الكتاب العرب وحالة البؤس الثقافي

تاريخ النشر: 13/11/12 | 2:52

تستحوذ حالة البؤس الثقافي التي اصابت الكتاب والمبدعين العرب على اهتمامات وتساؤلات الأوساط والقطاعات الأدبية والمثقفة. فالكتاب في ضائقة والقراء يتضاءلون ، واصحاب القلم والفكر على هامش الحياة والمجتمع، ولا كرامة لهم في اوطانهم ،الامر الذي يدعو للحزن والكاّبة والألم .. والسؤال المطروح : من المسؤول عن حالة البؤس الراهنة؟؟!

باعتقادي ان المسؤولية تقع اولاً على الأدباء الذين باعوا انفسهم وتخلوا عن مواقفهم ومبادئهم الثورية وصاروا يتهافتون على موائد النفاق والاستجداء ويأكلون من خبز السلطان ويضربون بسيفه.

ثانياً، الأنظمة القمعية السائدة التي تحاصر الكتاب وتخنق الكلمة والأبداع الثوري الأصيل وتغتال الفكر الحر المتنور ، وتعمل على الترويج للثقافة السلطوية والاستهلاكية ومقاومة الثقافة الشعبية والديمقراطية التقدمية.

ثالثاً، القوى الأصولية والتيارات الاسلاموية التي تسعى جاهدة لفرض هيمنتها والتعرض لثقافة التقدم والتنوير والعقل ، وتكفير المبدعين والمثقفين الذين يؤمنون بالأجتهاد والوعي النقدي .

رابعاً، دور النشر التي تتعامل مع الكتاب كسلعة لزيادة الربح المادي فتطبع الكتاب الأرخص بالثمن الأغلى ، وتهتم بطباعة الكتب التي يتزايد الطلب عليها من قبل الناس ، وفي مقدمتها كتب التسالي والأحاجي والطبيخ والكعك وألأعشاب الطبيعية والأبراج والحب والجنس ورسائل الغرام وحياة الفنانين والفنانات.

خامساً، الصحف والمجلات والملاحق الثقافية التي تتجاهل صدور الكتب الجادة وذات المستوى العالي والجودة الفنية ولا تنشر المراجعات النقدية لها، واذا عالجت كتاباً لهذا المؤلف او ذاك فان ذلك نابع من الأعتبارات الشخصية والعلاقة التي تربط المؤلف بالمشرف على الملحق الأدبي أو الثقافي.

سادساً، اتحادات الكتاب العرب الموجودة والغائبة في اّن والتي لا تقوم بواجبها وتؤدي دورها كما يجب في انتشار وتسويق الكتاب والدفاع عن حقوق الكتاب.

وأخيراً يمكن القول أننا جميعاً، كتاباً ومؤسسات ومنظمات واتحادات ، نتحمل المسؤولية التاريخية عن حالة البؤس الراهنة التي اصابت الحياة الثقافية العربية في الصميم . وان الخروج منها يتطلب توحيد كل الجهود والطاقات من اجل اعادة الوهج للكلمة والعمل على صياغة مشروع تغييري قومي ونهضوي حضاري شامل ، يستند الى رؤية جدلية للواقع العربي بكل ابعاده الثقافية والروحية والفكرية ورفع مستوى مجتمعاتنا من النواحي المادية والاقتصادية والعلمية وتجديد الحياة العربية ، وارساء التقاليد الديمقراطية وتشجيع الابداع الحقيقي والهادف ودعم الكتاب والمبدعين العرب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة