ومضات من شعر المرحوم أبو صدام

تاريخ النشر: 20/03/15 | 13:20

انتقل إلى عالم الخلود يوم الأحد الماضي الشيخ عبد الرحمن داود كبها (أبو صدام) ابن قرية أم القطف في المثلث الشمالي. وهو شخصية اجتماعية دينية، عرف كرجل إصلاح قطري، وقد عمل سنوات طويلة في خدمة الأئمة والمؤذنين من خلال منصبه كمفتش عام المساجد في البلاد.
كان الفقيد إنساناً متسامحاً متمسكاً بقيم الخير والمحبة، وقدم الكثير من النصح والإرشاد والبرامج الإرشادية في مختلف المناسبات.
عرفناه قارئاً ومثقفاً عاشقاً للغة الضاد،وشاعراً مرهف الحس نهل من كنوز التراث العربي الإسلامي ومن معين الشعر القديم، وارتوى من بحوره، وكتب الشعر المقفى، وكان من أنصار القصيدة العمودية الخليلية، لكنه لم ينشر من قصائده سوى القليل وبقي الكثير منها حبيسة الأدراج.
بين يدي قصيدة وجدانية غزلية له بعنوان “دعيني والهوى” كان كتبها في عنفوان الشباب ومرحلة تأجج لهيب العواطف، ونشرها في مجلة “مشاوير” المحتجبة، وهي مجلة أدبية جامعة كانت تصدر عن رابطة الكتاب العرب في أواخر السبعينات، محررها المسؤول كان ا.د فاروق مواسي، وشارك في تحريرها شفيق حبيب ومحمد علي الأسدي وجورج نجيب خليل.
وتتجلى في هذه القصيدة براعته وشاعريته الصادقة، ونلمس فيها الرهافة ورقة المعاني ودقة الوصف.. يقول فيها:
دعيني والهوى والحب إني أقدس فيك أهداب العيون
رضيت بقولهم عنكم وعنا بأن الحب فاتحة الجنون
عشقنا فالهوى وقف علينا يخلد في الفؤاد مع السنين
دعيني والهوى والحب إني أقدس فيك أهداب العيون
دعيني لست أرضى غير حب يشكك في العقائد واليقين
ويكفر بالتزمت والخطايا ويشعل في الفؤاد لظى الحنين
فان بشرت في دين جديد كدين الحب قد أبدلت ديني
دعيني والهوى والحب إني أقدس فيك أهداب العيون
دعينا نفرش الأيام حباً ونحيا دون هم أو شجون
دعينا في سماء الحب نسمو ونخلد لا نهاب من المنون
وإن جرت الدقائق والثواني ففي ثوب المحبة زمليني
دعيني والهوى والحب إني أقدس فيك أهداب العيون
(مشاوير العدد 10 آذار 1979)

وكان المرحوم أبو صدام قد انتقد في تعقيب له استخدام مصطلح الشاعر (المحلي) و(الأدب المحلي) و(الأديب المحلي) إلى آخر المحليات، ومما قاله بهذا الصدد: “أليس من الأفضل أن نقول الأديب أو الشاعر دون إلصاق المحلي لها ؟. أن كلمة محلي هذه تجعل هذا الشاعر أو ذاك الأديب يقف حاجزاً جباراً يفصل بينه وبين إخوة له يكتبون بنفس اللغة والحروف والكلمات ثم أن استعمال المصطلح للاستهلاك المحلي يساهم إلى حد كبير في تعزيز عقدة المحلية في نفوس هؤلاء الأدباء والشعراء، ولن أتجنى على احد إذا قلت بأن الشاعر المحلي وهذه المحليات في آداب وأشعار هذه الديار هي من شعوبيات الظروف التي نمر بها،وأرجو أن يفطن لها كتابنا وأدباؤنا في هذه الديار. لقد انبتت هذه الأرض شعراء وأدباء ذاع صيتهم وكانت أعمالهم الأدبية جزءاً غزيراً من أدبنا العربي.( مشاوير السنة الأولى العددان 11و12،نيسان وأيار 1979).
رحم اللـه أبو صدام، والذكر الطيب له، والعزاء لأسرته وأهله وأصدقائه، ولهم الصبر والسلوان.

شاكر فريد حسن

shakerfred

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة