إلى روح أبي…

إليك.. إلى حضن احتوانا.. إلى عشق عمرنا.. إلى بطلنا.. إلى روح أبينا الراحلة “عمر شريف محمد إسماعيل عثامنة” 19.3.2014. لمن جعل لنا قيمة نبدأ ونختم باسمك. ها قد مرت سنه.. كئيبة، طويلة، أبي مر عاما على فراقك!
هنيئا لك على خاتمتك الطيبة. غسلوك على السنة اثنان من المغسلين المشهود لهم بالدين.
لقد كانت رائحتك طيبة أثناء تغسيلك، كنت خفيف الوزن أثناء تشييعك، وجهك مضيئا يشع نورا. حتى عندما اضطرب أحد الأصحاب ولم يستطع أن يضعك في القبر أحس كأنك تكلمه وتقول له ضعني هنا هذا مكاني، فتشجع ووضعك في قبرك في دارك الجديدة والتي ستكون أفضل من دارك القديمة بأذن الله والتي سترتاح فيها وستنعم برؤية أبويك فيها وكل من فقدت بأذن الله. إلى أن يأتي يوم ونلحق بك ونسلم عليك ونحتضنك بقوة، إلى أن يحين ذلك اليوم أطلب من الله أن يجعلنا من الصابرين.
كم هي عميقةٌ كلمة يا “والدي”، وكم هي قاسيةٌ لحظة الفراق
إن عواطف البنوة، وأحاسيس المحبة الأُسرية، ومعاني الروابط الإنسانية التي جمعتنا تجعلنا لا ننسى فضلك بعد فضل الله علينا، وتؤكد علينا دوام الاستغفار لك، والترحم عليك، والدعاء الصادق لك أن يُسكنك الله تعالى فسيح جناته. أبي يا أبي.. إن تاريخ طيبٍ وراءك يمشي، فلا تعتب، على اسمك نمضي.
لنا أب في الأخلاق مدرسة، تتعلم منه الدين والأدب وهو بالطيبة والعطف وهو جميل الملامح، والروح أجمل وأعذب وهو الشموخ والقدوة والعزة. له عيون تشع ببراءة.. بطفولة.. ابتسامته تملأ كل المكان وكل الدنيا.. حلو الحديث لا تكاد تقع عليه عين حتى تحبه النفس ولا يكاد صوته يقع في الأذن حتى يميل إليه القلب.
” يابا” وينك ؟ تعبنا ننتظر، تعبنا نسأل زوايا البيت، نجول البيت ونتذكر.. هنا يمشي هنا يجلس هنا يضحك هنا كنا نسهر علشانه، تعبنا نسأل ثوبك المكوي، تعبنا نشم عطرك ونحضن غيابك ! مين إلي فرحتنا تتكحل بعينه ؟ وضحكاته ؟ فنحن يا أبي.. لازلنا نذكرك.. ونذكر كل حركاتك وسكناتك.
وختاماً ؛ لا يسعُنا إلا أن نقول: إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك يا أبتاه لمحزونون.
كتبنا لك هذا عسى أن يصلك شيئا منه.
ولا بد يوما أن نلتقي لنعود كما كنا.. لكن هذه المرة إلى الأبد.
هذه رسالتنا الخاصة لأبينا رحمه الله أردنا أن تشاركوني فيها فيا من تتحلى حياتكم وتتزين بوجود والديكم اتقوا الله فيهم وارعوهم وبروهم، فليس أجمل من كلمة أمي وأبي ويا من ابتليتم ببلائي، فلا تنسوهم من خالص دعاؤكم.

من أولادك: مجد، رند، نور وأحلام
وزوجتك نسرين.