نصرة النبي…. مطلب شرعي

تاريخ النشر: 08/03/15 | 11:20

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يفتخر المسلم بإيمانه محبته للنبي الكريم ” محمد “(صلعم)، إن العظمة هذه المحبة ماثلة في كل قلب مؤمنٍ، مستقرة في كل نفس مسلم، يستشعرها القريب والبعيد، ويعترف بها العدو والصديق، وتهتف بها أعواد المنابر، وتهتز لها ذوائب المنائر، كما قال الشاعر: ألم تر أن الله خلَّد ذكره *** إذ قال في الخمس المؤذن: أشهد
وشقّ له من اسمه ليجله *** فذو العرش محمود وهذا محمد
إنه نبينا محمد (صلعم) حيث الكمال الخَلقي والخُلقي بالذروة التي لا تُنال، والسمو الذي لا يُسامى، فهو أوفر الناس عقلًا، وأسداهم رأيًا، وأصحهم فكرةً، أسخى القوم يدًا، وأنداهم راحة، وأجودهم نفسًا، أجود بالخير من الريح المرسلة، يُعطي عطاء من لا يخشى الفقر، يبيت على الطوى وقد وُهب المئين، وجاد بالآلاف، لا يحبس شيئًا وينادي صاحبه: ” أنفق يا بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً “، أرحب الناس صدرًا، وأوسعهم خلمًا، يحلم على من جهل عليه، ولا يزيده جهل الجاهلين إلا أخذًا بالعفو وأمرًا بالمعروف، يمسك بغرة النصر وينادي أسراه في كرم وإباء: اذهبوا فأنتم الطلقاء، أعظم الناس تواضعًا، يُخالط الفقير والمسكين، ويُجالس الشيخ والأرملة، وتذهب به الجارية إلى أقصى سكك المدينة فيذهب معها ويقضي حاجتها، ولا يتميز عن أصحابه بمظهر من مظاهر العظمة ولا برسم من رسوم الظهور.
لقد بين الله عز وجل قدر ومنزلة حبيبه (صلعم) حين قال: “ورفعنا لك ذكرك “، فمقامه رفيع ومكانته في قلوب المؤمنين عالية وقدره شريف، فهو حبيب رب العالمين، النبي الأمين، النور المبين، شفيع المؤمنين، فرفع الله ذكره رغم أنوف الحاقدين والكارهين، سيبقى مقامه عاليًا عليه الصلاة والسلام.
فهذه رسالة نوجهها إلى كل مراكز حراء في البلدان أن يجعلوا من هذا الأسبوع، أسبوع نصرة لرسول الله (صلعم) من خلال تكثيف الفعاليات والنشاطات لطلابنا وطالباتنا نصرة لرسول الله الأمين، وأن نزيد من غرس حب النبي الكريم في نفوس طلاب مراكز حراء، ليس لأن الحاقدين والدجالين حاولوا الإساءة له عليه الصلاة والسلام، بل لأن حبه فرض وعبادة علينا بدءً ودومًا، فبه نعرف شرع الحنيف، ومن خلاله سنته وطريقته نحقق رضى رب العالمين.
فعلينا أن نزيد هذا الأسبوع من الصلاة والسلام عليه، وأن نطلق على هذا الأسبوع ” أسبوع نصرة الحبيب عليه الصلاة والسلام “، نظهر فيه مدى رفضنا واستنكارنا من هذا الفعل القبيح الذي يعكس صفات هؤلاء الحاقدين، لذا يجب على كل كاره وحاقد أن يعلم أن المساس برسول الله عليه الصلاة والسلام هو مساس بعقيدة المسلمين، والاعتداء عليه هو اعتداء على الإسلام، لذا من أجمل ذلك الموقف لما نرى أطفال وطلاب وشباب المسلمين يهتفون وينصرون رسولهم الكريم في مسيرة احتجاجية في بلدانهم، يقفون ويصرخون في وجه الحاقدين ويرفعون شعارات وكتابات تدل على محبتهم لنبيهم عليه الصلاة والسلام، هذه هي الأخلاق والآداب التي ينبغي أن نربي عليها أبناءنا وبناتنا في مراكز حراء ومساجدنا، نحيي حب النبي الكريم في نفوس الناس، فهو القدوة الصالحة لكل مسلم في كل شيء، في أخلاقه وآدابه وحلمه وصبره وغير ذلك من القيم والأخلاق الفاضلة.
فهذه جملة من الوسائل والطرق التي تبين فيها نصرة العبد المؤمن لنبيه عليه الصلاة والسلام:
1. طاعته والرضى بحكمه، والتسليم له التسليم الكامل، والانقياد لسنته والاقتداء بها.
2. تصديق النبي (صلعم) في كل ما أخبر به.
3. محبته (صلعم) فوق محبة الوالد والولد والنفس، مما يترتب عليه تعظيمه، وإجلاله، وتوقيره، ونصرته، والدفاع عنه، والتقيد بما جاء عنه.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربا العالمين

01

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة