استقلالهم !! ونكبتنا … نظرة متفحصة !!
تاريخ النشر: 22/04/10 | 12:18تيسير سلمان محاميد
الأسس والقواعد التي وضعتها الحركة الصهيونية العالمية قبل أكثر من مائة عام في المهجر كانت كفيلة لنقل حجر الأساس واللبنة الأولى لقيام الدولة اليهودية مع انها كانت تبدو مستحيلة وخيالية في ذاك الوقت , وفي وقت كانت البلاد العربية ومن ضمنها فلسطين تخضع للسيطرة العثمانية ( الخلافة الاسلامية ) أي أن فلسطين ضاعت في ظل خلافة اسلامية ووجود خليفة !!
الأمر الذي يدفعني باستغراب دوماً أن اسأل لماذا يعتقد بعض قيادتنا في الداخل على أن لو وجد الخليفة لتحررت فلسطين ولتحرر المسجد الأقصى !! وهل المسميات والألقاب وحدها تحرر أوطاناً !! منذ متى !! كانت الوكالة الصهيونية وما زالت تنفق الملايين من أجل هجرة اليهود إلى فلسطين وتوطينهم فيها , ومن أجل شراء الأرض تارة واحتلالها تارة أخرى , وشراء السلاح والتكنولوجية المتطورة لضمان تفوق اسرائيل العسكري على اعدائها ومحيطها العربي والاسلامي وحتى المدني !!
في المقابل هناك اليوم وكالات عربية واسلامية كثيرة تدر أيضاً ملايين الدولارات من أجل الأقصى ومن أجل القدس وفلسطين , وعلى مدار عشرات السنين … لكن دون جدوى !!.. وكما ذكرت سابقاً أن القضية ليست قضية وجود الخليفة أو عدم وجوده كذلك والقضية ليست توفر الأموال أو عدم توفرها كما يحاول بعض قياداتنا في الداخل أو بعض الحركات تسويق الموضوع في العالم العربي والاسلامي !!!
ولو نظرنا للموضوع ولو لمرة واحدة نظرة موضوعية وبدون حساسية وأرجو المعذرة مسبقاً !!لوجدنا أن الوكالة الصهيونية كانت وما زالت ملتزمة وصادقة ( من وجهة نظرهم طبعاً !!) تجاه مبادئها وأفكارها , وخططها , وبرامجها , وموحدة تجاه شعبها دون تمييز بين أبيض أو أسود , شرقي أو غربي , متدين أو علماني !! ونجحت في إقامة الدولة على الأرض رغم كل التحديات !! وأكبر دليل وبرهان أن تحولت الأقلية اليهودية إلى أكثرية في فلسطين بوسائل شتى منها الهجرة ومنها التهجير , وتمتلك الأرض والسماء والماء والهواء … ويمتلكون سلاحاً نووياً وينكرون والحقائق على الأرض تتكلم !! أما نحن العرب والمسلمين مع كل أسف فلا نملك شيئاً غير قنابل من أوهام وخرافات , وليس من قلة عدد أو من شح في الأموال !! انما نحن مبدعين في الشعارات الرنانة دون رصيد أو عطاء حقيقي !! كيف لا ونحن أبناء طارق ونمشي على النمارق !! ونحن الذين نترنم على تصريحات الصحاف والحانه المخدرة !! بالله عليكم كيف نريد لأحلامنا أن تحقق ونحن على هذا الحال !! فذاك يريد إزالة اسرائيل ويتقاضى منها معاشاً شهرياً كما أنه رئيس وزراء في دولة عربية !! وذاك يحرض ضد اسرائيل علناً في الداخل والخارج دون أن يمسه أحد بأذى أو ضرر ( يا سبحان الله !!) مع أنه تربى وترعرع في أروقتها وكان لمن يخصه دوراً مهماً في استقلالها وكيانها بكل فخر واعتزاز من وجه نظرهم وما زالوا !! أحياناً تصيبني دهشة ما بعدها من دهشة وذهول !! هل يجب أن تكون لقياداتنا البواسل خاصة !! دوراً أو مساهمة في قيام دولة اسرائيل أو خدمة في أجهزتها الرسمية حتى يصبحوا قيادات !! هل هو شرط أساسي للسيرة الذاتية في مناقصة الخلافة والقيادة !!.
والملفت للنظر أنه مر على قيام دولة اسرائيل اثنتان وستون عاماً والغلبة لهم والقوة لهم ولم يبنوا الهيكل الثالث المزعوم مع ايمانهم به ولم يهدموا الأقصى مع قدرتهم على ذلك !! بل اقاموا دولة وأعادوا شعباً من كل أصقاع الأرض بأشكال مختلفة , وعقليات مختلفة أيضاً وبنوا المؤسسات والجيش والترسانة العسكرية من دون كثرة كلام أو تبجح , كما أنهم لو سمعوا قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ” استعينوا على قضاء حاجاتكم بالسر والكتمان “!! وليس نحن !! وأما نحن يا حسرة علينا نحضر الفرس قبل الفارس , وننتصر في المعارك قبل حدوثها , وندخل الجنة قبل قيام الساعة , وننصب الخليفة قبل الخلافة وهذا بحد ذاته هو النكبة الحقيقية لشعوبنا العربية وبعض حركاتنا من وجهة نظري وليس فقط النكبة التي نعنيها ونعرفها !! فنحن نعوم في بحر من نكبات ونكبات منها فكرية وأخرى اجتماعية ….
رائع، الحق معك .. ويا ريت نصحا عن حالنا شوي لأنو مش بس “منكوبين” .. نميل إلى اللاّ وجود إذا بنظل هيك ! بكفيش تهويد وطمس هويتنا ولغتنا وقوميتنا !!
لازم نتكاتف ونصحا ونبقى إيد وحدة لأنو الوطنية تسري في عروقنا وكلنا بنحاول ندافع عن أرضينا وحقوقنا ببلادنا .
معك حق بكل كلمة قولتها شعبنا شعب نايم لو يبدو من نقطة القول والفعل رح نصير لو الامه الاسلامية تمشي علي دينا كا زمان صار الانتصار !
اخي الكاتب ,اخواتي ,اخواني القراء, النقد بمكانه ولكن دعونا لا نكون كالنعامه ,عندما تشعر بالخطر تدفن راسها بالتراب وتحسب ان لا احد يراها.
دعونا نكون اول من يستيقظ ,ولندع لغه الحوار لغه سهله لينه نتقاسمها بيننا.
ان صحنا كل واحد على انفراد لن يسمعنا احد ,ولكن ان صحنا جميعا صرخه رجل واحد ,سيسمعنا الاطرش,فالحرب اليوم في كفر قرع ,ان نجحنا بالكفاح ستكون صدمه للنكبه القادمه والمخطط لها وستبعد اثارها عنا باذن الله ,ولكن ان نجحت الحرب لا قدر الله ,فستكون نكبه اضافيه وستتلوها اخرى والله اعلم ,وستجرب في بلدان اخرى………
لا تنسى عزيزي الكاتب ان كل اسسهم وقواعدهم سلبوها من المسلمين الحقيقيين والاسلام, حتى المعاش الشهري فكان المحتاج يتلقاه من بيت مال المسلمين والممول من الزكاة التي اصبحنا نتحكم بها كما نشاء ,واما التامين الوطني فيلزمنا.
[…] اقرأ المزيد للكاتب تيسير محاميد:استقلالهم !! ونكبتنا … نظرة متفحصة !! […]