لحظة إنتظار أخي الاسير
تاريخ النشر: 10/03/15 | 14:13سأحدثكم عن يوم الإفراج عن أخي الأسير البطل محمد الميمي كان يوم ميلاد جديد بنسبة إلينا وكأننا لم نخلق إلا بهذا اليوم من كثرة سعادتنا فقت من النوم وذهبت إلى عملي وعند خروجي من البيت صباحاً نظرت إلى باب البيت وهو مزين بأعلام فلسطين والملصقات وصور أخي الأسير الذي سيتم الإفراج عنه بهذا اليوم وانظر إلى السيارة التي سيذهبون بها لملاقاة محمد على حاجز الظاهرية وكنت سعيدة جداً وكانت الحماسة تعم على جميع الأهل. وعندما كنت بالعمل تلقيت اتصال هاتفي من أهلي بأن محمد قد خرج من القسم بسجن النقب وهو بإجراءات الخروج من السجن، جلست على الكرسي لكي استوعب الخبر بأنه صحيح ودموعي تذرف بشدة. وكنت انتظر انتهاء الدوام لكي أكون مع أهلي بفرحتنا الرائعة بذلك اليوم ،،، وانتهى الدوام وذهبت للبيت بسرعة وكنت سعيدة جداً بفرحتنا ووجود الأحباب ببيتنا لملاقاة محمد الأسير البطل.. وكانوا أخوتي ذاهبين إلى ملاقاة محمد على حاجز الظاهرية وكل دقيقة نجري اتصالات معهم لكي نسمع أن محمد خرج من الحاجز أم لا ؟ وعند خروج محمد..أجرو اتصالاً وقالوا لنا : ها قد خرج محمد من الحاجز وهو معنا الآن صرخنا…… بكينا……… ضحكنا…… رقصنا كان يوماً ينبعث به الأمل والطمأنينة كان يوماً لا يوصف من شدة الفرحة.أجريت اتصال هاتفي لكي تصدق أذني بأن محمد قد أفرج عنه،، وتكلمت لزوج أختي وقلت له أعطني محمد أتكلم معه.وتكلمت معه وقلت له بلهفة لن أتكلم معك أريد أن اسمع صوتك وكان قولي لمحمد هو زغرودة فقط وبكاء لبعض الشيء.هههههـــ وهو كان يضحك ويقول لي : سأتي بعد ساعتين تقريباُ وسأكون عندكم انشاءالله، وقلت له ننتظرك بفارغ الصبر يا عمري..انتظرنا ،،،،،،،،،،، وانتظرنا………. وانتظرنا……….وبعد ساعتين..اتصل زوج أختي وقال : ها قد وصلنا أريحا.سرحنا ببعضنا البعض وتأملنا كيف سنلتقي ب محمد، هل سنبكي ؟ هل سنصرخ ؟ هل سنضحك ؟ هل..وهل… وهل ؟؟كانوا شباب المخيم والأقارب ينتظرونه بفارغ الصبر عند DCO عند مدخل أريحا الرئيسي، وعند سماع المفرقعات النارية…غمرنا بالقفز ونصرخ من شدة الفرحة ونقول حبيب قلبنا ها قد سينام الليلة في بالبيت معنا وبأحضان والدينا كما كان بالسابق. وكان أبي ينتظر وهو جالس ببرندة البيت لاستقبال أبنه الغالي…أما أمي كانت تنتظر وهي ترجف فترة وتبكي فترة وتضحك فترة أخرى وفرحة جدا بعودة أبنها البطل. وحين اقترب وأصبحت أصوات زامور السيارات والمفرقعات النارية على باب المخيم..فرحنا بشدة لدرجة البكاء وركضنا إلى باب البيت لكي نستقبل حبيب القلب (محمد) وقفنا…. ووقفنا…… ووقفنا ،،،،، ونحن ننتظر محمد وهو كان بموكب سيارات يحسد عليه ليستطلع على جميع المخيم ويرجع ذكرياته بالمخيم وعمت الفرحة على جميع أهالي المخيم لأنه ليس أبناً لنا محمد بل هو ابن المخيم والكل يحبونه.،،وبعد الانتهاء جاءوا جميعاً على باب البيت وجاء بالسيارة من الشارع المقابل للبيت ونزل من السيارة !!!!!!!! هذه اللحظة دموعنا لم تجف…آآآآآآآآآه على هذا الموقف من شدة صعوبته،،عندما رأينا محمد على أرض الحرية يمشي بين أهله وخلانه والكل يهنئونه بالإفراج. كنت وقتها أبكي لدرجة الأنين وأقول ( محمد حبيبي يا روحي يا عمري..أحمدك يا ربي وأشكرك لرجوع أخي) كنت أقف ليأتي إلينا وأمي وأخواتي من بعيد لأن الشباب كانوا يهتفون ويحملونه على أكتفاهم وقالت خالتي لأمي تعالي وخدي ابنكي لحضنكي ولكن أمي قالت لا أقدر على المشي ( كان يوم لقاؤها لابنها وستلمس يداها جسد ابنها..كان الأمر مروع للغاية) ولكن خالتي لم تتحمل الموقف وذهبت لتحتضن ابن أختها وعندما هنئته همست بأذن محمد وقالت له أذهب لأمك وخواتك…ينتظرونك !!!نظر إلينا من مسافة قريبة ونحن ننظر إليه.. هذه اللحظات ذبجت قلوب كثيرة من حولنا وتقرب إلينا ببطئ وكانوا الشباب يهنئونه من كل النواحي ونظراته ‘كلها إلى أمه وخواته لم أتمالك نفسي وصرت أقول له تعال يا محمد تعااااال يا عمري تعااااال يا روحي تعال لكي نتأكد أنك قد أفرج عنك حقيقة ونلمسك…وكانت أمي فقط دموعها تذرف على وجهها وليس عندها المقدرة على التقرب من ابنها..وعندما اقترب مني احتضنته بفاجعة ( لم أصدق نفسي ) وكان يقول لي ما تبكي يا حبيبتي خلص بكفي دموعك غالية.وعندما ذهب إلى أمي وقام بتقبيل يديها ورأسها وكانت آمي تبكي وابتعدت عن محمد وهو شد يدها وقام بتقبيلها بشده والكل يبكي من حولها، وبعدها ذهب لأبي وكان أبي يقبله بشدة ويقول له بحمد الله إنك رجعت بخير وسلامة. وبعدها ذهب لإخوانه لسند حياته وكانوا سعيدين جداً بعودة أخوهم ليكتملوا ويكونوا سنداً لبعضهم البعض..وبعدها ذهب لخواته البنات التي كم مرة جاء أياماً عصيبة وكانوا يحتاجونه ليكون معهم ويهتم بشؤونهم،، كل منهم كانت تحتضنه و تبكي بحضن أخيها لتفرغ من الهم والكبت التي كانت تكترثه بقلبها ولم تبوح به وخصوصا له لكي لا ينزعج وهو داخل سجون الاحتلال.وبعد هذه الفرحة قال لأمي أريد أن أرى البيت كله ولم يصدق نفسه أنه بالبيت حتى انه ذهب إلى وراء البيت ليسترجع ذكرياته ببيته وكان سعيدا جداً ونحن أخوانه وخواته يمشون ورائه كان يدور بأفكاري كالتالي: ((اكتمل بيتنا بعودة أخي ولن نبتعد عن بعضنا البعض وسنكون يداً واحدة بإذن الله )) فرحة لا تصدق.(فرحة جعلتنا لا نفكر إلا بأخينا فقط وننسى العالم من حولنا.وبعدها ذهب لأولادي وأولاد أخواتي ليلعب معهم وكانوا الأطفال من حوله سعيدين جداً وكان أطفالُ من أولاد أخواتي لا يعرفونه لأنهم جاؤوا عل الدنيا وهو كان أسير ومندهشين من هذا الذي دخل البيت ههههههــ وعشنا أيام فرح طالت أربعين يوماُ.!! كنت أنتهي من عملي واذهب إلى البيت وأول سؤال ( أين محمد) وهو كذلك كان أول سؤال يسأل عني عند دخوله البيت ( أين نور ) لدرجة أن أمي تقول يسأل عن أخته قبل أمه هههه…….وبعد 40 يوماً جاء الاحتلال واعتقلوا أخي من جديد ورجع الانتظار بالفرج للمرة الثانية عن أخي الغالي والآن نحن بانتظار فرج جديد بإذن الله.
بقلم نور الميمي