التربية الإسلامية الصحيحة لمنع الغيرة بين الأخوة
تاريخ النشر: 05/03/15 | 12:46أمر الشرع الآباء والأمهات بالإحسان والعدل بين الأولاد، لكي يتربوا على الحب والمودة والوئام لأن عدم العدل بينهم سيؤدي إلى الغيرة والحسد والتنافس المذموم الممتلىء بالبغض والشحناء ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: “اتقوا اللّه في أولادكم” رواه مسلم وفي حديث آخر: “اعدلوا بين أبنائكم، اعدلوا بين أبنائكم”(رواه أحمد) وهذا التكرار للتأكيد على أهمية العدل حيث يمنع البغضاء و الحسد والكراهية كما أنه يعزز أواصر الألفة والمودة بين الإخوة والآباء، والعدل المطلوب من الأهل ليس في أمر واحد دون غيره بل بكل شيء (المعاملة والابتسامة والطعام والشراب والمنح والعطايا المادية والعطف والحنان …)، قَالَ الدَّمِيرِيُّ رحمه الله: لَا خِلَافَ أَنَّ التَّسْوِيَةَ بَيْنَهُمْ أَيْ الْأَوْلَادِ مَطْلُوبَةٌ حَتَّى فِي التَّقْبِيلِ.
وكان بعض السّلف يحرص على التسوية بين أولاده حتى في القُبُلات. فعن أنس رضي اللّه عنه أن رجلاً كان عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فجاءه ابن له فقبّله وأجلسه على فخذه، وجاءت بنت له فأجلسها بين يديه، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: ألا سويت بينهم؟ (فتح الباري) فالتفرقة بين الإناث والذكور أمراً مذموماً غير محمود، فالرعاية الأبوية والعطف والحنان لجميع الأبناء بالتساوي حتى لا تكون دافعاً للحقد والتشاحن بين الإخوة فيما بعد, وفي حديث آخر جاء النعمان بن بشير الى الرسول صلى اللّه عليه وسلم فقال: “إني أعطيت ابني من عمرة بنت رواحة عطيةً، فأمرتني أن أشهدك يا رسول اللّه، قال: أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟ قال: لا، قال: فاتقوا اللّه واعدلوا بين أولادكم فرجع في عطيته” (رواه البخاري) وفي رواية مسلم قال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: “فلا تشهدني إذن فإني لا أشهد على جور” وفي رواية النسائي أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال له:” أليس يسرك أن يكونوا لك في البر سواء؟ قال: بلى، قال: فلا إذاً”. فنرى التوجيه النبوي في تربية أولادنا أن يكون قائما على العدل والمساواة في كل الجوانب لكي تسود الألفة والمحبة ونقطع الطريق على الغيرة المذمومة التي تؤدي إلى الحقد وقطيعة الرحم.