" نحو أسرة سعيدة" عندما يقول طفلي ……. لا

عند بلوغ الطفل الصغير سنة يتحول هذا الطفل الصغير الرضيع الى ثائر هائج. في بداية السنة الثانية يبدأ بقول “لا” في البداية تكون “لا” تلقائية بدون معنى ولكن خلال هذه السنة تتحول ال “لا” لحقيقية يقصدها الطفل ويضيف لها “لا أريد” حيث في هذا العمر يفهم الطفل انه شخصية منفصلةعن أمه وأنه شخص اخر لذلك يحاول بناء شخصيته والحصول على استقلاليته بقوله لا.

هذه السنوات من 1 – 3 تعد عند الاهل السنتين الفظيعتين او المتعبتين. وذلك لان الاهل عندما يقول الصغير “لا” يشعرون بالاهانة ويشعرون بالفشل في التربية فالطفل الصغير غير مطيع ولا يسمع الكلام. ولكن على رسلكما لحظة هذا الامرغير صحيح فالطفل يحبكما ولكنه يحتاج تكوين شخصيته وعليكما تمكينه من ذلك. وعليكما تجنب تعنيفه او ضربه او محاولة فرض رأيكم بالقوة فذلك سيحقق ما تريدان بخلق طفل مطيع ولكنه بدون شخصية ينقاد لما يقوله الاخرون كما من الممكن ان تؤجل هذه الثورة لجيل المراهقة.

ولكن لكي نخفف من التوتر بيننا وبين أبناءنا في هذه الفترة عليكم أتباع الخطوات التالية:

1) وضع الحدود: في هذا العمر يبدأ الطفل بفحص ما هو ممنوع وما هو مسموح. لذلك عليك وضع قوانين محددة واتباعها في كل الاوقات. فتصميمك على الحد والمتابعة اولا يشعر الطفل بالامان وثانيا يتعلم ان لا يخترق الحد. مثلا ممنوع اللعب بأغراض الاب او الهاتف النقال فدائما نمنع وليس نمنع عند الراحة وعندما نكون متضايقين نعطي الطفل الهاتف فقط ليسكت.

2) ال 5 دقائق: وهذه الاستراتيجية جيدة ايضا مع الاطفال الاكبر سنا. وهي ان نقوم بتنبيه الطفل لانتهاء الفعالية التي يقوم بها وتجهيزه للعمل القادم. فالطفل يكون منهمكا بما يفعله وقطعه عن الامر بشكل مفاجىء يثير غضبه ويحبطه. مثلا عندما يكون الطفل يلعب ونريد ان ندخله الحمام او حان وقت الطعام، نقول معك 5 دقائق لتنهي اللعب لان وقت الطعام حان. طبعا الطفل لا يفهم معنى الوقت ولكنه يعي ان عليه انهاء اللعب وتجهيز نفسه للاكل. عند انتهاء الوقت نقول للطفل حان الوقت للطعام. عند بدأك باستعمال هذه الاستراتيجية سيحاول الطفل فحصك اذا انت جادة ام انك تمزحين فيبدوا انه لا يهتم او لم ينتبه. عليك حمله ابداء تفهمك لمشاعره بأنه يريد اللعب ولكن الوقت انتهى. بهذه الطريقة يتعلم الطفل كيف يتصرف في المرات القادمة.

3) أعطيه فرصة الاختيار- بناء شخصية الطفل تبدأ من ابداء رأيه ماذا يريد ان يرتدي، بماذا يريد أن يلعب وغيره من الامور البسيطة. مكني طفلك من هذا الامر ولكن بوضع اختيارات محددة . اذا اردتم الخروج فأخرج له طقمين ملائمان للطقس الخارجي واجعليه يختار. الطفل سيفرح كثيرا لانه هو من اختار ملابسه وكذلك في اللعب او الاكل.

4) اسبقي طفلك بخطوة- الام هي أكثر الناس معرفة بإبنها او ابنتها. تعلم متى يكون راضيا مسرورا وما يزعجه. لذلك عليك تجنب مواقف الازعاج خيرا من علاجها. اذا كان طفلك جائعا فحاولي اطعامه قبل ان يستبد الجوع به. اذا كان متعبا ويريد النوم تفرغي له وضعيه لينام.

5) تشتيت الانتباه – في هذا الجيل يسهل تشتيت انتباه الاطفال فهم لا يركزون كثيرا كما يبدون اهتمام بأشياء جديدة ومثيرة. فمثلا اذا اخذ طفلك شيئا ما، مثلا مفتاح السيارة وانت لا تريدين ان يعبث بها ، لا تحاولي ان تشرحي له لماذا لا يجب ان يلعب بها او ان تتحايلي عليه بل شتتي انتباهه بأن تقولي مثلا اين القطة؟ انظر للعصفورة في السماء. او ابحثي عن لعبة يحبها او مثيرة واعطيه اياها وخذي ما تريدين وأخفيه من امامه.

6) امدحيه وشجعيه- بما ان الطفل يبني شخصيته واستقلاله في هذه الفترة فمن المهم مدحه وابداء اعجابنا بأعماله الصحيحة وبالاشياء التي يعملها التي تظهر استقلاليته وقدرته. مثلا مساعدتنا في البيت وضع حذائه مكانه، شرب الحليب لوحده، الاكل لوحده الرسم. ومن المهم الابتعاد عن تأنيب الطفل والتقليل من قيمته فذلك يجعله طفلا محبطا ومنطويا. والتشجيع يكون بالكلام والقبل والتصفيق.

7) احتفظي ب “لا” للأشياء المهمة- غالبيتنا نكثر من قول كلمة لا مما يشعر اطفالنا بالإحباط ومحاولة تخطي الحدود. من المهم الاحتفاظ بكلمة لا للاشياء المهمة التي لا يمكن ان نتراجع فيها. مثلا لا للعب بالماء داخل البيت فيصبح الامر حدا. وان نفكر قبل ان نقول لا.

8) برنامج ثابت في البيت- ان الطفل يبحث عن الامان والاطمئنان. فاتباع برنامج ثابت في البيت يشعر الطفل بالطمأنينة فهو يعرف ماذا يتوقع. مثلا اوقات الطعام والنوم والخروج. اما الحياة بشكل فوضوي دون برنامج احيانا الاكل صباحا واحيانا مساءا، الخروج الدائم من البيت هذا الامر يثير الصبي ويجعله غير مرتاح لانه لا يشعر بالأمان.

هذه 8 استراتيجيات يمكن ان تجعل السنوات الفظيعة جميلة ومثمرة لاننا نعلم فيها الطفل الحدود، نمدحه ونعزز ثقته بنفسه.