في وصف حالتنا..!!

تاريخ النشر: 10/11/12 | 2:45

ما من شك ان المبنى السياسي العام في مجتمعنا العربي الفلسطيني في هذه البلاد يمر في أزمة عميقة. ومن أعراض هذه الازمة تراجع العمل الوطني والأهلي الجماهيري ونشاط الأحزاب الكمي والكيفي، وانحسار ثقافة التطوع والجماعية وقيم الالتزام والانتماء والهوية الوطنية، واغتراب المثقفين وابتعادهم عن السياسة ووقوفهم على الجدار والرصيف. وكذلك الانقسام والتشرذم الداخلي والصراع في الأطر والهيئات التمثيلية لجماهيرنا العربية وفي مقدمتها لجنة المتابعة العربية.

ورغم التقدم العلمي والمادي والاقتصادي الذي طرأ على المجتمع العربي خلال السنوات الماضية الا ان ذلك لم يترجم في مجال الأفكار والمفاهيم والقيم الاجتماعية والأخلاقية.

هنالك ازدواجية خطيرة ورواسب سلبية وأمراض وعلل اجتماعية مقلقة مثل انتعاش العصبية القبلية والعائلية والعشائرية والطائفية السياسية، بالاضافة الى تفريغ الأحزاب من مضامينها الفكرية والايديولوجية والنكوص في المعركة من اجل تحرر المرأة، وازدياد الصراعات على المناصب، وتسرب أخلاقيات وثقافة مجتمع الاستهلاك الى صفوف الأطر والأحزاب السياسية والوطنية، أخلاقيات الأنانية المفرطة والمصلحة الذاتية منفلتة العقال التي تقود الى الانتهازية، ونشوء الدكاكين والمعسكرات والانقسامات التنظيمية والكراهية والعداء الشخصي. وبطبيعة الحال هذه الثقافة الاستهلاكية أثرّت على خدش الأخلاقيات ألقيمية، الاستقامة والتضحية والعمل التطوعي.

ما تشهده حياتنا السياسية والاجتماعية والفكرية خلال العقدين الأخيرين من ممارسات ومسلكيات وعاهات اجتماعية هو شهادة فشل للأحزاب والتنظيمات والقوى السياسية العاملة في الشارع العربي، التي اصبحت أحزاباً موسمية وانتخابية ولا تؤدي دورها التعبوي الطليعي كقوى ثورية في معارك التغيير والتقدم والحضارة والديمقراطية.

أن القضاء على السلبيات والظواهر المدمرة والتخلص من الأزمة الراهنة يتطلب طرح رؤية ديمقراطية عقلانية بديلة ومشروع فكري حضاري للتعددية الفكرية والثقافية وللتجديد السياسي والاجتماعي ـ الارتقاء بالعلاقات بين القوى الوطنية والسياسية وتنظيم الجماهير العربية وتطوير أداء لجنة المتابعة واقامة لجنة عليا للعمل التطوعي، علاوة على تكثيف النضال ضد كل من يكون كابحاً ومعيقاً لقضايا الفكر والتقدم والديمقراطية ويعيق السجال والحوار والنقاش الفكري الحضاري حول مختلف الأجندة والقضايا الساخنة والمحرقة والمسائل المصيرية والمستقبلية التي تهم جماهيرنا. وهذه المهمة لا تتحملها جهة معينة او طرف واحد، بل هي مهمة كل العاملين في حقول الثقافة والفكر والسياسة وكل المثقفين القادرين على الحلم والتحليل والأستنتاج العقلاني المنطقي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة