علي عبدالله صالح يسلّم السلطة رئيسا ويستعيدها معارضا
تاريخ النشر: 17/11/12 | 11:41قال خبراء سياسيون عرب إن ما يحدث في اليمن “مسرحية سيئة الإخراج” لأن الرئيس السابق علي عبد الله صالح ما زال يعبث بالبلاد ويحركها وفقا لإرادته.ومنذ عدة أسابيع، اجتمع صالح بقيادات حزبه “المؤتمر الشعبي”، داخل مقر دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء، مما أحدث استنكارا بين قوى المعارضة السياسية اليمنية.واعتبر الخبراء أن ذلك يعتبر تدخلا في أعمال الرئيس الحالي منصور هادي الذي لم يحرك ساكنا ضد هذا الاجتماع، ودليلا واضحا على أن الرئيس السابق ما زال يحكم البلاد ويصنع القرارات.واستنكر الخبراء بنود المبادرة الخليجية التي جعلت من صالح المتنحي رئيسا لحزب معارض للحكومة الحالية، وما زال يلعب الدور السياسي الرئيسي من الخفاء، ولكن بعباءة المعارض.
وقال د.عمرو الشلقاني أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية، إن صالح بصفته رئيسا لحزب المؤتمر الشعبي، مازال يتمتع بنفوذه خاصة مع استمرار بقاء نجله العميد أحمد علي عبد الله صالح قائدا للحرس الجمهوري اليمني بدعم من واشنطن.وأضاف أن العميد احمد سهل لوالده فتح المقر الرئاسي ولم يجرؤ حتى الرئيس منصور هادي على أن يمنع صالح من دخول مقر الرئاسة ليعقد اجتماعه مع قياداته بالداخل الأمر الذي يعد استفزازا لكافة قوى المعارضة اليمنية وللشعب اليمني.وأكد الشلقاني أن نظام صالح موجود داخل النظام الحاكم، وفي الجيش وكافة مؤسسات اليمن، أن تنحي صالح بضغط خليجي لم يكن إلا لتهدئة الثوار والشعب اليمني.
ومن جانبه أشار د.جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، الي أن صالح رجل سياسي بارع عرف كيف يتلاعب بالشعب اليمني وبخصومة السياسيين، حتى أعطوه الحصانة ليتنحى ويظهر في الصورة مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وهو يوقع على المبادرة الخليجية، على أنه وافق على التنحي حفاظاً على اليمن.وقال إن خصمه اللدود محمد سالم باسندوة رئيس حكومة الوفاق الوطني لم يتورع عن البكاء وهو يناشد النواب ليمنحوا صالح الحصانة من أجل مستقبل اليمن دون ان يهتموا لغضب الشعب اليمني.واضاف أن المبادرة الخليجية جاءت بصالح جديد في الرئاسة وهو منصور هادي، وجعلت من صالح المتنحي رئيساً لحزب معارض للحكومة الحالية، يقتحم المقرات الرئاسية ليعقد اجتماعات حزبه ويثبت أنه ما زال المسيطر على مقاليد الحكم في البلاد وما زال يلعب الدور السياسي الرئاسي من الخفاء ولكن بعباءة المعارض.وأكد أن استمرار أولاد وأقارب صالح في مناصبهم الهامة والحساسة في الدولة دليل على أن صالح لم يخسر الكثير عندما تنحى.
وأوضح د.ضياء رشوان مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية، أن الرئيس اليمني السابق، ومنذ عودة من رحلته العلاجية الوهمية في الولايات المتحدة الأميركية وهو يعيش في منزله العائلي وسط العاصمة صنعاء، ويمارس دورة السياسي بكل حرية دون قيد أو شرط يمعنه.وقال إنه وعلى الرغم من تنحي صالحعن السلطة وفقا لمبادرة الخليج، فإن وجوده على رأس حزب المؤتمر الشعبي العام يجعله رقما صعبا في المعادلة السياسية المتوترة في اليمن.وأشار رشوان الى أن صالح يريد توصيل رسالة لكافة معارضيه وخصومه السياسيين مفادها أنه لا يزال حاضرا في العملية السياسية ويستطيع الوصول الى مقرات الرئاسة لاتخاذ القرارات حتى في ظل وجود الرئيس الحالي.وأوضح أن استمرار وجود أقارب صالح وأولاده على رأس قيادات الجيش وفي المؤسسات الهامة في الدولة يثير خوف الرئيس الحالي منصور هادي على نفسه من محاولة الاغتيال ويجعله يدرك أن وجوده مجرد عصا ارتكاز صالح .
وأرجع د. وحيد عبد المجيد وكيل لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب (البرلمان) المصري، ما يحدث في اليمن حاليا من تفجيرات وتوتر سياسي إلى ضعف إدارة منصور هادي في الإطاحة برجال صالح وعدم قدرتها على إعادة هيكلة الجيش اليمني.وقال إن هادي يعتبر أحد رجال صالح المخلصين وتم الدفع به لعدم قدرته على معارضته في الداخل، مؤكداً بأن حزب المؤتمر الشعبي الذي يترأسة صالح يمتلك نصف حقائب الحكومة الانتقالية الحالية.