مناظرة سياسية بكلية التربية في حيفا

“دور الجيل الشاب في التأثير على صناع القرار في البلاد وإحداث التغيير في الخريطة السياسية من جهة ودوره في تغيير آداء أعضاء الكنيست العرب نحو اخراجهم من خانة المتفرج والمعارض الذي يكتفي بالشكوى دون تغيير أو تأثير ونقلهم الى مصاف من يشارك في حياة الدولة السياسية والديمقراطية فعلاً وقولاً”  هذا ما كان في صلب المناظرة الانتخابية المميزة التي شهدتها الكلية ألأكاديمية العربية للتربية في حيفا بمشاركة أعضاء الكنيست والممثلين من مختلف الكتل والقوائم الحزبية التي تخوض الانتخابات للكنيست العشرين.

وكان المحامي زكي كمال رئيس الكلية ألأكاديمية قد افتتح المناظرة وأدارها والتي حضرها مئات من طلاب الكلية ومحاضريها وأعضاء مجلس الأمناء والإدارة وضيوف وقال: “كعادتنا في الكلية ألاكاديمية العربية للتربية، فنحن لا نكتفي بموقف المتفرج والمراقب والمحلل ولا نقبل ان نكون على الهامش او ان تمر المعركة الانتخابية دون ان نلعب فيها الدور الذي نعتقد انه الدور ألأساسي للمؤسسات الاكاديمية بعد التعليم، انه دور التثقيف وزيادة الاطلاع وسماع الرأي وإسماع الرأي بالمقابل بشكل حضاري يعكس قيم الكلية المبنية على المشاركة الحقة والفاعلة في ما تشهده الدولة من نشاطات سياسية وانتخابية بكل ما يحمله ذلك من معاني المواطنة الكاملة وممارسة الحقوق الديمقراطية بل واكثر من ذلك ممارسة الدور الشبابي في التأثير
على حياة الدولة ومستقبلها، لأنه مستقبل الوسط العربي بجيله الحالي واجيال المستقبل ومن هنا جاءت هذه المناظرة”.

وأضاف المحامي كمال: “نرفض التقوقع والحديث الى انفسنا ولا نخشى الانكشاف على عوالم متنوعة من الآراء والمواقف حتى لو كان بعضها يثير الغضب والتحفظ، حيث عظمة الشعوب تقاس بقدرتها على سماع الرأي ألآخر والمناقض والإصرار على ضمان كامل، والحرية لإسماع الآراء المناقضة، أي ضمان حرية الكلمة للخصوم في الرأي والموقف والطروحات، وإلا سنصبح كلية اللون الواحد والرأي الواحد ومجتمعا لا يرضى للغير حرية ولا يضمن له متسعا من الكلام، وهذه اقصر الطرق الى الديكتاتورية والانغلاق الفكري والتفكري، وهذا ما لا نريده لطلابنا ومجتمعنا”
وكان أعضاء الكنيست ونواب الكتل المختلفة: الليكود جيلا جمليئيل، القائمة المشتركة الدكتور يوسف جبارين، إسرائيل بيتنا شادي خلول، المعسكر الصهيوني الوزير السابق عمير بيرتس، كلنا الدكتور اكرم حسون ويوجد مستقبل عضو الكنيست رونين هوفمن وشاس عضو الكنيست ابراهام ميخائلي وغيرهم قد طرحوا امام طلاب الكلية وعلى مدار اكثر من ساعتين طروحات احزابهم وحركاتهم الاجتماعية والسياسية والامنية والاقتصادية والاخرى، وأجابوا على الأسئلة حول الطروحات عامة ومواقف ألأحزاب والحركات من قضايا الوسط العربي والمواطنين العرب، وقضايا المساواة والسلام ودمج الأكاديميين العرب في مؤسسات الدولة ألأقتصادية والاجتماعية والسياسية ودمجهم في القطاعين العام والخاص.

ويذكر ان اعضاء الكنيست والممثلين المشاركين أكدوا ان حضورهم الى مثل هذه المناظرة ينبع عملياً من ادراكهم لدور الكلية ألأكاديمية العربية التربوي والتثقيفي على مدار عشرات السنوات واهمية عرض مواقف أحزابهم وطروحاتها امام الطلاب، باعتبارهم جيل المستقبل والذي بامكانه صياغة مستقبل هذه البلاد والتأثير على تركيبتها الحزبية والسياسية.
هذا ولخص المحامي زكي كمال المناظرة قائلاً: “هذا نشاط آخر يضاف الى سلسلة نشاطاتنا الهادفة الى منح طلابنا الوسائل والزاد لإتخاذ القرارات حول مواقفهم وتوجهاتهم السياسية، وحسم وجهتهم الانتخابية وممارسة حقهم الديمقراطي والمدني، وفي هذا تتلخص رسالة الكلية خلق جيل من المربين المدركين لدورهم المدني في دولة ديمقراطية، جيل يسمع دون تنازل او الغاء للذات ويحاور دون يعادي ويناقش دون تجريح ويحاول الاقناع دون إقصاء”.