مودريتش لن يكون المنقذ وأتحدى!

ليس من شيم الأندية الكبيرة الاعتماد على لاعب واحد مهما كانت قيمة هذا اللاعب الفنية فغياب نجم واحد من كوكبة نجوم لن يضر زينة السماء ولن ينقص ضياؤها حتى لو كان النجم الثريا إلا إن كانت السماء ملبدة بالغيوم.

يعاني فريق ريال مدريد الاسباني انحدارا حادا في المستوى الفني والبدني والنفسي مما أدى إلى فقدانه الكثير من النقاط في الدوري وبالتالي فقدان الصدارة للغريم اللدود برشلونة. هناك أسباب عديدة لتراجع الفريق في الفترة الأخيرة ومنها موجة الإصابات التي اجتاحت اللاعبين واهم تلك الإصابات هي إصابة الكرواتي لوكا مودريتش الذي عاد أخيرا لتشكيلة الفريق الملكي لكن السؤال هنا: بعد عودة هذا اللاعب هل سيعود الفريق إلى سابق عهده؟ الإجابة “لا” إلا إذا تخلى المدرب كارلو انشيلوتي عن عناده وغير أسلوب اللعب وهذا مستبعد خصوصا بعد تصريحه الأخير انه سيستمر على نفس الأسلوب.

سيقول البعض أن بهذا الأسلوب حقق الفريق سلسلة انتصارات تاريخية!! الإجابة هي أن الفريق لم يتعرض لإختبار حقيقي في تلك الفترة حتى من برشلونة السيئ آنذاك والمباراة الصعبة الوحيدة هي مع اتلتيكو مدريد وخسرها بهدفين والشيء الآخر هو أن الفريق في تلك الفترة كان يعتمد على نجاعة تهديفية خرافية من نجمه كريستيانو وهذا الشيء لم يعد موجودا خصوصا بعد معاناة اللاعب البدنية بسبب الإصابات ومعاناته النفسية بسبب الطلاق من ارينا شايك.

ما هي المشكلة في هذا الأسلوب؟
المشكلة هي بثنائي الارتكاز(كروس , مودريتش) فهذين اللاعبين يتمتعان بميزات ممتازة هجوميا لكنهم ليسوا كذلك دفاعيا مما يؤثر على الفريق في الجانبين الهجومي والدفاعي فلا هما قادران على أداء الواجب الدفاعي على أكمل وجه ولا تفرغا للأدوار الهجومية. لنتفحص معا الفرق القوية حاليا هل هناك فريق لا يملك محور دفاعي؟ سنجد كل الفرق تملك محاور دفاعية إن لم يكن إثنين فمثلا يملك بايرن ميونخ “الونسو” “وشفايني” ويملك تشيلسي “ماتيتش” ويملك برشلونة “ماسكي” و “بوسكيتس” وهكذا باقي الفرق فمن أين أتى انشيلوتي بهذه البدعة!

ما هي فوائد المحور الدفاعي؟
يقوم المحور الدفاعي بعمل جبار داخل الملعب حتى أطلق عليه “الجندي المجهول” حيث يقوم بسد جميع الثغرات الدفاعية ومنها المساحات أمام منطقة الجزاء التي يستغلها الخصم في الكرات العرضية للاعبين القادمين من الخلف وما أكثر تلك المساحات في ريال مدريد وآخرها الكرة التي جاء منها هدف بلباو والتي فشل كروس في إبعادها وأيضا الثغرات التي تكون خلف الأظهرة أثناء تقدمهم وهي ما يعاني الفريق منها كثيرا خاصة باعتماد انشيلوتي على الأطراف بشكل مفرط إضافة إلى قيام المحور بدور الربط بين الدفاع والوسط . بتغطية المحور الدفاعي لكل تلك الثغرات سيتفرغ باقي لاعبي الوسط للأدوار الهجومية أكثر مما يخلق تنويع في العب من الأطراف ومن العمق وهذا التنويع غائب تماما في ريال مدريد فقد أصبحت كل هجمة للفريق نسخة من التي سبقتها فقط كرات عرضية لا تسمن ولا تغني من جوع.

من هو اللاعب القادر على القيام بكل تلك الأدوار؟
هذا هو الخطأ الفادح الذي ارتكبه انشيلوتي منذ بداية الموسم فترك الونسو يذهب ولم يجلب له بديل من الصف الأول ولكن يمكن الاعتماد على ايارامندي أو سيلفا فالأول اختير قبل عامين أفضل محور صاعد في الليغا وهو لم يأخذ فرصته لحد الآن والثاني أفضل محور في الدوري البرازيلي. وسيكون هذا اللاعب المحور بديلا لـ “غاريث بيل” السيئ جدا في الفترة الأخيرة ويحتاج إلى مقاعد البدلاء لعلها تكون بمثابة صدمة لتعيده إلى وعيه.