نلتقي تحت القصف
تاريخ النشر: 27/11/12 | 23:25حرب، لكننا مستمرون. نجمع بين أبناء الشبيبة اليهود والعرب في سن المدرسة الثانوية بالرغم من الحرب أو بسببها. نحن مستمرون! هل حسن ما نفعله؟ هل نحن عميان؟ أغبياء؟ ساذجون؟
تخبّطنا، وتخوّفنا من نتائج لقاء كهذا، من أن يفسّر كتسليم مع الوضع وكتجاهل للحرب بينما نحن في الحقيقة لا نتجاهل أبدا ولا نسلّم مع أمر القتل والعنف وبالتأكيد نعارض شن هذه الحرب المُعادة.
نريد أن نجمع أبناء الشبيبة اليهود والعرب إثباتا لمقولة أن الحوار هو البديل للعنف وهي مقولة صحيحة في ظل القصف، أيضا. لنقول أننا نتحاور أثناء الحرب. لأن الغبن لا يُصحح بالغُبن والألم لا يذهب يإحداث الألم. وبالأساس لأننا على هذا النحو أو ذاك نحن هنا سوية شئنا أم أبينا ويُمكن أن نعيش عيشة سيئة أو عيشة طيب ولأن الأمر قبل هذا وبعده من صنع أيدينا.
ها هم 90 من أبناء الشبيبة من مدرسة الجليل في الناصرة ومن مدرسة رابين في موديعين جاءوا بالرغم من الحرب أو بسببها ليُعطوا فرصة لشيء بديل. للتحاور والاستيضاح ومحاولة التجسير فوق الهوة. وقد استطاعوا أكثر من أي قائد أو جنرال أو معلّق أن يقيموا حوارا حول الغُبن والعدل، حول الألم والشفاء، حول الغضب، والإحباط والخوف، حول العيش في ظل العداء والحرب.
وحول الإمكانية الأخرى للعيش المشترك على وجه هذه الأرض. نجحوا للحظة في أن يكونوا مع بعضهم ومن أجل بعضهم، يهودا وعربا إسرائيليين وفلسطينيين. وقد علمونا نحن الذين خفنا كثيرا من اللقاء درسا في التسامح وفي القدرة على الاحتواء. لم يفعلوا ذلك لوحدهم ـ رافقهم طاقم مُخلص ومهني. مرشدان لكل مجموعة من 20 طالبا. لغتان في الغرفة، برنامج عمل دقيق ومُحكم أخذهم من السهل إلى الأصعب ومن الشخصي إلى القومي دون القفز عن المصاعب ودون لفلفة الأمور ولكن مع الكثير من احترام أحدهم لرواية الآخر.
كانت تجربة مركّبة أن نتحدث عن الصعوبات وعن الفوارق وعن غياب المساواة وعن الحرب. وكان سهلا وشافيا الإصغاء والقدرة على الجلوس معا للاستماع وتفهّم الفوارق، لإزالة الغربة وإدراك أننا معا في هذه الحكاية وهذه البلاد مع الفجوات ومع الأدوار والمسؤولية المختلفة. لم نسهم في إنهاء الحرب ولم نحقق المساواة في المجتمع الإسرائيلي ولكننا اقتطعنا لحظة أمل بإمكانية صنع مستقبل أفضل ومغاير لجميعنا هنا.
أييلت روط, مديرة برنامج “لقاءات” جفعات حبيبة