بدك اصوت لحزب صهيوني شو بتفكرني بهلول
تاريخ النشر: 01/03/15 | 14:02غير ان المقولة اعلاه سمجة وغير فعالة، بل انها قد تؤدي الى العكس تماما من مفعولها المقصود.
العبارة توهم المتلقي انها تورية “لذيذة” وساخرة، فيها جناس معناه ان المصوت “للحزب الصهيوني” هو “اهبل” و”معتوه” وفيها اشارة الى السيد زهير بهلول المرشح 17 في قائمة “المعسكر الصهيوني”، وانه اخترق الصف العربي لاهداف “مصلحية” ولانه “بهلول” (زهير) بالتالي هو فقط من يقوم بمثل هذه الخطوات “المصلحجية” فلا تكن انت المصوت “بهلول” (اهبل) بتقليدك فعلته “الشنعاء” هذه.
من الناحية الفنية الابداعية انا واثق ان مجترح هذه العبارة اخذ يفرك كلتا راحتيه بسعادة غامرة اذ انه لربما خط زبدة الحملة الانتخابية وسيلقى اجره تصفيقا (وتسطيفا סטיפות של שקלים) وسينام قرير العين حتى 17.03.15 وهو هادئ البال والسريرة.
باعتقادي ان هذه العبارة هي من اتفه ما قرأت من عناصر الحملة الانتخابية للمشتركة حتى الان! هكذا:
1. الجملة فيها تهجم شخصي، تجريحي، بل كنت اقول انه يوزاي “قَصّرَتْ حجتو فطوَّل لسانو”.
2. بعض مسؤولي حملة القائمة المشتركة هم كمن وصفهم رئيسها ايمن عودة في المناظرة: “الوطنية المزيفة هي الملجأ الاخير للنذل”. ويتشاطرون على مخاطبة الغرائز رجما “بالحجارة الوطنية” الثقيلة حتى الموت (السياسي)، بدل الاقناع بالعقل وخطط العمل والامل!
3. اذا كان التاريخ معلما، سيقول لك ان السيد عبد الوهاب دراوشة كان عضوا في حزب العمل واسس الحزب الديموقراطي العربي الذي “اطنبت” عليه مركبات القائمة لكي يدعو السيد طلب الصانع بالانسحاب. المعنى لا يجوز حرق الجسور في الملعب السياسي خاصة على المستوى الشخصي. فقد “يُصدم” المهللون لهذه العبارة “القاصمة اللاذعة”، بان نفس “البهلول” سيكون شخصيا حلقة الوصل بين قياداتهم في المشتركة وبين الائتلاف الحكومي المزمع! عندها ماذا يريدونه “بهلول” ام “من جماعتنا”؟ او انه سيكون في موقعٍ تُقدّم اليه الطلبات (التي هي حقّنا بكل تأكيد) للدعم للمؤسسات الثقافية/اجتماعية! او انه في احتمالية ثالثة سيُستقبل كضيف شرف في بلدية او حدث فني او اجتماعي…عندها من سيكون “البهلول”؟
4. عوضا عن ذلك كان حريا بالقائمين على الحملة (هذا اذا كانوا هم الناشرين) ان يترجموا الخطاب السياسي للقائمة الى شعارات سياسية ملائمة: خطاب هادئ، براغماتي، فيه تواصل وليس فيه اقصاء، فيه تصالح وليس فيه تشنج. بالذات لان خطابها متجه نحو المجتمع اليهودي فكيف بالتالي نفسر التباين بين منطقين واحد “داخلي”=محاكمات ميدانية “داعشية” للعرب “المارقين”، والاخر “خارجي”= “ارييه مخلوف درعي”، افق جديد، امل بالمستقبل، مشاركة في الحكم!
5. اما من حيث تأثير هذا المنطق على الاصوات “الحائرة” او “غير المكترثة”، فاكاد اجزم ان الفعالية السياسية لهذه العبارة عكسية تماما! نحن امام الايام الاخيرة من المعركة الانتخابية، ودائما ما تكون هذه الاصوات “العائمة” او “غير المكترثة” في حيرة من امرها وهي بالتالي قريبة من المنطق السياسي لجهتين. في حالتنا هذه الاصوات هي اما اصوات لا تريد التصويت من منطلق “الكسل” او انها قريبة من ميرتس او المعسكر الصهيوني. ومن يريد جذب هؤلاء للتصويت عليه ان يختار منطقا خطابيا توفيقيا، واقعيا وهادئا. انت بهذه الجمل كأنك تقول له “هلمَّ صوت لنا ايها الابله”!!
6. بالعموم، اختيار الخط الاعلامي والمفردات السياسية للحملة حتى اليوم، ينقصه الترجمة للروح الايجابية المفعمة بالامل التي يريدها قياديو القائمة.
7. تحديدا ليست هنالك مفردات تعكس شعور الناخبين الاحتماليين بمدى صدق القائمة باحداث تغييرات مرجوة على الساحة المطلبية المعيشية للمجتمع العربي، بالاخذ بالاعتبار ضيق الحيز السياسي للمناورة والامكانية المحدودة لتفعيل الضغط على الحكومة المستقبلية ايا كانت.
8. وفوق كل ذلك، ان القيم التي يجب ان تسود ناصية العمل السياسي هي التعددية والاحترام، فكيف بالله عليكم نشكو من العنف السائد في مجتمعنا ونحن نتباهى بمرادفاته اللفظية وكأن الكلمة لا تطعن!
9. كل ما تقدم لا يقول بان حدة المنافسة يجب ان تفتر، بل على العكس تماما، الايام الاخيرة هي ايام مصيرية لاقناع الجميع ان هنالك املا جميلا، وانجازا رائعا ينتظرنا اذا ما ارسلنا للكنيست 15 نائبا سيفعلون ما في وسعهم لانتزاع حقوقنا او جزء منها..ونستكمل المسيرة!
برنارد طنوس