صرصور : رؤيتنا للوحدة بين الأحزاب العربية واقعية جدا إذا توفرت النوايا
تاريخ النشر: 03/12/12 | 5:33في ظل كثرة الجدل حول موضوع الوحدة بين الأحزاب العربية ، وعلى مسافة يومين فقط عن الموعد المحدد رسميا لتقديم القوائم إلى لجنة الانتخابات المركزية ، اعتبر الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، عدم النجاح في تحقيق الوحدة كمطلب شعبي وكقيمة دينية ووطنية وقومية حتى الآن : ” مسألة يمكن تجاوزها إذا صحت النوايا . “، مؤكدا على أنه : ” لا سبب يمكن أن يحول بين الأحزاب والوصول إلى هذه الغاية . ” ..
وقال : ” تبرئة لذمتنا أمام الله ثم أمام التاريخ وأمام جماهيرنا ، رأيت من المناسب عرض رؤيتنا حول الوحدة بين الأحزاب العربية أمام شعبنا حتى يكونوا على وعي كامل بما يدور تمهيدا للانتخابات البرلمانية الوشيكة ، وحتى يتمكنوا من الحكم العادل وهم يُقْدِمون على اتخاذ القرار بشأن الانتخابات . هذه الرؤية التي سأتعرض إلى محاورها الرئيسية دونما إطالة لم تخرج إلى النور من خلال هذا البيان فقط ولأول مرة ، وإنما تحدثت عنها وعرضت تفاصيلها أمام كل المعنيين من الأحزاب وغيرهم خلال الشهور الماضية ، لكن أحدا منهم لم يقم للتعامل معها بالجدية المطلوبة والكفيلة بتحويلها إلى واقع ، لأسباب مهما كانت فستبقى قاصرة أمام المطلب الشعبي الواسع بضرورة العمل على تحقيق الوحدة . ” …
وأضاف : ” من خلال تأملي عبر السنين في ملف الوحدة ، ومن خلال الدراسات التي وضعت والرؤى التي نوقشت ، وصلت إلى قناعة تامة أن الوحدة ممكنة جدا إذا توفرت الإرادة السياسية عند المعنيين في الأحزاب المختلفة . أما نحن في الحركة الإسلامية وفي القائمة الموحدة والعربية للتغيير ، فقد وصلنا إلى رسم صادق لصورة الوحدة بكل واقعية وموضوعية ، وحاولنا تفكيك ما يمكن أن يعتقد البعض انه من المستحيلات السبعة ، أعني الوحدة ، فتبين لنا أن القضية أسهل مما يظن البعض ، والفرصة متاحة جدا على غير ما يعتقد الكثير من الناس .” …
وأشار إلى أن : ” ملف الوحدة مبدئيا يقوم على جانب قيمي – أخلاقي – وطني – قومي ، هو البداية والوسط والنهاية ، وجانب آخر فني تقني . أما الجانب ألقيمي الأخلاقي فلا خلاف عليه ، بدليل أن جميع الأحزاب تنادي بالوحدة وتدعو إليها وتحض عليها ، وهذا بالطبع جميل . المشكلة تبدأ حينما نطالب أنفسنا بتقديم الرؤى الواقعية التنفيذية/التقنية/الفنية لهذه الوحدة ، فنرى الكثير ممن ينادون بالوحدة كقيمة يخافون منها خوف من يساقون إلى الموت وهم ينظرون . لذلك رأيت من المسؤولية التاريخية علي أن أضع جماهيرنا في صورة هذه الرؤية للوحدة للحكم عليها وعلى من يرفضها ومن يقبل بها . ملف الوحدة ببساطة مكون من أربعة مكونات أساسية . المكون الأول ، تقدير قوة كل طرف من أطراف التحالف . الحل – لتقدير قوة الأطراف لسنا بحاجة إلى استطلاعات رأي أو غيرها ، بل نعتبر نتائج انتخابات 2009 هي المعيار : الموحدة – 4 ، الجبهة – 4 ، التجمع – 3 . المكون الثاني ، ترتيب القائمة . الحل – يتم بناء القائمة المشتركة على قاعدة الثلاثيات ، نبدأها برؤساء الأحزاب وهكذا حتى تستوفي كل الأحزاب حقها ، وننصح في هذه الحالة تعزيز القائمة بشخصيات وطنية ذات قامة محترمة بين جماهيرنا . المكون الثالث ، رئاسة القائمة . الحل – إذا لم تتفق الأحزاب على رئاسة القائمة من خلال المفاوضات ، لجأنا إلى القرعة بحيث من تشاء الأقدار أن يكون في رأس القائمة ، كنا من ورائه جميعا ، على أن يتم التناوب على رئاسة القائمة المشتركة بداية كل فترة انتخابية . كما أننا أعلنا في أكثر من مناسبة استعدادنا للتنازل عن رئاسة القائمة ابتداء تسهيلا منا لانجاز المهمة بسهولة . المكون الرابع ، برنامج القائمة المشتركة . الحل – بسبب التباين في بعض الرؤى الحزبية في بعض القضايا بالرغم من أن المشتركات أكثر من أن تحصى ، فلا بأس في أن يكون برنامج القائمة هي مجموع برامج الأحزاب ، خصوصا وان الحديث هنا يدور على وحدة تكاملية لا اندماجية ، والذي يعني الحق الكامل لكل طرف بالاحتفاظ ببرنامجه الخاص ، على أن تلتقي القائمة على المشتركات في هذه البرامج . ” ..
وأكد الشيخ صرصور على أن : ” رفض هذا الطرح بشكل مباشر أو غير مباشر ، أو محاولة الالتفاف عليه مهما كانت الأسباب ، ليس لها ما يبررها ، إلا إذا كانت الاعتبارات الحزبية أو الشخصية الخاصة مقدمة على الاعتبارات الوطنية والقومية الكبرى لجماهيرنا . كل المبررات على نحو أن وحدة من هذا النوع لن ترفع نسبة التصويت .. الخ .. ، أو أن وحدة القوى الوطنية والإسلامية قد لا تعجب المصوتين من الإخوة المسيحيين ، فهذا اتهام لإخوتنا المسيحيين لا ينبغي أبدا ، وأنا الذي اعرف جيدا مدى اعتزاز مسيحيي المشرق بالحضارة الإسلامية والعربية على اعتبارها الحضارة المشتركة لنا جميعا ، كما أنها تهمة تستحق من إخوتنا المسيحيين الخروج ضدها وضد من يروجها بقوة ، أو أن وحدة من هذا النوع قد تؤدي إلى هروب الأصوات اليهودية المناصرة لحزب هنا أو هنالك ، فهي دعوى لا يمكن أن تصمد أمام المطلب القومي الأصيل ، أو أن هنالك خطوطا حمراء لبعض على البعض ، الأمر الذي لا يمكن أن يوصف إلا بأنه شطط لا ينبغي لعاقل أو حريص على وحدة جماهيرنا أن يردده . ” ..
وخلص إلى أنه : ” لم يعد بعد الآن من عذر لكل من لا يتعاون في سبيل تحقيق الوحدة حسبما فصلت سابقا ، وعلى الجماهير أن يكون لها قولها الحاسم في هذا الصدد . “….