فحماويون يرمّمون بيتا بعد انفجاره جراء تسرّب غاز
تاريخ النشر: 17/11/12 | 23:57لم تمض ساعات على الانفجار الذي هزّ منطقة عين ابراهيم بأسرها الأسبوع الماضي والذي خلّف اصابات بالغة وطفيفة وأضرار مادية جسيمة ، فضلا عن تضرر بعض المنازل المجاورة لقوة صوت الانفجار الذي حدث اثر تسرّب للغاز داخل منزل أبو أيمن الطوري، حتى بدأ أهالي حي عين ابراهيم كبارا وصغارا باعادة ترميم الخراب والدمار الناتج عن الانفجار تجسيدا لمعاني حسن الجوار والتآخي والأخلاق الحميدة.
وقال لنا أحد أفراد العائلة السيد محمود طوري ،أنه في الليلة التي سبقت موعد الانفجار ، كان لقاء ايماني كبير في منزلهم جمع الجيران في حي عين ابراهيم وكان عنوان اللقاء عن حسن الجوار ، وبعد خلودنا للنوم حتى موعد صلاة الفجر ، شعرت برائحة غاز متسرب ، بحثت عن مصدر الرائحة حتى علمت بأنه من منزل أمي وشقيقي، فناديت على شقيقي من الشبّاك وقلت له أن رائحة قوية للغاز تنبعث من مطبخكم ، فقام على الفور باشعال الضوء ليصدر صوتا رهيبا وفجأة حدث الإنفجار .
الإنفجار خلّف اصابات بالغة وطفيفة ، حيث اصيبت أم أيمن البالغة من العمر 52 عاما وابنها أيمن ( 35 عاما ) بجراح بالغة نقلوا على اثرها الى مستشفى رمبام بطائرة عامودية ، حيث لا يزالا يمكثان في العناية المكثفة تحت تأثير التخدير ، كما أنهما قد عبرا مرحلة الخطر وفق ما صرّح به الأطباء للعائلة .
وأصيب نتيجة هذا الانفجار 3 أطفال آخرين بجراح طفيفة نقلوا على اثرها الى مستشفى “هعيمق” في العفولة لتلقي العلاج . كما وتعرّض سكان المنزل المكون من 3 طوابق الى حالات ذعر وخوف شديدين ، وخاصة لدى الأطفال الذين قامت البلدية بالتواصل معهم من خلال ارسال عمّال اجتماعيين وأخصائيين لمرافقتهم والتخفيف من حدة الخوف وحالة الهلع التي يعيشونها ، وقال الطوري لمراسلنا أن أولاده يشاهدون كل ليلة أحلام مزعجة وأصبح لديهم تبوّل لاإرادي بسبب الحادثة .
وأضاف :” أبنائي منذ الحادثة لا ينامون في بيتهم من شدة الخوف ، يباتون لدى جيراننا ، كما أن أطفال الجيران يشعرون بالتوتر والخوف من صوت الانفجار الذي سمعوه، وأشكر الدكتور محمود كسّاب وطاقم العمال الاجتماعيين ومربيات الصفوف الذين يتواصلون مع أبنائنا محاولين تعويضهم عما جرى رغم شعورهم بالخوف المستمر “.
أما على المستوى المادي ، فقد سبب الانفجار خسائر فادحة في المنزل ومحتوياته . فقد أحدث الانفجار الخراب والدمار للمنزل بأكمله ، ولحسن الحظ أن سقف المنزل لم يكن من الإسمنت المسلح ، بل من نوع “زينكو” حيث انه من شدة الإنفجار تطاير من مكانه ليخفف من ضغط الغاز داخل المنزل ، حيث هدمت بعض جدرانه وسقفه ومحتوياته من أثاث وملابس ومفروشات وأدوات مطبخ ، كما وتضررت 4 بيوت أخرى مجاورة في ذات الحي منها قد تهشمت نوافذه وآخر كسرت مفاتيح المياه فيه ، وآخر سقوط المكيّف من مكانه .
وقال أحد أفراد العائلة لمراسلنا والذي يسكن في الطابق الثالث :” عندما وقع الإنفجار السرير الذي كنت أنام فيه طار من مكانه بعلو عدة أمتار عن الأرض ، وكأن صاروخا قد ضرب المنزل ! “. كما وتسبب لأحدهم باوضاع نفسيه صعبة واضطرابات في دقات القلب .
رد فعل الجيران وأهل الخير
وأكمل الطوري حديثه قائلا :” أهل الخير من جيراننا في عين ابراهيم لم يضع لقائهم الإيماني سدى ، والذي أقمناه في منزلنا قبل ساعات من هذا الانفجار ، فقد هبّوا هبة رجل واحد وقدّموا بدورهم الرد الايجابي وقد أتى أقاربنا من النقب أماكن مختلفة ليساندونا ، فنحن لا ننسى أهل الخير والجهات الأخرى التي وعدتنا بالمساعدة ماليا ومعنويا في أم الفحم وخاصة حيّنا في عين ابراهيم الذين منذ اللحظة الأولى هبّوا لاعانتنا وتجسيد معاني حسن الجوار في الإخوة وتآلف القلوب والمودة والصدق مع بعضهم بعضا.
وأردف قائلا :” منذ اللحظة الأولى جاءنا بعض الجيران وقالوا لنا سلوا ما بدا لكم ، فإننا نقدم لكم الغالي والنفيس ، فنحن لم نلقى من أحبائنا الفحماويين الا كل خير وعطاء ، وبعد عمل متواصل خلال أقل من أسبوع ، عاد المنزل الى ما كان عليه ونحن بصدد انهاء أعمال الترميم بفضل الله أولا وبفضل أهل الخير من هذا البلد الحبيب “.
وأخيرا :” نشكر كل من ساهم ووقف الى جانبنا في محنتنا هذه ، فهذا قدر الله ، وامتحان لنا كجيران بأن نكون يدا واحدة وعلاقات مترابطة متماسكة في السراء والضراء ، ونحمده الله سبحانه وتعالى ونسأله الشفاء لأمي وشقيقي”.
يذكر ان لجنة الزكاة المحلية قد زارت بيت العائلة وقدمت لها يد العون تضامنا بين ابناء البلد الواحد.
الله معكم