ليس لديّ حظ..
تاريخ النشر: 12/03/15 | 9:131. إنه مما يتكرر سماعه واللفظ به “ليس لديّ حظ” كلمة عظيمة لا يلقى لها بال، كلمة عظيمة حقا لو مزجت بماء البحر لمزجته
2. كيف يا عبد الله، وربي أعطاك من النعم ما لا يحصى، ألم يخلقك سويا ألم يعطك ويعطك وخير نعمة أنت فيها أنه هداك واجتباك إلى الحق فكيف تكفر نعم الله عليك؟
إنّ هذه اللفظة تبيّن أنّ العبد لم يعرف نفسه ولا ربه، تجده في نعم لا تحصى ويقول: إنّ مصابي عظيم وليس لديّ حظ في أي شيء، وكل الأبواب مغلقة في وجهي وأنا في الشؤم دوما، ولم أرى في حياتي هذه الخير أبدا، ولا أظن أنني سأكون في الخير يوما ؛ لأنه ليس لدي حظ!
3. ابك على نفسك لأنك ضيعت نفسك وضيعت ربك بهذه الكلمة العظيمة إن ربي لا يكلف نفسا إلا وسعها، إن ربي لا يكلفنا ما لا نطيق فهو الرحمن الرحيم وهو أرحم بك من نفسك فهو ارحم الراحمين واعلم إن ما أصابنا من خير فمن الله وحده وما أصابنا من شر، وما يصيبنا وما سيصيبنا من شر وسوء من أنفسنا ومما اكتسبته أيدينا، والله يعفو عن كثير، راجع نفسك تجد انك تظلم نفسك بعصيانك لربك أو بارتكابك لذنوب ما فعاقبك الله عليها..
4. أوصيك بالتالي:
1. ابحث عن نعم الله تعالى التي أنعمك الله بها وصدقني لن تحصيها واحمده عليها، فبالحمد على النعم يزيد ربنا العبد نعما على نعم ” لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ” فإذا كان العبد لا يعرف نعم الله عليه ولا يشكره كيف يطمع أن يزيده الله من نعمه وفضله ويدفع عنه السوء؟
2. أكثر من الاستغفار لذنوبك، فنحن نعصي ربنا ليلا نهارا فبالاستغفار يغفر الله الذنوب ويغدق عليك من النعم الدنيوية والاخروية، والحمد لله أنه لدينا رب يغفر الذنوب..
3. تب إلى الله فلفظتك هذه تنافي الرضا بأقدار الله تعالى وتنافي أنك تعلم أن الله حكيم وانه لا يظلم وانه حرم الظلم على نفسه وهذه الكلمة هي عين السخط على الله
4. ادع الله، فالدعاء يغيّر القضاء فبدل ما أنك تسخط على الله ادع الله أن يرفع البلاء عنك، فالحمد لله أن ربنا قريب مجيب سميع، ووعد ووعده حق قال ” ٱدْعُونِىٓ أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ ”
5. اعلم أنك تكذب على الله، ليس لديك حظ [معناه أنك كذبت على الذي أعطاك من النعم ما لا يحصى]
6. اعلم أنه من الممكن أنك ترى نفسك في السوء ولكن ذلك هو الخير لك والله يعلم وأنت لا تعلم “وَعَسَىٰٓ أَن تَكْرَهُوا۟ شَيْـًۭٔا وَهُوَ خَيْرٌۭ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰٓ أَن تُحِبُّوا۟ شَيْـًۭٔا وَهُوَ شَرٌّۭ لَّكُمْ ۗ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”
7. اعلم أن قولك هذا معناه أنك لا تحسن الظن بالله، وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: يقول الله تعالى: ( أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) لقد أسأت إلى الله من عدة وجوه فاخش على نفسك مما تقول، واعلم أن مصابك عظيم فابك على نفسك واستغفر الله
اللهم لك الحمد على نعمك الظاهرة والباطنة، أنا لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك
فلك الحمد على الإسلام ولك الحمد على الإيمان ولك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت