمة المشتركة تعتبر إنجازًا للجماهير العربية كلها، وأنها ملك لهذه الجماهير، والكل مسؤول عن نجاح تجربتها. ووجّه تحيّته وشكره لكلّ كوادر القائمة المشتركة في باقة الغربيّة الّتي تنتمي للأحزاب الأربعة المتحالفة (الجبهة؛ الإسلاميّة؛ التّجمّع؛ التّغيير)، ولأعضاء لجنة الإشراف الرّباعيّة، وهم: جميل أبو حسين، اعتماد قعدان، جمال دقّة، والدّكتور أحمد قعدان.
وكانت أولى فقرات الاجتماع آيات من الذّكر الحكيم تلاها المقرئ طالب عويسات، ثمّ بالوقوف على النّشيد الوطنيّ الفلسطينيّ “موطني”؛ ثمّ تحدّث باسم مركّبات القائمة المشتركة في باقة الغربيّة كلٌّ من السّيّد جميل أبو حسين والدّكتور أحمد قعدان، مشدّدين على ضرورة الوحدة والحفاظ عليها للدّفاع عن الوجود العربيّ، ومكافحة العنصريّة والتّمييز، وحماية الأرض والمسكن والمقدّسات وحقوق الإنسان. وقد أكّدا كذلك على ضرورة مكافحة الأحزاب الصّهيونيّة ودحرها من البلدات العربيّة، داعين الجماهير العربيّة عمومًا، وأهالي باقة الغربيّة خصوصًا، للخروج بكثافة إلى صناديق الاقتراع دعمًا للقائمة المشتركة.
تحدّث بعد ذلك عددٌ من شخصيّات باقة الغربيّة ممثّلين لأجسامها المختلفة، مؤكّدين دعمهم ومؤازرتهم للقائمة المشتركة، وهم: الأستاذ سميح زامل أبو مخ عن اللّجنة الشّعبيّة، والأستاذ تيسير عثامنة عن جمعيّة الجيل الذّهبيّ، والأستاذ شريف يوسف مصاروة عن لجنة الصّلح والإصلاح، ورئيس بلديّة باقة الغربيّة المحامي مرسي أبو مخ عن البلديّة وأهالي باقة الغربيّة.
وقد جاء في كلمات ممثّلي أجسام باقة الغربيّة المختلفة تأكيد على أهمية تجربة القائمة المشتركة وضرورة دعم الجماهير العربية لها وإنجاحها، شاكرين الأحزاب العربية المختلفة على تلبية مطالب وتطلعات الشارع العربي بتحقيق الوحدة.
وأكد المتحدثون على ضرورة معالجة القائمة المشتركة للقضايا الاجتماعية، مثل البطالة والفقر والعنف، ورفع مخصصات فئة الشيخوخة التي مست بها سياسات حكومة نتنياهو الاقتصادية بشكل كبير، بالإضافة إلى الاهتمام بقضايا الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده وتعزيز التواصل معه، وأيضًا الاهتمام بالتواصل الدائم مع القوى الديمقراطية في الشارع اليهودي.
بدوره، قال رئيس بلدية باقة الغربية، المحامي مرسي أبو مخ، إن باقة الغربية دائمًا كانت معقلًا للعمل الوطني والقومي، منذ ثورتها النسائية ضد الاستعمار الإنجليزي عام 1936، مرورًا باستضافتها لأولى اجتماعات لجنة المتابعة العليا، وانتهاءً بتجربة القائمة المشتركة، مؤكدًا على أن بلدية باقة الغربية وأهلها مع كل وحدة للجماهير العربية، تساعد في معالجة قضاياهم وتمنحهم تمثيلا وطنيًّا.
وأشار المتحدثون باسم أجسام باقة الغربية أيضًا إلى ضرورة رفع النسبة التصويت في الشارع العربي لإيصال 15 عضوًا من القائمة المشتركة إلى الكنيست، ومواجهة الأحزاب الصهيونية ومقاولي أصواتها. كما شددوا على ضرورة الحفاظ على تجربة الوحدة واستمرارها لمعالجة قضايا المجتمع العربي إلى ما بعد الانتخابات.
ثم تحدث بعد ذلك النائب الشيخ إبراهيم صرصور، الرئيس السابق للحركة الإسلامية الجنوبية، معتبرًا أن تشكيل القائمة المشتركة يعتبر البداية لا النهاية، إذ أنه مشروع يتعدى الانتخابات، ويحمل في ثناياه كمًّا كبيرًا من القيم والمبادئ، ويتغلغل في تفاصيل حياة المجتمع العربي الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والقيمية.
واعتبر صرصور أن الوحدة أقصر الطرق وأنجع الأدوات لمواجهة سياسات القهر الإسرائيلي والتحديات التي يعيشها المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني، مؤكدًا على أن القائمة المشتركة لم يكن مسببها أبدًا رفع نسبة الحسم، بل إرادة الشارع وضغطه وحكمة القيادات التي استجابة لهذه الإرادة.
وأكد صرصور على ضرورة تجنب الوقوع في فخ مقارنة القيادات الإسرائيلية مع ليبرمان، إذ أنها كلها مثل ليبرمان ولا تقل عنه من حيث توجهاتها العنصرية ونهجها، معتبرًا أن تحالف هرتسوغ وليفني تحالف خطير ضدّ مصالح المجتمع العربيّ في الدّاخل الفلسطينيّ والمجتمع العربيّ عمومًا ومنطقة الشّرق الأوسط، مستشهدًا بتصريح هرتسوغ الأخير حول الملفّ النّوويّ الإيرانيّ، والّذي يلمّح من خلاله إلى أنّه لن يتردّد في ضرب إيران؛ وكذلك بتصريحه حول الأسرى الفلسطينيّين، والّذي يؤكّد هرتسوغ فيه على أنّه “لن يطلق سراح من تلطّخت أيديهم بدماء إسرائيليّين” على عكس نتنياهو، ما يعني أنّ توجّهاته، وفق صرصور، أخطر من نتنياهو وحكومته، مشيرًا إلى أنّ حكومة هرتسوغ من المتوقّع أن تضمّ شخصيّات سياسيّة من اليمين المتطرف، مثل لبيد أو كحلون أو حتى ليبرمان.
بعد ذلك تحدث المحامي أسامة السعدي، الأمين العام للحركة العربية للتغير والمرشح رقم 12، قائلًا إن الأحزاب العربية لبت مطلب الجماهير فشكلت القائمة المشتركة، والتي تعتبر إنجازًا تاريخيًّا سيكون له مردود كبير على مجمل العمل السياسي في المجتمع العربي وستؤدي إلى تغيير الخطاب والثقافة السياسيين.
ووجه السعدي تحيته إلى رؤساء البلديات الذين بادروا إلى دعم القائمة المشتركة، مثل رئيس بلدية عارة – عرعرة، مضر يونس، ورئيس بلدية باقة الغربية المحامي مرسي أبو مخ، واصفًا موقفهم بالوطني المشرف.
وأوضح السعدي أنه وبعد توحيد الصوت العربي والديمقراطي، تبدأ المعركة الآن على رفع نسبة التصويت، وهذا يتطلب العمل المكثف في الميدان، وتجنب اتكال شخص على آخر أو حزب على حزب أو بلد على بلد، بهدف الحصول على 500 ألف صوت من الشارع العربي من أصل 800 ألف.
وأوضح السعدي أن إحراز القائمة المشتركة لـ 15 عضوًا في الكنيست، يعني ثقلًا وأثرًا سياسيًّا أكبر في معالجة المشكلات اليوميّة الّتي يواجهها المواطن العربيّ، والتّمييز العنصريّ، والسّعي إلى مساواة مدنيّة وقوميّة كاملة، وإنهاء الاحتلال، بالإضافة إلى معالجة قضيّة الأسرى الفلسطينيّين في سجون الاحتلال، مشيرًا إلى أنّ عميد الأسرى الفلسطينيّين حاليًّا من أسرى الدّاخل، وهو كريم يونس من عرعرة، وعميدة الأسرى أيضًا من الدّاخل وهي هبة جربوني من عرّابة.
أما النائب الدكتور باسل غطاس، فحيا باقة الغربية وأهلها، مشيرًا إلى أنها كانت دائمًا عنوانًا للعمل الوطني والوحدوي والخيري، مؤكدًا على أن أجواء الدعم للقائمة المشتركة في باقة لو انتقلت إلى كل البلدات العربية، لضمننا وصول 15 عضوًا إلى الكنيست. ووجه غطاس تحيته لأسرى الشعب الفلسطيني المعتقلين في سجون الاحتلال وعوائلهم، وخصوصًا أسرى باقة الغربية، واعدًا بتكثيف الجهود نحو انتزاع حقوقهم كاملةً ونيل حريتهم.
وأشار غطاس إلى أن الأحزاب وقياداتها غلبت إرادة الشعب على الحسابات الصغيرة، ورأت أن المكسب الأكبر هو الوقوف موحدين في وجه العنصرية والفاشية، وتحقيق مكاسب حقيقية لشعبنا، موضحًا أن وحدة تيارات الحركة الوطنية في الداخل الفلسطيني تعتبر رسالة هامة في السياق العربي الراهن، تُوجّه إلى منظمة التحرير، وفتح وحماس، وعموم العالم العربي، بأن الوحدة أداة عمل ناجعة وأسلوب نضال هام لا يمكن التفريط فيه.
وأوضح غطاس أن حقوق الإنسان الفلسطيني في هذه البلاد تنبع من كونه صاحب الأرض والأصلاني فيها، لا من المواطنة، بل إن قبوله للمواطنة يعتبر جزءًا من حل تاريخي، معتبرًا أن الفكر السياسي يجب أن يترجم لقوة عمل برلماني وميداني يؤدي إلى تحقيق مكاسب ملموسة للمجتمع العربي وعموم الشعب الفلسطيني.
واعتبر غطاس أن كتلة برلمانية تتكون من 15 عضوًا يمكنها أن تحقق الكثير، وأن تمرر قوانين وتلغي قوانين، وأن يكون لها تأثير كبير في لجان الكنيست ومتابعة قضايا الجماهير العربية اليومية والقومية، معتبرًا أنه من حق الشارع العربي طلب ذلك من ممثليه في الكنيست ومساءلتهم عن ذلك.
بدوره، قال الدكتور يوسف جبارين، المرشح رقم 10 في القائمة المشتركة والمحاضر بجامعة حيفا، إن القائمة المشتركة تتضمن ثلاثة مكونات رئيسية هامة؛ أولها الرسالة التربوية التي تتضمنها الوحدة للأجيال القادمة، ومفادها أن وحدة الوطنيين والمناضلين أفضل الأدوات لمجابهة قضايا العنف، والتشرذم، والطائفية، والجهوية، وغيرها، وأنها حتمًا ستعود بنتائج إيجابية على المجتمع العربي والشعب الفلسطيني.
أما المكون الثاني وفق جبارين فهو ضرورة الوحدة الوطنية للكفاح والنضال ضد المؤسسة الإسرائيلية، وخصوصًا اليمين الذي يعتبر العنصرية برنامجًا سياسيًّا وانتخابيًّا، والذي جعل السنوات الأخيرة “زاخرة” بالقوانين العنصرية مثل قانون النكبة، وقانون المقاطعة، وقانون يهودية الدولة، وغيرها.
أما المكون الثالث كما قال جبارين، فهو القيمة السياسية النوعية للقائمة المشتركة، والتي تجعل الجهات الدولية مثل الاتحاد الأوروبي، حتى منذ الآن وقبل الانتخابات، يتعامل باحترام وجدية أكبر مع ممثلي المجتمع العربي في الداخل الفلسطيني المنخرطين في القائمة المشتركة. بالإضافة إلى التحول الملموس في تعامل أوساط يهودية كثيرة مع الممثلين العرب.
وأشار جبارين إلى أن وجود كتلة برلمانية من 15 عضوًا، تعني تأثيرًا أكبر بكثير في العمل داخل الكنيست كهيئة عامّة، وكذلك في لجانها، والاهتمام أكثر بقضايا المجتمع العربيّ ومتابعتها.