صور مشتتة تبحث عن قصيدة
تاريخ النشر: 27/02/15 | 17:26(1)
أيّتُها القصيدة
تعالي….
تعالَيْ مفردةً
أوْ حروفًا تناثرُ
فوقَ مزالقِ الكلماتْ
تعالَيْ أيّتُها القصيدة
شبهَ جملةٍ
أوْ جملةً مفيدة
تعالي….
شتاتَ أصواتٍ تنادي بعضَها
تعالي
أوْ لا تجيئي مطلقًا
فلمْ أعدْ……
أبالي
(2)
أيُّها الفكرُ المعنّى
ضاقَ صدري منْ عناكْ
أيّتُها اللّغةُ المدمّاةُ
ضقْتُ ذرعًا منْ دماكْ
أيُّها الفكرُ المعنّى
ضاعَتِ المفرداتُ
“كانَ” مكسورةٌ عنِ اسمِها
في مهبِّ الرّياحِ
“سوفَ” بلا غدٍ
مهيضةُ الجناحِ
أيُّها الفكرُ المكسّرُ المعنّى
الآنَ
الجمعُ ضاعَتْ واوُهُ ونونُهُ
وانجرَّ في أثناءِ رفعِهِ المثنّى
(3)
رأيْتُ السّيوفَ تمارسُ البغيَ
معَ البغايا
ويثرثرُ الفرسانُ حولَ النّردِ
أوهامَ الحكايا
ويسمسرُ التّجارُ في أسواقِهِمْ
وبقايا وطنٍ
تناثرَتْ شظايا
واوًا
وطاءً
ونونًا
وترابًا
وأرواحَ ضحايا
كلُّ شيءٍ ضاعَ حينَ باتَتِ
الأقلامُ تضاجعُ الكلماتِ
على سودِ الصّحائفِ
وبيضُ الصّفائحِ
بينَ أحضانِ السّبايا
(4)
كانَ اسمُهُ عقلًا
برأسي
وصارَ اسمُهُ الجنونْ
فلمْ أعدْ أميّزُ
بينَ حيطانِ حبِّكِ المنيرِ
يا حبيبتي
وظلامِ جدرانِ السّجونْ
(5)
أيّتُها اللّغةُ
منكِ المروجُ
الشّاسعاتْ
ومنّي المروجُ….
وفيَّ الدّخولُ
إلى عالمٍ مترعٍ بشظايا
منْ شذوذِ اللّغاتْ
فكيفَ الخروجُ
(6)
سأكبرُ يومًا
سأكبرُ
معْ عصبةٍ صاغرينَ
وأزهرُ
في غابةٍ للضّياعِ
وأثمرُ
في عقيمِ صخرةٍ
سأكبرُ
سأزهرُ
سأثمرُ
سأكونُ سحابةً
…. ولا أمطرُ
(7)
أيُّها الفارسُ المدجّجُ بالقِدَمِ
هرمَ الحصانُ
صارَ مُهرًا قاصرًا عندَ النّزالِ
يعلكُ الحربَ
ويفنى في الهُزالِ
تعالَ يا مالكًا موتي
تعالَ
نقمْ معادلةَ الاختزالِ
هاتِ أوراقَ اعتزالِكَ لأعطيَكَ
منْ جذورِ جذوتي اعتزالي
(8)
انسحبَ
قالوا انسحبْ
يحملُ الأوزارَ والآثامَ
وعاراتِ الهربْ
وأمجادًا تنجبُ الذّلَ
منْ بعضِ صحراءِ العربْ
(9)
يا قدسُ
يا مدينةً كئيبةً كريمة
“تحمي نفسَها بنفسِها”
قالَتِ المسلمونَ
أعلنَتْ إذاعةُ الفقراءِ
في موجزِ العذابِ
ها هيَ الجريمة
(10)
لا فأرَ مأربَ ينفعُ
ولا سدَّ سبأْ
تفرّقَتْ آلامُنا
ويسألونَ عنِ النّبأْ
تفرّقَتْ أحلامُنا
شتاتا
لأنَّكَ أيّها القطُّ السّمينُ
ولأمرٍ في أنفِ قصيرٍ
أوْ في نفسِ يعقوبَ
أكلْتَ الرّغيفَ
وأكلْنا الفُتاتا
(11)
لمْ تعدْ تعرفُ
أراحلٌ أنتَ أمْ غيرُ راحلْ
ضلوعُكَ كما جمجمةٌ
والعظامُ
قدْ تصيرُ مكاحلْ
فيا جبالُ موتي
ويا مروجُ موتي
وموتي عندَ البحورِ الميّتةِ
يا سواحلْ
(12)
بكلِّ شيطانٍ أعوذُ
لكلِّ زاويةٍ وشيخٍ كذوبٍ
ألوذُ
ماذا منَ الدّينِ يبقى
إلاّ هذا الشّذوذُ
(13)
أينَ السّماءْ
ليسَ فيها لا هناءَ
ولا شقاءْ
منَ الأرضِ جئْنا
ومنْها كانَ الابتداءْ
وفيها نكونُ ونمشي
ولا شيءَ يُجدي
وإلى الأرضِ
يصيرُ الانتهاءْ
(14)
أيُّها الشّعرُ
توقّفْ
لا تكابرْ
مشاعري غرقى
في بحرِ ليلٍ طويلٍ
لا توقظِ اللّيلَ
ولا تبثَّ المشاعرْ
أنا ميّتٌ
لا توقظِ الموتَ فيَّ
فأنتَ لسْتَ بقادرْ
وإذا شئْتَ
ولا بدَّ إلّا أنْ تزورَ
فزرْني وارثِني
هنا في المقابرْ
شعر: علي هيبي