شعارات 'اسقاط النظام' تعود لميدان التحرير في مصر
تاريخ النشر: 23/11/12 | 9:13عادت الساحة المصرية الى الغليان امس مع اتساع الاحتجاجات والمظاهرات الغاضبة ضد الاعلان الدستوري الذي اعتمده الرئيس المصري محمد مرسي امس الاول، ويمنحه سلطات غير مسبوقة تشمل تحصين قراراته من الطعن القضائي الى جانب منع السلطة القضائية من حل مجلس الشورى والجمعية التأسيسية للدستور.
وقام عدد من المتظاهرين بحرق مقرات لجماعة ‘الاخوان’ وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة في ثماني محافظات، بينما احتشد مئات الالاف من المتظاهرين في ميدان التحرير وعدد من الميادين الرئيسية في المحافظات للتنديد بالقرارات، وحدثت اشتباكات بين معارضين لمرسي مع قوات للشرطة وانصار ‘الاخوان’ ما ادى لوقوع عشرات الجرحى.
واعلنت الاحزاب المدنية تضامنها في رفض الاعلان الدستوري، معتبرة انه يمس شرعية الرئيس، وطالبت بالغائه.
ومن المتوقع ان يجتمع نادي القضاة اليوم السبت للرد على قرارات مرسي وسط تهديدات بإعلان العصيان ورفض الاشراف على اي انتخابات مقبلة.
وصرح مصدر أمني بوزارة الداخلية بأن هناك محاولات من البعض للاحتكاك بالقوات المكلفة بتأمين مجلسي الشعب والشورى والمنشآت المهمة في محيط شارع القصر العيني.
وأوضح المصدر الأمني في بيان صادر عن وزارة الداخلية مساء الجمعة أنه تم إلقاء كرات اللهب وزجاجات المولوتوف على تلك المنشآت مما اضطر قوات الأمن من آن الى آخر الى استخدام قنابل الغاز المسيل للدموع لمنع تلك الاعتداءات والتى أسفرت حتى الآن عن إصابة 3 ضباط من بينهم لواء و5 أفراد شرطة بإصابات خطيرة نقلوا على إثرها الى المستشفى لتلقي العلاج اللازم.
ووزعت جماعة تسمي نفسها ‘ضباط من الجيش المصري’ بيانات اكدت دعمها للمظاهرات الشعبية والتزامها بالشرعية. وقال البيان ‘نحن الآن نوجه أول نداء يصدره الجيش إلى الشعب، باعتبار الشعب مصدر الشرعية الوحيدة للوطن نقسم بالله أننا لسنا خونة ولسنا عملاء لأجندات أحد .نحن أبناء مخلصون للوطن نحمي مصر بأرواحنا’.
واستطرد قائلاً ‘إن الوطن باق والأشخاص ذاهبون ومصر الآن بين أيديكم إما أن تستعيدوها وإما أن تضيع منا’.
وورد في البيان ‘نحن لا نريد مناصب ولا انقلابا على الشرعية، لقد اقسمنا على الحفاظ على شرف البدلة العسكرية والدفاع عن الوطن بأرواحنا.. الآن الشرعيه معكم أنتم’.
ومن جهته القى مرسي كلمة امام حشد من مؤيديه امام قصر الاتحادية الرئاسي في ضاحية مصر الجديدة الراقية اكد فيها اصراره على تطبيق الاعلان الدستوري، مشيرا الى ان معارضيه ‘قلة’، وانه اتى لحماية مؤسسات الدولة، متهما القضاء بإعلان الحكم بحل مجلس الشورى والتأسيسية قبل صدوره رسميا.
وأضاف: ‘كنت أتمنى وما زلت ألا تُحَلُّ المجالس النيابية المنتخبة، ولكن تم حلّ مجلس الشعب وعلينا أن نجري انتخابات أخرى، لذا لا يمكن أن أسعى إلى امتلاك السلطة التشريعية. أريد أن يكون لدينا دستور نحترمه جميعا ومجلس منتخب جديد’.
واشار مرسي الى انه يتابع اتصالات هاتفية وما وصفها بمؤامرات لمعارضيه (..)، وان هناك صلات خارجية في الموضوع. ووصف بعض المتظاهرين بـ’المأجورين والبلطجية’.
وأوضح أن ‘من يريد أن يضيع الفرص على الشعب المصري سأقف له بالمرصاد. إني أحمل كل الاحترام للجميع’، متابعا ان ‘أعداءنا خارج مصر نعلمهم جيدا’.
ووجه معارضون انتقادات الى مرسي لالقائه الخطاب امام انصاره بدلا من توجيه كلمة الى الشعب لشرح ابعاد الاعلان الدستوري.
وقالت جماعة ‘الإخوان المسلمين’، وحزبها الحرية والعدالة، إن مظاهرات أمس التي قامت بها قوى سياسية ضد الرئيس محمد مرسي، والجماعة، مستحيل أن تتحول لثورة ثانية أو يتراجع الرئيس عن قراراته، منتقدين سعي نادي قضاة الإسكندرية لتدويل قضية الإعلان الدستوري المكمل الذي أصدره الرئيس.
واعتبر مراقبون ان مصر تدخل نفقا مظلما مع تعميق حالة الاستقطاب وتكريس عدم الاستقرار.
ورأوا ان قرارات مرسي غير مسبوقة في تاريخ مصر، حيث لم يحصن اي رئيس سابق قراراته ضد الطعن ما يعني عمليا تقويض السلطة القضائية الى جانب التغوّل على حق الشعب في اللجوء للقضاء.
ويبدو ان القرارات ادت الى توحد القوى المدنية التي تمكنت من حشد مئات الالاف في الشوارع استعدادا لمواجهة طويلة وهو ما فاجأ الاخوان.
ومن المتوقع ان ترد المحكمة الدستورية بقرارات مناقضة لقرارات مرسي ما سيدخل البلاد في فوضى قانونية الى جانب الأمنية.
تقرير الشامي وعبد البصير , القدس