غزة .. بدون عنوان

تاريخ النشر: 23/11/12 | 12:32

يبدو أن الهوس والأجرام الذي وصلت إليه آلة الحرب الإسرائيلية لا حدود له ، إذ لا تكف عن تلطيخ يديها بدماء الفلسطينيين الأبرياء العزل عبر الحملة العسكرية الهمجية التي شنتها على قطاع غزة منذ الأربعاء المنصرم ، والتي افتتحتها باغتيال احمد الجعبري نائب القائد العام لكتائب القسام . أنها المرة الأولى التي اشعر فيها أن المقاومة هي الأقوى رغم إمكانيتها البسيطة . فلم يعد الحديث عن انتصار المقاومة الفلسطينية مجرد كلام أو تقارير تصدر من هنا أو هناك بهدف ملء قلوب الفلسطينيين بالأمل ، وعدم الاستسلام لهذا العدوان الغاشم ، الذي تخلى عن أية أخلاقيات في عدوانه ، والذي يقصف ليل نهار دون أن يتمكن سوى من الأطفال والأبرياء ، فطائراته وصواريخه تغطي سماء غزة حتى أصبحت لا ترى إلا الدخان ، ولكن لم يفلح هذا العدوان بمنع طيور الأبابيل من رجم عمقه وبلداته ، وإجبار شعبه على الاختباء في معلبات الملاجىء ، وأنابيب المجاري ليصبحوا كالجرذان ، كما واجبر قادة الكيان على الاستغاثة ، والإحساس بالهزيمة الحقيقية . هذا الكلام ليس مبالغة أو رفع معنويات ، بل هو حقيقة نلتمسها من جنون هذا الكيان المتغطرس الذي لا يعرف الرحمة ، فبينما هم يسفكون الدماء وينتهكون الأخلاق والمواثيق والأعراف ، وينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ترتسم على شفة الشهيد تلك البسمة العذبة النقية الشفافة ، وكأن لسان حاله يقول للطغاة " أن لا تحسبوا الله غافلا عما يعمل الظالمون.." . وفي النهاية أود أن أقول أن هذا الكيان المجرم بميوله للشرور افتقد لقيم مهمة ومنها عدم القدرة على استيعاب وأدراك أهمية روح اخوة الإنسان ، تحت اسم الحق في العيش وأين هو الحق في العيش أيها المجرمون عندما اعاين اخوتي يقتلون أمام عيني وتتساقط أرواحهم كما تتساقط الأوراق وأين هي المبادئ وأين هي الحقوق وأين هي الإنسانية التي تزعمون ، ويبقى السؤال هنا : هل هؤلاء المجرمون طلاب سلام فعلاً كما يدعون ؟ وهل في صدورهم قلوب فعلاً ؟!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة