إنها فرصتك الوحيدة… "أنت نادر ولن تتكرر"
تاريخ النشر: 06/03/11 | 3:02كتب المقالة:سلام نجم الدين الشرابي
إنها فرصتك الوحيدة.. أنت نادر.. ولن تتكرر
هل فكرت يوماً .. أنك كائن نادر، ليس لك ثاني ولا يمكن أن تتكرر، ليس كصنف بشري أو تعداد سكاني، وإنما أنت تحديدا فلان الفلاني ابن فلان وفلانة، الذي تقطن في المكان الفلاني وتعمل في المجال الفلاني.. هكذا ليس لك مثيل أو ثاني، ولن يأتي أحد مثلك في أي عصر من عصور الخلق.
إذا استوعبت هذه الفكرة وأيقنتها فهذا يعني أنه ليس لديك إلا فرصة واحدة، واحدة فقط لن تتكرر لتحقق النجاح بمختلف الأصعدة والمجالات، ولإثبات الذات وترك أثر طيب بين الناس؛على اختلاف مكانتك ووظيفتك في هذا المجتمع؛ كابن أو ابنة، كأب وأم، كزوج وزوجة، كصاحب مسؤولية في عملك، كصاحب رسالة وهدف في الحياة، كمسلم حقيقي يحمل لواء الإسلام قولاً وفعلاً في هذه الحياة.. ، فرصة واحدة فقط لدخول الجنة.
الأشخاص الذين سمعنا عنهم وعرفنا بهم ووصلتنا سيرهم أخذوا فرصتهم في هذه الحياة، ومن ذهب منهم ذهبت فرصته إلى الأبد، فاز من فاز، وخسر من خسر لا يستطيع استرجاعاً ولا تعويضاً؛ فهي فرصة واحدة لن تتكرر. “حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ”سورة المؤمنون.
أحيانا ينظر أحدنا إلى نموذج إنساني معين وهو يرفض في داخله هذا النموذج، أو يتمنى أن يكون كهذا النموذج، لكنه لا يبذل جهداً في تغيير نفسه إن كان يشبه النموذج الذي يرفضه، ولا يبذل جهداً ليكون كالنماذج التي تعجبه.
يستخدم الإعلام قانون الندرة عندما يريد أن يقنع المتلقي بسلعة معينة، فيجري المتلقي لاقتنائها وهو على يقين أنها مميزة طالما أنها نادرة.
فهل هناك أندر منك أنت نفسك؟!! فلماذا تجري لاقتناء ما هو نادر وتنسى ندرتك، وتنسى الله فينسيك نفسك “نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ”سورة الحشر، فتعجز عن أن تجعل لنفسك تميزاً يضمن لك النجاح والسعادة في الدنيا والآخرة.
من التعاريف الشائعة للشخصية تعريف غيلفورد والذي يعرّفها على أنها: “ذلك النموذج الفريد الذي تتكون منه سمات الشخص”، وبعيداً عن النظام المعقد لتطور الشخصية الإنسانية ومدى تأثير الموروثات أو المحددات الاجتماعية و الثقافية والحضارية فهناك ثوابت قيمية تميز لنا الناجح بحق ممن يمضي عمره متخبطاً لا مرسى له.
إن نهضة الأمم والحضارات تمر بمراحل وعصور وتأخذ فرصتها عبر هذه المراحل، ورغم أنها لا تنجح ولا تصنع حضارة إلا ببناء أفرادها وبالتالي فانحطاطها بتقصير أفرادها. ولكن تبقى لهذه الأمم فرصتها للنجاح في عصور أخرى وعلى أيد آخرين.
أما الفرد ذاته فليس لديه إلا تلك الفرصة التي بين يديه، والذكي من يفطن إلى ذلك ويعرف أن له دورا فعّالا في بناء نفسه مصداقا لقوله تعالى:”إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ”سورة الرعد، فيهتم في بناء ذاته بناء شمولياً بكافة عناصرها؛ البناء الروحي والبناء العقلي والبناء الجسدي، فيسخر جهوده ويوظف ملكاته النفسية والفكرية نحو البناء وفعل الخير وخدمة أمته ودينه، وإسعاد من حوله بالعمل والخلق الحسن.. ليحقق الفوز بالفرصة الوحيدة التي أمامه.