لافتة “داعش”: العرب في مرمى التضليل الإعلامي والسياسي؟!
تاريخ النشر: 11/03/15 | 12:38مجددا وتكرار ومرار يعود العرب ليجلسون امام شاشات التلفزه ليشاهدون نشرات الاخبار والخراب والدمار الذي يلحق ببلاد العرب من شرقها الى غربها ومن محيطها الى خليجها ومن القدس الى بغداد ومن دمشق الى صنعاء ومن طرابلس الغرب الى طرابلس الشرق ومن تكريت الى الموصل ومن حلب الى الرقه ومن بنغازي الى سرت ومن القاهره الى العريش وهناك على تلة اخرى تقع عاصمة اخرى من عواصم العرب تغني غناء ” حِنا النشاما” وهناك في الجزيره العربيه وعلى ضفاف الخليج من يغني ” عندي عندك يا وطن” على انغام اصوات المدفعيه الايرانيه وهي تدك تكريت والفلوجه وهناك من عجائب العرب ما يندي له الجبين البشري حين تتم نَّقل عاصمة دوله عربيه الى مدينه اخرى بسبب احتلال العاصمه فبدلا من تحريرها يهربون ويتركونها تحت حراب الاحتلال الطائفي وعن الاعلام العربي فحدث بلا حرج فهو يروض المروض ويبعث الموت البطئ في روح الاحياء ,ومعنا في جزيرة فضائية شعيط معيط وعربية عربان الرده وميادين التضليل المفكر البهلوان من رياض الفكر الرائد والمنير لعقول امة فقدت عقلها في عقر دارها ووطنها لتصبح ضحية الضحايا في غابة من الاعلام التضليلي التي تمارسه فضائيات النفط ووسائل اعلام الانظمه الدكتاتوريه والرجعيه الحاكمه في العالم العربي… الذين يتحدثون للعالم العربي عبر وسائل الاعلام المرئي هم خَريجي مدارس ثقافة الهزيمه والخنوع وحتمية التبعيه للاجنبي وما هو جاري هو ليست تطبيع مع ثقافة الهزيمه فقط لا بل هو ترويض للعقل العربي لجعله يؤمن بان ابواق النظام السعودي واساتذة جامعاته ومعاهده يتحدثون ويحللون الحاله العربيه بطريقه موضوعيه وعلميه والحقيقه ان هؤلاء جميعا يعكسون وجهة نظر النظام ويروجون لها في الفضائيات وعلى راسهن فضائية الجزيره التي فقدت البوصله الاعلاميه لتحط رحالها في مربع وسائل الاعلام العربيه الرسميه لتصبح جزء من منظومة التضليل الاعلامي والوطني الجاري في العالم العربي وما تسويق ابواق النظام السعودي والانظمه العربيه الرجعيه كمفكرين ومحللين سوى غيض من فيض من استراتيجية دفن العقل العربي وهو حي يرزق؟!
هنالك الكثير من انواع واشكال الاستعمار والاستكبار المباشر وغير المباشر الذي عرفها التاريخ البشري وما جرى في العالم العربي منذ عقود من الزمن هو انتقال الشعوب العربيه من حقبة الاستعمار الكلاسيكي الخارجي الى حقبة الاستعمار والاستكبار الداخلي المتمثله في انظمة الحكم الحاكمه في العالم العربي ويبدو ان ما سمي ب”الربيع العربي” قد ادخل كامل العالم العربي ليس في دوامة العنف والعنف الطائفي فحسب لا بل في دوامة سياسيه واعلاميه تبررالى حد بعيد وجود انظمه دكتاتوربيه رجعيه بدلا من وجود الحروب الاهليه والطائفيه كما هو الحال في سوريه والعراق ومصر وليبيا واليمن تلك الدول اللتي جرت فيها حراكات وثورات شعبيه تحولت من خلال الثورات المضاده الى حروب اهليه داميه وهي الحروب التي يسوقها الاعلام العربي كحجه او كتبرير لاستمراية الانظمه الدكتاتوريه في السعوديه ومصر وغيرهما كضامنه للامن والامان للمواطنين على عكس ما جرى وماهو جاري في دول الحراك..الثورات المضاده التي قادتها الرجعيه العربيه تجلت في تخريب مسار الثورات الشعبيه لتكون دليل على ان الثورات والمطالبه بالديموقراطيه لا تجلب سوى الحروب والويلات فيما الدكتاتوريه والانظمه الشموليه تجلب الامن والامان للمواطنين…بنار الحاكم ولا بجنة الثورات؟!!
لقد علمنا التاريخ إستحالة هزيمة شعب او الشعوب ككل عبر الوسائل العسكريه والقمعيه ,لكن الامكانيه وارده اذا سيطر الاستعمار والاستكبارعلى ثقافة وحضارة ووعي هذا الشعب وبما يتعلق بحال العرب فهُم قابعون بين فكي كماشة الاستكبار الخارجي والاستعمار الداخلي والحقيقه المُره ان الكاوبوي الامريكي يستهتر بالعقل العربي ويسترخص الدم العربي الى حد انه يسوق ذاته كمرشد للعرب في كيفية التعامل مع ” داعش” وازمات اخرى حاصله في العالم العربي كان وما زال سببها هذا الكاوبوي الفاشي نفسه الذي غزا العراق ودمره وزرع فيه الحرب الطائفيه واليوم يقوم بتدريب الميليشيات والقبائل ليحارب العرب بعضهم البعض تحت لافتة محاربة “الارهاب” فيما الكاوبوي يزودهم بالسلاح اضافة الى السماح لايران بالتدخل العسكري المباشر في العراق وسوريا واليمن والعجيب في الامر او بالاحرى العجيب في درجة الاستهتار ان وزير الدفاع الامريكي قلق على تفكك تحالفه” الدولي” بسبب الحرب الطائفيه في العراق فيما لا يعير موت وتشريد ملايين العراقيين اي اهتمام…!
..امريكا تلعب دور ان لا ناقه ولاجمل ولا دور لها في ما هو حاصل في العراق وكأنها لم تحتله ولم تقم بتخريبه كدوله وشعب من جهه ومن جهة اخرى تسوق الوجود العسكري الايراني في العراق كامر عادي او حتمي وضروري والعرب اذا لم يعجبهم الامر فَّل يبلطوا البحر وحتى الانظمه العربيه العميله التي دعمت الاحتلال الامريكي في العراق لم تعد تهم امريكا وعندما يذهب جون كيري الى الرياض فهو لا يذهب لطمأنة النظام السعودي لابل للقول له مباشرة: ماذا بامكانك ان تفعل يا عاجز ونحن الذي نحمي عرشك ووجودك وما عليك الا ان تصمت او تولول في الاعلام كما تشاء…حقيقه واقعه…ايران تحتل العراق بمساعده النظام السعودي الذي دعم الغزو الامريكي للعراق عام 2003 والحقيقه المُره والاكثر مراره هي ان النظام السعودي هو الشريك والوكيل الاول لكل اشكال العدوان الامريكي على الامه العربيه وهو النظام العرَّاب لثقافة الهزيمه والمًمول الرئيسي للثورات المضاده والتخريبيه في العالم العربي وما تمويل انقلاب السيسي في مصر من قبل النظام السعودي ودويلة ابراج الحجاره المتحده سوى غيض من فيض جرائم النظام السعودي الذي ساهم ايضا في خراب الثوره اليمنيه والثوره السوريه والثوره الليبيه ناهيك عن تقزيمه للقضيه الفلسطينيه عبر طرحه ما سمي بالمبادره العربيه للسلام”بيروت 2002″ .. مبادره فرطت بحقوق ثلثي الشعب الفلسطيني و تنازلت عن ثلثي مساحة فلسطين التاريخيه؟!!
ما يقوم به الاعلام العربي وخاصة الفضائي الخليجي هو استعمار واحتلال اعلامي لعقول الشعوب العربيه ..هذا الاعلام ينصب شبكه كامله متكامله من المحطات الفضائيه والوسائل الاعلاميه المموله من قبل السعوديه ودول الخليج والرجعيه العربيه وما تقوم به هذه الوسائل هو تضليل وتجهيل مبرمج يهدف الى تمييع الحاله العربيه في بحر من الضياع الاعلامي والسياسي الى حد محاولة اقناع الشعوب ب”ديموقراطية ووطنيه وعروبة” النظام السعودي ودول المحميات الامريكيه في الخليج التي تجتمع جميعها تحت سقف ما يسمى ب” مجلس التعاون الخليجي” وهو المجلس التابع بالكامل للتوجهات الامريكيه في المنطقه العربيه من جهه وهو الذي افرغ ما يسمى بالجامعه العربيه ن فحواها وجعلها اسم على غير مسمى من جهه ثانيه وبالتالي الجاري اليوم في العالم العربي هو ان الاستعمار الاعلامي الخليجي يمارس تبرير و تمرير كل ما ترتكبه امريكا بمساندة مجلس التعاون الخليحي من جرائم في العالم العربي ناهيك عن تمرير تعاون دول مجلس التعاون مع الكيان الاسرائيلي..شركات اسرائيليه تتعاقد مع دولة ما يسمى بالامارات العربيه وهذه الاخيره تزعم انها حامية حماة العرب والقضيه الفلسطينيه وعن القواعد العسكريه الامريكيه في دول مجلس التخابر فحدث بلا حرج…..مع كل هذا واكثر من هذا تتحفنا فضائية الجزيره القطريه والعربيه السعوديه بابواق النظام السعودي كل يوم وفي كل نشرة اخبار ليقولوا لنا ان طال عمره والمملكه ودول الخليج جزء لا يتجزأ من الامه العربيه و حماة حماتها وهن في الحقيقه دول وكيانات لاهويه وطنيه ولا قوميه لها……انظمه تحمى وجودها امريكا عدوة العرب الاولى؟
على الطرف الاخر فضائيات طائفيه مدمره وقاتله للوعي العربي ومن بينها فضائيات تستعمل شعارات مثل ” الواقع كما هو او الراي والراي والاخر” لكنها في الحقيقه بعيده كل البعد عن هذا المعنى والفحوى وفضائية ” الميادين” خير مثال على التضليل والتغليف الاعلامي وهي الفضائيه اللتي اثبتت انها “طائفيه” بإمتياز رغم اختباءها وراء كونها في صف الدول” الممانعه” والحقيقه الصادمه ان هذه الفضائيه تتبع اسلوب الغوغائيه الاعلاميه والشعارات التضليليه في عملية انحيازها للنظام السوري والميليشيات الطائفيه الشيعيه التي تقاتل لجانب النظامَّين السوري والعراقي وبالتالي لاتساهم هذه الفضائيه ومن على شاكلتها من فضائيات في التضليل الاعلامي فحسب لابل انها تساهم في تغذية الحقد والكراهيه الطائفيه بشكل مباشر وغير مباشر من جهه وتروج الى ثقافة اعلام المرتزقه الداعم لانظمه دكتاتوريه وطائفيه من جهه ثانيه وبالتالي المفارقه في هذه الجزئيه ان من جاء بشعار” الواقع كماهو” هو نفسه مُضلل ومُزيِف للواقع.. الواضح هو ان :ملايين المشردين والجرحى والقتلى في سوريا والعراق ليس الواقع كماهو لابل واقع اخر تسعى من خلاله “الميادين” لتضليل عقول العرب من اجل تبرير وتمرير دعم هذه الفضائيه للنظامَّين السوري والعراقي…الكذب كماهو في تغطية فضائية الميادين للحرب على تكريت والعرب السنه في سوريا والعراق؟…
لاحظوا معنا ان هؤلاء العرب السنه قُتلوا وارتكبت بحقهم المجازر بحجة انهم كانوا يدعمون نظام صدام حسين ومن ثم بعد عام 2003 بحجة دعم تنظيم القاعده ومقاومة الاحتلال الامريكي والان يذبحون وتحرق بيوتهم بحجة وجود تنظيم داعش في مناطقهم..منطق تضليلي يبرر جرائم الحشد الطائفي الشيعي بحق العرب في الانبار والفلوجه وتكريت بمعنى واضح :الجاري الان من حرب شيعيه في الانبار لا يستهدف داعش كما يزعم الاعلام العربي لابل يستهدف العرب السنه سواء كانوا يؤيدون داعش ام لا وفي نفس الوقت نلحظ التضليل الاعلامي في اطلاق تسمية الجيش العراقي على حشد شيعي طائفي مدعوم من قبل ايران ويشن حرب طائفيه على مناطق تواجد العرب السنه في العراق..الزعم بان الحرب الطائفيه التي تشن على تكريت والفلوجه بانها حرب” تحرير” هو زعم تضليلي لان هذه الحرب تهدف الى احتلال تكريت واذلال العرب السنه؟!
واضح تمام الوضوح ان الشعوب العربيه لا ترزح تحت سطوة الاستعمار الاعلامي فحسب لابل ترزح ايضا تحت وطأة الاستقطاب الاعلامي الذي يغذي الطائفيه ويغطي على جرائم الانظمه بحق الشعوب العربيه الذي تحول قسم من منها الى رعاع طائفيين من الصنف البشري الهابط والهمجي يذبح اخيه العربي والانسان بسكين وهذا الطائفي هو ليس داعشي فقط لابل حَشدي شيعي ايضا يذبح ضحاياه بساديه وهمجيه وينكل بهم والمراقب للاعلام سيجد ان الارهاب الطائفي الشيعي في العراق اخطر بكثير من داعش حيث للمثال لا للحصر تقوم ميليشيات الحشد الشيعي بحرق ونهب بيوت العرب السنه لابل ان المشاركون في الحمله على تكريت يسرقون اموال ومواشي العراقيين..يعتبرونها غنائم…؟
يسعى الاستعمار الاعلامي الى خلق اجيال عربيه فارغه وطنيا ومعبأه بالحقد الطائفي فاقده للمبادئ والقيم والاخلاق الانسانيه تشارك في حفلات ذبح همجيه كتلك الذي شارك فيها الحشد الشيعي في عملية ذبحه مؤخرا لراعي غنم اعزل في منطقة الانبار او كتلك الذي يشارك فيها الطرف الاخر كداعش او غيره حين تنُح وتُجز رقاب البشر بطريقة ساديه وهمجيه وبالتالي ما نراه ونلحظه هنا غلاه من الهمج لا مبادئ ولا اهداف لهم سوى انهم يريدون السلطه ويحشدون لهذا الغرض حشود شعبيه طائفيه مضلله تعمل كمرتزقه في صفوف “الحرس الوطني” الايراني الذي يدك تكريت بالمدفعيه الثقيله حتى يحرز نصرا حطبه في المحصله عراقيون سواء كانوا شيعه او سنه..العراق بشيعته وسنته يشيع يوميا جثث عشرات المساكين والغلابه الذي غرر بهم المالكي والعبادي وداعش وغيره من الميليشيات التي لا تحصى ولا تعد في العراق وسوريا.. حلم بوش الاب والابن وكونداليسا رايس تحقق اليوم كاملا في العراق وسوريا…فوضى المذابح الطائفيه الخلاَّقه؟!
نعم..يا للهول كم هي هذه الامه جاهله ومُضلَّله, حين يتجول المدربين العسكريين الامريكان في سوريا والعراق والاردن ويقوموا بتدريب الميليشيات والعشائر على استعمال السلاح ويزجوا بهم في اتون الحرب والخراب..كاوبوي فاقد للقيَّم والاخلاق يدير عمليات الذبح والاباده الجماعيه والحروب الطائفيه في العراق وسوريا والنتيجه عشرات الالوف من القتلى ومئات الالوف من النازحين ودمار وخراب هائل… كان على سكان عين العرب”كوباني” الاكراد الغلابه ان يدفعوا ثمن التصدي لداعش ضمن الاستراتيجيه الامريكيه وهي جًر داعش لمناطق معينه حتى يتسنى قتل وتصفية اكثر عدد ممكن من تنظيم الدوله .. تكريت والموصل ومناطق اخرى تقع ايضا في حيز واطار الاستراتيجيه الامريكيه..بكل بساطه: امريكا تقوم اليوم عبر عملاءها في المنطقه العربيه بتدمير المدمر وتفتيت المفتت..جريمة احتلال العراق وقتل شعبه تحولت الى حرب ضد ارهاب كانت وما زالت صانعته امريكا في العراق الذي تحول الى محافظه ايرانيه يدير شؤونها وكلاء ملالي ايران في خضراء بغداد؟
هنالك امر غريب وعجيب يجري في العراق وهو ان امريكا انحازت للحشد الشيعي العراقي والايراني ضد العرب السنه بحجة محاربة داعش التي ساهم في وجودها الطائفي نوري المالكي المدعوم من قبل ايران والمعادله اليوم صارت شبه واضحه وهي ان امام العرب السنه خَيَّارين اثنين لا ثالث لهم وهما الخيار بين تنظيم الدوله او ايران التي تشن ضدهم حرب طائفيه شيعيه واضحة المعالم…الجاري في العراق عنوانه داعش وفحواه ذبح وتهجير العرب السنه من ديارهم…التطهير الطائفي والتغيير الديموغرافي القسري جاري في العراق منذ عام 2003 والمستهدف مناطق تواجد العرب السنه سواء في بغداد او الموصل او تكريت او المحافظات ذات الاغلبيه العربيه السنيه؟.. الحرب على داعش مجرد لافته تضليليه كُتب عليها هذا العنوان فيما الفحوى والحقيقه هي انها حرب على السنه العرب في العراق وفي سوريا تشارك فيها ميليشيات شيعيه بدعم ايراني واضح المعالم ولا لبس فيه..!!
د.شكري الهزَّيل