القران نور وبيان
تاريخ النشر: 28/02/15 | 13:51الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يقول الله عز وجل في محكم التنزيل:“يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَكُم بُرۡهَٰنٞ مِّن رَّبِّكُمۡ وَأَنزَلۡنَآ إِلَيۡكُمۡ نُورٗا مُّبِينٗا” (النساء -174).
القرآن نور في زمن الظلام، في زمن التيه والضياع، يرشد الحيران إلى طريق الحق والرأي الصواب، نور ينير لنا الطريق حتى نكون بين الناس شامة ومصابيح الظلام، وأتباع النبي المصطفى العدنان، وحتى نكون ممن شملهم قول الرحمن:“ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٥٧”.(الاعراف 157)
عندما نتكلم عن موضوع الظلام، ندرك أهمية النور، وحتى ندرك أهمية القرآن دعونا نتخيل الحياة بدونه، لنعرف ما المقصود بنور القرآن الكريم.
تعالوا بنا نرجع إلى الوراء ألفًا وخمس مئة سنة عبر التاريخ، ثم ننظر إلى حال الناس..
الرجل يقتل أخاه، والأب يئد ابنته، والزوج يبيع زوجته.. التعصّب القبلي والأخذ بالثأر، الزنا وصور الزواج المتعددة التي تعافها النفوس البشرية، الربا وأكل أموال الناس بالباطل، قطع الطريق، غصب الأموال والأعراض، التحاسد والتباغض والتناجش..
تصور أنّ نورًا نزل من السماء ليغير الحال إلى غير حال.. ستجد عصرًا من الرقي والإبداع، والإيمان والأخلاق والتغير.. إنه جيل خير الأنام، جيل النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وجيل الصحابة الذين قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم – فيهم: ((خيرُ الناسِ قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)).
وحتى نرجع للخيرة وعصر النور المبدِّد للظلام – الذي غمر زماننا فأصبح الحليم حيران والعارف ضائع لا يدري ما الخلاص وما النجاة – نقول بصوت ممتلئٍ عليكم بالقرآن، عليكم بدستور الرحمن الذي لا يضيع حامله، ولا يتيه عالمه، ولا يتحيّر قارئه.
وقد ضرب الله تعالى لنا مثلًا على من يتبع القرآن ويعمل به فقال:“أَوَ مَن كَانَ مَيۡتٗا فَأَحۡيَيۡنَٰهُ وَجَعَلۡنَا لَهُۥ نُورٗا يَمۡشِي بِهِۦ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُۥ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيۡسَ بِخَارِجٖ مِّنۡهَاۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلۡكَٰفِرِينَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٢٢” ( الانعام 122)، إنه القرآن، حبل الله المتين والنور المبين وهو الشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه.
ولأهمية هذا الموضوع فإن عمل المربين في المراكز القرآنية في مؤسسة حراء قائم على بث روح التربية القرآنية في نفوس طلابها، وذلك من خلال البرامج والمناهج لمختلف الأجيال، صغارًا وكبارًا، ذكورًا وإناثًا، راجين من المولى عز وجل أن تكون هذه المركز القرآنية بوابة لنشر القرآن الكريم ونوره المبين في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.