همسة أهمسها في أذن كل راعٍ وكل مسؤول عن رعيته: إنّ النجاح حليف كلّ مثابر
تاريخ النشر: 17/11/12 | 2:15أهم مركبّات ومقومات نجاح أي مشروع أو برنامج أو خطّة أو مبادرة، أهمها بل وإكسير حياتها: المثابرة، المتابعة، الملاحقة ومن ثم المساءلة وإذا لم تتوفر مثل هذه المركبات فلا طائل من التهديد والوعيد ويبقى ذلك مجرّد كلام في كلام، وعندما يصبح التهديد أو الوعيد بدون رصيد، يفتضح أمر صاحب الخطة أو المشروع وهنا الطامّة الكبرى، وكم بالحري عندما يكون صاحب الخطة أو المشروع سلطة محلية بلدية كانت قروية أم إقليمية، فعندما تتوعد السلطة المحلية مخالفي أنظمتها أو مشاريع أنظمتها بأشدّ العقوبات وأقساها لمن لا يتقيّد بتعليماتها أو أنظمتها ويضرب المواطن بهذه التهديدات عرض الحائط ولا يعيرها أي اهتمام أو التفات، ويتكرّر التهديد والوعيد وتُعطى للمواطن مهلة إضافية ليصير مصيرها كمصير سابقتها فأن ذلك يدخل تحت قائمة ما نسميه كارثة، من شأنها أن تمس بهيبة السلطة ومصداقيتها تكون لها انعكاسات وتداعيات مستقبلية سلبية وسيئة تزعزع ثقة المواطن بسلطته المحلية ويجد لنفسه مبرّرات لاختراق القوانين المساعدة والأنظمة المحلية كعدم دفع الضرائب البلدية أو عدم التقيّد بأنظمة البناء وأنظمة السير وما إلى ذلك ويكون هذا بمثابة مقدمة لفشل السلطة الأكيد وعجزها عن إدارة شؤونها بمسؤولية ومصداقية وشفافية، وبفقدانها مصداقيتها يؤول ذلك إلى حلها كما حدث لأكثر من سلطة محلية في البلاد كما حدث مع بلدية باقة الغربية في السابق ومع بلدية الطيبة التي ما زالت تأن تحت وطأة اللجنة والرئيس المعينين وما ينطبق على السلطة المحلية، ينطبق كذلك على المؤسسات التربوية التعليمية وأعني بذلك المدارس على اختلاف أنواعها، فلا يكفي أن تطلب المؤسسة التعليمية من طلابها تنفيذ تعليماتها مشفوعة بالتهديد والوعيد، فالأمر يتطلب الملاحقة والمتابعة والمثابرة ومن تجربتي كمدير لمؤسسة تعليمية ثانوية زراعية وبالتعاون مع زملائي أعضاء الهيئة التدريسية والعاملين في المؤسسة نجحنا وبالكامل وبالمثابرة في مواضيع عدة منها الزي المدرسي الموحد، تقليص تأخر الطلاب صباحاﹰ إلى درجة الصفر تقريباﹰ، تطبيق العقوبات التي فرضها المجلس التربوي على المخالفين بحذافيرها، كتلك العقوبة والتي كانت بمثابة الفريدة من نوعها وهي عبارة عن ساعات عمل في حديقة أو مزرعة المدرسة، وبإشراف مرشدي الزراعة يقدمها المخالِف المُعاقَبْ كاملة غير منقوصة لمؤسسته التي يتعلم فيها وانتظام دوام طلاب الصفوف الثانية عشرة في الفصل الثالث، هذه أمثلة وعيّنات من أشياء كثيرة أخرى. ونجاح مؤسستنا كان بفضل المثابرة والملاحقة ومن ثم المساءلة وبفضل التعاون المثمر البناء ما بين أعضاء وعاملي المؤسسة وكمحصّلة لهذا الجهد كانت مؤسستنا من المؤسسات الرائدة في محيطها لتنعكس آثار هذا النجاح ايجابياﹰ على الخريجين والخريجات فيما بعد وكل في مجال عمله.