مشاركة واسعة بأمسية سياسية ثقافية بباقة
تاريخ النشر: 09/03/15 | 18:56شهد ديوان باقة الغربية نهاية الأسبوع، مشاركة شبابية واسعة في الأمسية السياسية الثقافية “صوت الشّباب”، الّتي نظّمتها القائمة المشتركة في باقة الغربيّة لشريحة الشباب والمصوتين الجدد، وذلك في إطار حملتها الانتخابية للكنيست الـ 20.
شملت الأمسية التي تولى عرافتها الشاعر علي مواسي مداخلات لكل من المرشحة السابعة في القائمة المشتركة، النائب حنين زعبي، وخبير التنمية البشرية أشرف قرطام، وخبير التنمية البشرية الدكتور أحمد أسدي، بالإضافة إلى كلمات ترحيبية من عضو القائمة المشتركة الدكتور أحمد قعدان، ورئيس مجلس الطلاب البلدي هيثم قعدان، كما شملت فقرة كوميدية ناقدة للفنانة رنين بشارات – إسكندر.
افتتحت الأمسية بالوقوف على النشيد الوطني الفلسطيني والقومي العربي “موطني”، ثم بعرض أغنية “إحنا الشعب” الخاصة بالقائمة المشتركة وتسجيلات أخرى.
بدوره، رحب عريف الحفل بشباب وشابات باقة الغربية، مؤكدًا على أن القائمة المشتركة ملك لكل مواطن عربي، وللجماهير العربية كلها التي تعتبر غالبيتها من أبناء الشبيبة والشباب؛ مشيرًا إلى أن الشباب صنعوا الوحدة في الشارع على طول تاريخ النضال الفلسطيني من أجل الحرية وانتزاع الحقوق، وآخرها كان خلال حملة برافر لن يمر، وهبة محمد أبو خضير، ويوم الكوفية خلال أحداث كفر كنا، وغيرها؛ معتبرًا الشباب حجر زاوية الوحدة الوطنية والعمل المشترك.
أما الدكتور أحمد قعدان، فقد تحدث باسم مركبات القائمة المشتركة الأربعة في باقة الغربية، شاكرًا زملاءه في لجنة الإشراف الرباعية: جميل أبو حسين، وجمال دقة، واعتماد قعدان، ومؤكدًا على أن عمل القائمة المشتركة في باقة الغربية يعتبر نموذجًا يُحتذى للعمل الوطني الوحدوي. كما تطرق د. قعدان إلى دور الشباب في التاريخ العربي الإسلامي، وحيا الحضور النسائي الشبابي الكبير في الأمسية، الذي يؤكد على أن المرأة العربية كانت دائمًا في كل ساحة ومقام، تناضل وتكافح.
تحدث بعد ذلك خبير التنمية البشرية، الدكتور أحمد أسدي، متحدثًا عن أصناف الرافضين للمشاركة في التصويت، قائلًا إن الصنف الأول لا يصوت بسبب لا مبالاته وعدم اكتراثه، وهذه الغالبية. أما الثاني فهو من يقاطع لادعاءات وطنية، مؤكدًا على أن الأحزاب والحركات التي تشارك في اللعبة السياسية وتدخل الكنيست حاضرة في كل ساحات العمل الوطني والنضالي خارج الكنيست، وأن وجودها في هذا الحيز لا يقلل من العمل خارجه، وأن الوعي والتمسك بالخطاب الوطني لم يتأثرا بمشاركة الأحزاب العربية في الكنيست، بل عندما زاد التمثيل العربي في الكنيست زاد اتصال الناس بالخطاب الوطني. أما النوع الثالث هو الذي يحرم التصويت، معتبرًا أن هذا لا يراعي في أحكامه فقه المقاصد ولا تقديم المصلحة العامة، ويريد أن يفرض هواه على الجميع فرضًا دون أن يحترم اجتهادات الآخرين، وهناك حركات إسلامية مختلفة في العالم في صفوفها علماء وفقهاء، تشارك في انتخابات تشريعية؛ معتبرًا أن خطاب المقاطعة ضعيف ويفتقد لمقومات المحاججة والإقناع.
أما خبير التنمية البشرية أشرف قرطام، فقد تحدث عن محاولة الأحزاب الصهيونية اختراق صفوف المجتمع العربي بعد أن نجحت جهود الأحزاب العربية على مدار سنوات في خفض نسبة التصويت لها من العرب إلى درجات متدنية؛ وقد أشار إلى أن شخصيات مثل زهير بلول وعيساوي فريج ينتميان إلى حزبين صهيونيين، هما “ميرتس” و”حزب العمل”، ويحاولان جر المواطنين العرب إلى التصويت إلى برامج وأفكار لا تعبر عنهم.
وتحدث قرطام عن نضال السود في الولايات المتحدة، معتبرًا أنهم هناك ناضلوا عقودًا وتوحدوا أولًا ليصلوا إلى نيل حريتهم، وذلك كان فقط بعد أن تخلصوا من نفسية عبيد المنزل، معتبرًا أن العرب في الأحزاب الصهيونية هم مثل عبيد المنزل للأحزاب الصهيونية، وأنهم هامشيون وتابعون.
بدورها، قالت النائب حنين زعبي، إن الأحزاب العربية تشارك في انتخابات الكنيست لترفع صوت الجماهير العربية وتطرح قضاياه، ولتحتج على سياسات التمييز العنصري وتكشفها، مشيرة إلى أن أعضاء الكنيست العرب لم يبقوا قضية لم يطرحوها للمعالجة في الكنيست ومع الجهات المعنية المختلفة، من فقر، وبطالة، ومسطحات بناء، وقضايا تعليم وتشغيل ومدارس، وحقوق عاملين ونساء وطلاب، بالإضافة إلى طرح قضايا التمييز والعنصرية ومحاربة البنية الاستعمارية لإسرائيل والاحتلال، مؤكدة على أن هذا من مسؤوليات الأحزاب العربية.
وتطرقت زعبي إلى ملاحقتها المستمرة شخصيًّا أو كذلك ملاحقة غيرها من القيادات العربية، معتبرة أن هذه الملاحقات تأتي في سبيل تخويف الجماهير العربية. وأشارت زعبي إلى أن جوقة التحريض والاعتداءات المستمرة عليها تأتي لأنها تطالب بالعدالة والمساواة وإنهاء الاحتلال والعنصرية واعتبار اليهودي سيدًا والعربي تابعًا، مؤكدة على أن ما تقوله لا يختلف عما تقوله شرائح واسعة من الشارع العربي، وأنها تعبر عن هذه الشرائح من خلال قول الحقيقة كما يجب أن تُقال، معتبرة أن ملاحقتها هي مثل ملاحقة الشباب العربي خلال المظاهرات، والموظفين الذين عبروا عن آرائهم خلال الحرب على غزة وهبة محمد أبو خضير فسعوا إلى فلوحقوا وهددوا وفُصِلوا.
بعد ذلك تحدث رئيس مجلس الطلاب البلدي، هيثم قعدان، موجها تحيته إلى الأحزاب والقيادات العربية لأنها توحدت ملبية تطلعات الشارع العربي، داعيًا إياها لتصعيد النضال ضد العنصرية والتمييز، ومن أجل انتزاع حقوق المواطنين العرب وتحسين ظروف حياتهم لتعزيز بقائهم وصمودهم في وطنهم.
وأشار قعدان إلى أن القائمة المشتركة أمل الشباب، لأنها مشروع يبشر بمستقبل أكثر قوة وكبرياء وانتماء، والمستقبل هو الشباب، داعيًا الأحزاب العربية ومختلف الجهات المعنية إلى الاستثمار أكثر في قضايا الشباب وشؤونهم، من تعليم وعمل ومسطحات بناء وغيرها.
ودعا قعدان الشباب، وخصوصًا المصوتين الجدد، إلى المشاركة بكثافة في التصويت يوم 17.03.2015 لإيصال 15 عضوًا من القائمة المشتركة للكنيست، لأن هذا سيزيد من التأثير السياسي للجماهير العربية وسيؤدي إلى إسقاط اليمين، وخصوصًا ليبرمان ومارزل ويشاي.
وفي ختام البرنامج، قدمت الفنانة رنين بشارات – إسكندر من الناصرة، فقرة كوميدية ناقدة، تناولت فيها عدة قضايا اجتماعية وسياسية بروح فكاهية، مثل حقوق النساء ودورهن في المجتمع، والطائفية، والتصويت للأحزاب الصهيونية، والثقافة السياسية في المجتمع العربي، وغيرها من قضايا.