قراءةٌ لقصيدةْ “إلى عواد”
تاريخ النشر: 16/03/15 | 6:19قراءةٌ لقصيدةْ إلى عواد للشاعر الفلسطيني المبدع المرحوم: فوزي أبو بكر
بقلم: الشاعرة مقبولة عبد الحليم
إلى عوّاد
رسالتي إليكَ يا عوّاد
مفعمةٌ بالشّوقِ والحنان
طيّرتُها لتعبرَ الحدود
لتقطَعَ السّهولَ والجبالَ الوديانَ والسّدود
إليكَ حيثُ أنتَ مع صحبِكَ الكرام
في السّجن حيث ساقكَ اللّئام
كيما ينالوا منكَ يا همام
في السّجنِ حيث شمسٌ لا سماء
بحرٌ من الصّحراء
واللّيلُ يحكي الطّغمة الظَلماء
وعصَبُ النّجومِ من بعيد
والمشهد البغيض
لوقفةِ السّجّانِ في الظّلامِ يا عوّاد
يا صّرخَة الأحرار يا سجين
وشعبُكُ الحزينُ
مكبّلٌ يأكلهُ الحنين
يرتقبُ الخلاصَ أن يحين
ليكسرَ الأغلال
ويسحق الأنذال
وليتداعى سجنُهُ السّجّان
كأنّهُ ما كان
ويمرحُ الاطفالُ في أمان
في الجنَّةِ الـ. بوّابها إنسان
وليخسأ السّلطان
وليخسأِ الشّيطان
رسالتي إليك يا عوّاد في جفرِكَ الصّغير
أصوغها من سجنيَ الكبير
مبشّرًا إيّاكَ بالنّفير
هذه رسالةٌ كتبها الشاعر بالأصالةِ عن نفسه بالنيابة عنا ، نحن القابضون على جمرِ الإحتلال في وطنِنا فلسطين، كتَبَها باسمنا جميعًا، لرفيقهِ في النضال والإعتقال، ومن خلالهٍ لكل الشعوب العربية الرازحة تحت نيرِ الظلمِ والاستعباد، خدمةً للأسياد، ، رسالةٌ مفعمةُ بالشوق والحنان، ،
“رسالتي إليكَ يا عوّاد
مفعمةٌ بالشّوقِ .. والحنان…. ”
رسالةٌ عابرةٌ للمسافات ، متخطية جميع السدود والحدود ”
طيّرتُها لتعبرَ الحدود
لتقطَعَ السّهولَ والجبالَ
والوديانَ والسّدود ”
رسالةٌ توحدُ كل المناضلين الذين يكابدون كل أنواع القهر والحرمان في سجون الحُكّام اللئام
“إليكَ حيثُ أنتَ مع صحبِكَ الكرام
في السّجنِ حيث ساقكَ اللِّئام
كيما ينالوا منكَ يا هُمام في
السّجنِ حيث شمسٌ لا سماءْ
بحرٌ من الصّحراءْ واللّيلُ
يحكي الطُّغمة الظلماءْ ”
وإن كان السجان يحرسُ الظلام، فإن نجوم الأمل تتألق من بعيد في فضاء الشعب المقموعِ في انتظار الخلاص
“وعَصَبُ النّجومِ من بعيد
والمشهد البغيض لوقفةِ
السّجّانِ في الظّلامِ
” يا صّرخَة الأحرار يا سجين ”
فسجناء الحرية هم صرخةُ الشعبِ في وجه الظالم، وهم طليعتَهُ وأملَهُ في الإنعتاق من الظلم
“وشعبُكُ الحزينُ
مكبّلٌ يأكلهُ الحنين
يرتقبُ الخلاصَ
” نعم يرتقب الخلاصْ من حُكَّامه الظالمين، لينطلق الماردْ من قمقه فيصنعَ النصرَ المبينْ لترفرف عاليًا رايات الحرية !!
“أن يحين ليكسرَ الأغلالَ بتحرير الإنسان
، سُحِقَ الأنذالْ وليتداعى سجنُهُ السّجّان
كأنّهُ ما كان ويمرحُ الأطفالُ في أمان ”
هكذا يستشرق المستقبل الذي يرمز إليه بالأطفال فما أروعه ذلك المستقبل الذي يتبدل السجان حارسَ الظلام، بالإنسان يحرس جنتَهُ التي يشيِّدُها على أنقاضِ أصحاب العروشْ ، وأصحاب الكروشْ، السلاطين، والشياطين
“في الجنَّةِ الـ. بوّابُها إنسان
وليخسأ السُّلطان وليخسأِ الشّيطان
وحينها تكون بشرى النفير للتحرير
“رسالتي إليك يا عوّاد في جفرِكَ الصّغير
أصوغها من سجنيَ الكبير مبشّرًا إيّاكَ بالنّفير ”
نعم، لقد أدرك الشاعر بأنه لا تحرير للأوطان من براثن الإحتلال إلا بتحرير الإنسان من قيود الظلمِ والهوان، وما زالت الأيامُ تثبت رؤية الشاعر الثاقبه بأن النَّد واحد، على امتداد الوطن الواحد، وبأن النصرَ قادم وإن طال الزمان، هكذا رأى شعراء المقاومة أن قضيتنا هي جزء من كلّ، هي قضية الأمة كلِها، وكلُ قضايا الأمة هي قضيتنا، وهذا ما عبّر عنه شاعِرُنا في رسالتهِ، وهذا ما عبّر عنه كل شعراء المقاومة ، فهذا توفيق زياد، ينادي الشعوب أشدُّ على أياديكم – توفيق زياد
أُنَادِيكُمْ
أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم ..
وأَبُوسُ الأَرْضَ تَحْتَ نِعَالِكُم
وَأَقُولُ: أَفْدِيكُم
وَأُهْدِيكُم ضِيَا عَيْنِي
وَدِفْءَ القَلْبِ أُعْطِيكُم
فَمَأْسَاتِي التي أَحْيَا
نصيبي من مآسيكم
جيلٌ مضى وهو يقاوم وما زالت الرايةُ مرفوعةً وما زلنا على العهد في انتظار الوعدِ وعدَ اللهِ ، ووعدَ الإنسان، في قهرِ الظلم، وتحرير الأوطان
،إليك يا عواد رسالةَ الميلاد وبسمةً ستزدهي وتشرق الأعياد، فستبقى ذكرى شاعرِنا الكبير تنير دربَنا، وسيظل جميع المناضلينَ بصبرهم وعزمهم الذي لا يلين أملًنا في صُنع النصر،
كيفَ احتملتَ الصبر يا عَوادْ
ورسمتَ شمسًا في سما الميلادْ
السجنُ يشهق من لظى نيرانِها
والنورُ يحضن بسمة الأعيادْ
كيف احتملتَ الموتَ عن وطن به
ذابت حدودٌ .. ليلة الإبعادْ
ما زال وهجُ الحرفِ من فوزي بنا
يُحيي الأماني كالسنا الوقادْ
وما زالت المسيرةُ مستمرة
وفلسطين ستظل حُبلى لتلدَ كل يوم ٍشاعراً
يرسم لها فجرًا سوف يأتي وسيأتي
مقبولة يا شاعرة الوطن أياها المتربعة على عروش القصيد أشكر لك هذا الجمال المتفاني في محاريب الابداع..لقد أنصفته فابتسمت روحه في الهناك
ولهم ستظل تنحني جباه الحروف
وتبايعهم كلّ القصائد
من أثبتوا أن الوطن على امتدادات المدى والزمن
له رجاله
شكرًا لحضورك شاعرنا الكبير أحمد فوزي أبو بكر
سعيدة به أنا وبك