الناس ليست بالمظاهر

الناس ليست بالمظاهر الناس معادن :   قال لقمان الحكيم لابنه : يا بني الناس معادن تصقلها الشدائد فأمسك بأسنانك على من يؤازرك في شدتك ولا تحزن عمن فقدته ولم تجده في محنتك .

ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : الناس معادن كمعادن الذهب والفضة خيرهم في الجاهلية وخيارهم في الاسلام اذا فقهوا.

أي ان وجه الشبه واختلاف الناس في الغرائز والطبائع كاختلاف المعادن في الجواهر , وان رسوخ الاختلاف في النفوس كرسوخ عروق المعادن فيها , فهذا هو حال الانسان اليوم لا يمكن ان يحدد من يكون ومن سيكون وكيف سيكون , فترى في الناس اشكالاً وألوانا , بيضاً وسوداً , ازهاراً وأشواكا , منا المحبين ومنا الكارهين الحاقدين والحاسدين , فالانسان اجياناً لا يمكن ان يحدد نفسه في الحياة , هو ام مظهره شكله ام جوهره فذلك الانسان لا يفكر ما الذي يهمه في الحياة جمال روحه ام جمال مظهره , لذا ايها القارئ هل تستطيع تحديد نفسك من كل تلك الاشياء وهل انت مظهراً ام جوهراً ؟؟؟!.

فبعض من الناس يحدد نفسه بقوته وماله وبيته وأحواله المادية ولا ينظر لجمال روحه , فمنا من يحكم على الاخرين لمجرد نظرة عابرة فالبعض ينظر فقط للمظهر الخارجي ولا ينظر للجوهرة التي يحملها الانسان داخله , فمنا من يحمل ملامحاً تعكس ما بداخله ومنا من يحمل ملامحاً عكس ما بداخله سواءاً كانت ملامح طيبة او قسوة , فتعالوا نتخذ مثالاً على ذلك ( انساناً يملك مالاً وجمالاً وعلى وجهه مرسومة ملامح البراءة وبداخله ظلاماً وحقداً وحسداً , وانسان اخر لا يمتلك شيئاً انما يكمن بداخله جوهرة لامعة وقلب نقي صافٍ شفوق بريء )…!

لذا لا تحكموا على الاخرين لمجرد القاء نظرة , فاحياناً اعينهم تقنعنا وأشكالهم تخدعنا , فنعيش اليوم بحالة سكون حتى انها حالة سبات , فلا تتطبعوا ابقوا على طباعكم وطبيعتكم فالانسان معدن , فالجمال هو جمال الروح والعقل والأخلاق وليس جمال الجسد فهذا الجمال هبةً من الله وهذا الجمال غير قابل للتغيير اما جمال المظهر فهو قابل للتزوير فصدق الانسان ونقاء قلبه وقناعته مفتاحاً لابواب سعادته .

بقلم ذكرى بيادسة, باقة الغربية