نداء المحب لمن أحب
تاريخ النشر: 26/02/15 | 19:05بسم الله الرحمن الرحيم والعاقبة لمن اتقى اما بعد، هذا نداء المحب لمن احب، ونداء الاخ لمن تجمعه بهم احيانا اكثر من روابط الارحام والقرابة والعائلية…. “مشاكلنا” التي تواجهنا كل يوم وكل ليلة، وتتعارك معنا وتقلقنا وتؤرق منامنا، وهمومنا التي تلاحقنا في لقمة العيش والقلق على اولادنا، تكاد لا تنتهي. “صراعاتنا” ضد الاحتلال لا تتوقف، ارضنا تنتهب، وعرضنا يهان، واقصانا يدنس، ثقافتنا الاصيلة تغتصب ولغتنا تغتال، ونعيش على ارضنا غرباء. نتقاتل على اشياء قسمها الله لنا، كل باسمه، ونسير ضد الشعب مع الشعب والشعب يسير بنا ولا يدري. نتابع الاحداث كانها لعبة كرة قدم، فنتقاتل من اجل “ميسي” او من اجل البرازيل، ونتراهن ونتقاتل ونتخاصم، ونحن كلنا نكاد ان نكون خارج معرفتهم، وترانا كلنا قد ارضعتنا امنا من نفس الحليب واشبعتنا ولا ندري. شعبنا تجمعه اشياء كثيرة جدا اكثر من التي تفرقه، تجمعه القرابة والنسب والدين والوطن واللغة، ويجمعه العدو والالم والدم والامل المشترك، وتفرقهم (بالأغلب !) قياداتنا. بعضها، والعدو المشترك والإحتلال. لذلك، وجب علينا ونحن ندرك مخاطر المرحله، وتشتت أوراقنا وتفكيرنا، أنه لا بديل عن الإلتحام الحقيقي الصادق النابع من همومنا وطموحاتنا، وحان الوقت أن نضرب على يد الزعامات والقيادات والأحزاب، ضربة الأب القلق والأم الحنون والأخ الغيور، دون يأس أو كلل، حتى تتحول القيادات إلى قيادات بخياراتنا، وحتى تتحول البرامج إلى تحقيق أحلامنا وليس غير أحلامنا. نحن عرب وفلسطينيون ومسلمون وغير مسلمين، بخيارنا أو ليس بخيارنا، بإرادتنا أو ليس بإرادتنا، ولكن أشياء كثيرة حان لنا أن نصنعها بإرادتنا ؛ ان نحلم معا، ونفكر معا ونتحاور وننفتح ونناقش ونتقبل الاخر، ونتزاور ونتواصل ونتأزر معا. حان لنا أن نتفقه بالدين والقومية والأدب واللغة، وأن نتفقه بالرسم والشعر والنحت والفنون الجميله، وحان لنا أن ندرس أولادنا الحدود والضوابط والأخلاق الحميدة وأداب الحوار والنقاش وقبول الأخر واحترام الحريات وعدم السرقة أو الغش أو الإنقاص والحفظ غيبا لمعاني الوطنية الحقيقية والتلاحم. نحن وأنتم، والقيادات والسياسات، والأحزاب والإعلام والعلماء والمتعلمون المثقفون والأدباء، كلهم تحت المجهر وكلهم يحملون مسؤولية التنفيذ والطاعه، والتاريخ لن يسامحنا ولا أولادنا، ولا الله ربنا وربكم ورب الناس والخلق أجمعين ! أعتذر إن أسأت بكلماتي ﻷحد، فقلوبكم كفلسطين واسعة تتسع لكل الكون.
عبدالله جبارين