صرصور : " كم كنت أتمنى لو أن الرئيس محمود عباس لم يتورط في تصريحاته الأخيرة
تاريخ النشر: 04/11/12 | 21:13استغرب الشيخ النائب إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، من تصريحات الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس للقناة الإسرائيلية الثانية ، والتي قدم فيها كل التنازلات الممكنة لإسرائيل في الوقت الذي تمارس فيه إسرائيل وخصوصا في ظل الحكومة الحالية كل الجرائم ضد فلسطين إنسانا ووطنا ومقدسات ، ومنتهكة بشكل صارخ الشرعية والقانون الدوليين على مسمع ومرأى من الولايات المتحدة والعالم ، معتبرا التصريحات : ” فوق ما أثارته من جدل فلسطيني – فلسطيني سيئ لا يصب في مصلحة الوحدة الوطنية ناهيك في مصلحة القضية الوطنية نفسها ، فإنها انعكاس لأمل الرئيس ألأشبه بالسراب الخادع في تغيير الموقف سواء على مستوى أمريكا والمجتمع الدولي ، أو على مستوى إسرائيل.”.. وقال : ” شبه الإجماع الفلسطيني على رفض تصريحات الرئيس أبي مازن وخصوصا فيما يتعلق بحق العودة ، رغم توضيحه للموقف ، شيء يجب ألا يفاجئ الرئيس ، فهو يعرف تماما الثوابت الفلسطينية التي لن يتنازل عنها احد من الفلسطينيين ، وإن اختلفوا معه في طرق تحقيقها والوصول إليها .. إذا كان ( أبو مازن ) بتصريحاته هذه أراد أن يخاطب الرأي العام الإسرائيلي من فوق رؤوس الأحزاب وبالذات أحزاب اليمين ( المتطرف !!! ) ، كما قيل في بعض التصريحات الصادرة عن مكتبه ، أو كما ورد في بعض التحليلات السياسية ، أو أنه أراد بها تهيئة الأجواء والمناخ المناسبين لكسب دعم دول العالم لمشروع الاعتراف بفلسطين ( دولة غير عضو !!! ) في الأمم المتحدة ، فقد جاء الواقع ليصفع هذه القناعات بصورة ما كان يجب أن تفاجئ الرئيس وكبار مستشاريه .. فمن جهة قلل مكتب حكومة الاحتلال الإسرائيلية من أهمية تصريحات الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، مؤكدا على { أن أقوال أبو مازن لا تتماشى مع أفعاله وأن أبو مازن يرفض منذ أربع سنوات عقد لقاء مع رئيس الحكومة الإسرائيلية . !!!!! } . أما الوزير ( جلعاد اردان ) المقرب لنتنياهو ، فقد كان وقحا إلى ابعد الحدود في تعليقه على تعليقات الرئيس ، حيث وصف في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية أبا مازن {( بالمنافق !!! ) الذي يتحدث بلسانين ولا يشكل بأي حال من الأحوال شريكا للمفاوضات ولا يجوز فتح مفاوضات معه !!!!!!!!. } . أما شريك نتنياهو القديم الجديد في الايدولوجية والحزب ليبرمان ، فقد تجاوز سيده بأشواط في الوقاحة إلى اتهام الرئيس { ( بالكذب !!! )، وبالرجل الذي لا يوثق به ، وبأنه لا يسعى للسلام أو ( لخدمة القضية الفلسطينية !!!! ) ، وإنما يسعى فقط لبقائه في السلطة . } . “.؟… وأضاف : ” هذا على مستوى رد الفعل الإسرائيلي الرسمي والذي لقي صدى واسعا في وسائل الإعلام وفي الرأي العام الإسرائيلي حيث لم نلمس اختلافا في مدى الاستخفاف بتصريحات الرئيس رغم أنها وضعته في موقف صعب للغاية على مستوى شعبه وأمته .. أما على مستوى العالم فمن العبث الحديث عن تقدير أمريكي لهذه التصريحات ، وإن كانت هنالك مثل ذلك التقدير فقد صدر على استحياء من ناطقين باسم الإدارة الأمريكية من الدرجة الثالثة. فماذا عن موقف فرنسا مثلا وهي الموصوفة بحليفة العرب والفلسطينيين والمدافعة عن قضاياهم . جاءت تصريحات الرئيس الفرنسي في لقائه مع نتياهو منذ أيام قليلة مضت ، اكبر دليل على حالة النفاق التي يعيشها الغرب حيال إسرائيل ، فلم يصرح بكلمة واحدة تدين انتهاكات إسرائيل اليومية على مستوى تهويد القدس وتوسيع الاستيطان وتشديد قبضة الاحتلال على كل مفاصل الحياة الفلسطينية . ويا ليته اكتفى بذلك ، بل ذهب يطالب الفلسطينيين بالعودة على طاولة المفاوضات ( دون قيد أو شرط !!!!!!!! ) ، ويهددهم بشكل مبطن بإمكانية عدم دعم فرنسا ودول الاتحاد الأوربي المشروعَ الفلسطيني في الجمعية العامة للأمم المتحدة في الخامس عشر من الشهر الحالي . ” …وأشار : ” لا أشك في أن أبا مازن يعرف هذه الحقائق ليس أقل من أي خبير في شؤون الشرق الأوسط ، فلماذا هذا الإصرار على هذه التصريحات الضارة وغير المفيدة كما رأينا ، والعابثة في الثوابت الوطنية ؟؟!! والأغرب من ذلك كله أن تأتي هذه التصريحات ( المنبطحة والمهرولة !!!! ) كما يصفها الكثيرون على الساحة الفلسطينية والعربية والإسلامية وعلى ساحة الجهات الداعمة للحق الفلسطيني في الغرب ، تأتي في وقت يصر فيها الرئيس أبو مازن على التصعيد الدائم في خطابه تجاه إخوته وشركائه في حمل الهم الفلسطيني وبالذات في حماس .. من يحاول السيد أبو مازن أن يرضي بهذه السياسة غير الايجابية ، ومن يحاول أن يقنع بجدوى سياسته وقد نحرتها إسرائيل ومعها أمريكا ودول الغرب من الوريد على الوريد ؟؟!!! ” … وأكد الشيخ صرصور على أنه : ” ما عاد هنالك من بديل أمام الرئيس أبي مازن إلا أن يكف عن هذه التصريحات فلا أمل في إسرائيل ولا أمريكا في الوقت الراهن على الأقل ، وأن يعمل على اللقاء فورا مع إخوته في الوطن وعلى رأسهم حماس على قاعدة مشروع وطني يضع إسرائيل في هامش الاهتمام ، ويركز على الطاقات الكامنة في الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، وعلى التغيرات النوعية في أكثر من بلد عربي . يجب أن يُشعر أبو مازن أمريكا وإسرائيل إنهما ما عادتا يعنياه في شيء ، وإنما الذي يعنيه هو مصالح شعبه التي يحددها الشعب فقط .. يستحق هذا البديل أن تجربه القيادة الفلسطينية ، بعدما فشلت كل البدائل الأخرى .. ما الذي سيخسره الفلسطينيون وأبو مازن إن فعلوا ذلك ؟؟ لا شيء ، بل سيربحون أنفسهم وعزتهم وثوابتهم الوطنية ، وهذا هو المطلوب .” ..