صبراً يا أهلنا في النقب
تاريخ النشر: 04/03/15 | 8:46عندما مسكت قلمي وبدأ مداده يسيل، كي اكتب عن معاناتنا وثباتنا في النقب، ذرفت دمعتي من عيني لا أقول حزناً ولا خوفاً ولا رعبا ولا وجلا وإنما ذرفت عيني حباً وشكراً وافتخارا واجلالا واكبارا لصمود وثبات أهلي في النقب، وديرة بئر السبع.
كيف لا..؟
والأم صامدة في خيمتها رغم الصعاب تطعم اطفالها من حليب غنمها ومن قمح الأرض.
والأب يخرج إلى عمله ليعود عند المساء بعد الكد والتعب، مسرورا بين أبنائه لأنهم صابرون في خيامهم وبيوتهم رغم المعاناة والألم ,لا يريدون أن يتركوا المسكن والأرض ليذهبوا إلى القرى المجاورة لينعموا فيها نوعاً من رغد العيش..
صبراً يا أهلنا في النقب، فها هي المؤسسة الإسرائيلية بظلمها وحقدها وغيها تعيث في الأرض فساداً، تهدم الحجر وتقلع الشجر، وتهلك الحرث والنسل، كيف لا..
وهي التي هدمت قرى بأكملها من قرية تل عراد، إلى قرية سعوه والعراقيب وخشم زنه والقائمة تطول.
وهي التي تقلع زيتوننا وتهدم بيوتنا بنفس الجرافات التي تقتل البشر. وما استشهاد شهيدات الأقصى الثمانية عنا ببعيد.
فصبراً يا أهلنا في النقب، فهذه الهجمة المسعورة علينا لن تطول لأننا أصحاب حق، وصاحب الحق لو اجتمعت عليه الدنيا لن يفرط بحقه.
يا أهلنا في النقب!
كلكم يعرف ما يدور اليوم في قرانا.. فحتى متى نبقى ننظر إلى هذه الجرافات الصفراء الفاقع لونها تحزن الناظرين بالهدم والظلم والتشريد، حتى متى؟؟
يا أهلنا في ديرة بئر السبع وفي كل مكان، نحن نطمئنكم ونعدكم أننا سنبقى متمسكين متشبثين منزرعين في أرضنا من خلال هذه الوسائل التي اطرحها إلى أهلي في النقب ومنها:
أولاً التكاتف والتلاحم في قرانا من رهط شمالاً حتى عبده جنوباً مروراً بخمس واربعين قرية مسلوبة الاعتراف والحقوق.
ثانياً _ آن الأوان أن نتبنى حملة لتوعية الأهل حول ما يدور اليوم في النقب من خلال نشاطات شعبية وجماهيرية.
ثالثاً _بناء خيمة اعتصام في كل قرية تهدم، ويلتف حولها كل الاهل في النقب مع كل الأطر السياسية، تحت سقف واحد ومظلة لجنة التوجيه العليا لعرب النقب.
رابعاً _ القيام الآن بمؤتمر صحفي مستعجل لرفع صوتنا لما يدور في النقب.
يا أهلنا في النقب نقول لكاتب التاريخ مهلاً
يا كاتب التاريخ مهلاً
فإن النقب يوحي بالانفجار
يا كاتب التاريخ مهلاً
الشيخ والطفل على أبواب الإنتصار
يا كاتب التاريخ مهلاً
الأم تربي ابنها على الاباء والافتخار
يا كاتب التاريخ مهلاً
سابني بيتي رغم الهدم والتشريد والدمار….
بقلم: الشيخ أسامة العقبي
مسؤول الحركة الاسلامية في النقب