هذا الرسول يا محب – "العفو"
تاريخ النشر: 13/03/11 | 0:21بقلم :ام محمد
هذا الرسول يا محب ..يطل عليك بخلق عظيم من أخلاقه الرفيعة ..خلق لعل كل منا يشعر كم اننا افتقدناه ..وتملكنا الكبر والاعتزاز بالرأي وحب الأخذ بالثأر …لعل الكثير منا ذاق مرارة الانتقام ..وسال نفسه لم لا نعفو لما لا نتسامح ؟؟..لم تاخذنا العزة بالاثم ؟؟..ولماذا كلمة الله يسامحك ثقيلة على ألسنتنا وقلوبنا ؟؟..ما المشكلة إن أنت اخطات معي ان اقول لك سامحك الله وان احتسب الاجر على الله وان اكون ممن بشرهم رسول الله ممن يبدؤون بالسلام ؟؟.ما المشكلة ان انت اخطات معي او انا اخطات معك ان اواجهك بحوار راق هادف يسعى لنزع البغضاء بيننا فنتصافح ونتسامح ونكون عباد الله إخوانا ..؟؟..أسئلة تتبادر الى ذهن كل منا عند حدوث أي مشكلة صغيرة كانت ام كبيرة ..وليس غريبا عليكم اخوتي قصصا نعيشها تقشعر لها الابدان تبدا بكلمة صغيرة وتنتهي بالقتل وخسارة الأرواح ..بالله عليكم هل ما يحدث هذه الايام يرضي الله ورسول الله عنا ؟؟؟..ثم هل لو كان خلق العفو بيننا ..في اخلاقنا ..في معاملاتنا ..هل نصل الى هذه النهايات الحزينة ..والله ان القلب ليحزن وان العين لتدمع لما يحدث في هذا الزمان ولعلكم تتفقون معي ان هذا لم يحدث لنا الا عندما هجرنا كتاب ربنا وسنة نبينا ولم نتخلق بأخلاق الحبيب محمد والآن تعالوا معي لتعلم من نماذج مختارة من عفو النبي لنعاهد الله ان نتأسى بهديه وسنته ونتعلم منه هذا الخلق العظيم ..
قال الله عز وجل :(خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين )199الأعراف
وقال تعالى : (فاعف عنهم واستغفر لهم )159ال عمران
والعفو هو التجاوز عن الذنب وترك العقاب.
وفي الحديث” سلوا الله العفو والعافية والمعافاة”
فالعفو – محو الذنوب.
العافية – أن تسلم من الأسقام والبلايا.
والمعافاة- ان يعافيك الله من الناس ويعافيهم منك.
والعفو من أعلى مكارم اخلاق النبي .
” وانك لعلى خلق عظيم “4القلم
وهذا الرسول عليه السلام في الصحيح عن زرارة عن ابي جعفر قال :عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه اتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي فقال لها :ما حملك على ما صنعت ؟فقالت : قلت ان كان نبيا لم يضره وان كان ملكا أرحت الناس منه .قال :فعفا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم )
*وروي ان أعرابيا جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه احسانا فاعطاه النبي ثم قال له :”احسنت اليك؟” فقال الأعرابي :لا ولا أجملت .فغضب اصحاب النبي عليه السلام وقاموا للاعرابي ليعاقبوه على ما قال .فأشار إليهم النبي ان يتركوه ,ثم اخذ الرجل معه ودخل بيته وزاده فوق ما اعطاه ثم قال له الرسول “احسنت اليك؟” فقال له نعم ,فجزاك الله خيرا .فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم :”انك قلت ما قلت انفا وفي نفس أصحابي من ذلك شيء فان احببت فقل بين أيديهم ما قلت بين يدي حتى يذهب ما في صدورهم عليك “فقال الرجل :نعم.فلما كان الغد جاء الرجل الى مجلس النبي عليه السلام فقال الرسول :”ان هذا الرجل قال ما قال فزدناه فزعم انه رضي ,اكذلك؟” فقال الرجل :نعم جزاك الله خيرا ,ثم انصرف مسرورا.
*وعن انس رضي الله عنه قال :”كان النبي صلى الله عليه وسلم من أحسن الناس خلقا فأرسلني يوما لحاجة فقلت له والله لا اذهب وفي نفسي أن اذهب لما امرني به صلى الله عليه وسلم فخرجت حتى امر على صبيان وهم يلعبون في السوق فاذا النبي صلى الله عليه وسلم قد قبض بقفاي من ورائي فنظرت اليه وهو يضحك ,فقال :يا انس اذهبت حيث امرتك ؟ قلت :نعم انا اذهب يا رسول الله ,فذهبت.”رواه مسلم.
*وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال :بينما نحن في المسجد مع رسول الله اذ جاء أعرابي فقام يبول في المسجد فقال أصحاب رسول الله :م همه .قال رسول الله (لا تزرموه دعوه)فتركوه حتى بال ثم ان رسول الله دعاه فقال له :(ان هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر انما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القران)قال فامر رجلا من القوم فجاء بدلو من ماء فشنه عليه-رواه مسلم.
*وهذا فتح مكة حيث جيء له بوحشي قاتل عمه حمزة فعفا عنه لما اسلم وحسن إسلامه ..
*وهذا عفوه على أهل مكة حين فتحها فقال لهم :ما تظنون أني فاعل بكم ؟فيقولون :أخ كريم وابن اخ كريم.فقال لهم :اذهبوا انتم الطلقاء..
فلم يكن النبي ليغضب لنفسه ولا يتأثر عمن يخطئ عليه بل يبادر بالعفو طلبا لما عند الله من الأجر لكن يشتد غضبه حتى يحمر وجهه اذا انتهكت حرمات الله ..
بورك يراعك يا ام محمد تتحفيني بأخلاق كريمة بطريقة لطيفة وخفيفة تعلق في الذهن
بارك الله فيك على التذكرة. اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. بارك الله لنا ولكم ولاولادنا ولاولادكم في خلق النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
بوركت اختي العزيزة، ولا تبخلي علينا بالتذكرة والنصيحة.