اسرار تفاصيل الهجوم على مطار دمشق الدولي
تاريخ النشر: 03/12/12 | 21:56لليوم الثالث على التوالي لا تزال المعارك محتدمة بعنف في محيط مطار دمشق الدولي ، وعلى امتداد الطريق السريع المؤدي إليه من العاصمة السورية. إلا أن الجيش السوري، وطبقا لآخر المعلومات الشحيحة الواردة من دمشق ، بسبب استمرار انقطاع الاتصالات مع سوريا لليوم الثالث ، استطاع إبعاد المسلحين عن طريق المطار في الجهة الغربية منه، حيث تمكن من السيطرة بشكل شبه كامل على منطقة”الغزلانية” و”قرحتا” و”مدينة المعارض” و”ببيلا” و “عقربا”.
كما وجرى إبعادهم من المناطق الواقعة في الجهة الشرقية من المطار، إلا أن الآلاف منهم لا يزالون يسيطيرون على التجمعات السكانية الواقعة في منطقة”دير العصافير” و”شبعا” وأطراف “الدلبة” و”سقا” من الجهة الشمالية، والأطراف الشرقية من “حران العواميد”.
على هذا الصعيد، كشف مصدر بريطاني واسع الاطلاع ومتابع يومي لتطورات الوضع الميداني في سوريا أن المسلحين كانوا يجهزون لهجوم شامل على أربع مناطق استراتيجية في محيط دمشق صباح اليوم السبت، إلا أن معلومات استخبارية روسية أحبطت الهجوم، حيث نصحت الاستخبارات الروسية المسؤولين العسكريين السوريين بشن هجوم استباقي قبل ثلاثة أيام من حصوله ، وبالتالي إحباط تحشد قوات المسلحين على نحو كامل يمكنهم من تنفيذ خطتهم.
وطبقا للمصدر، فإن النظام عمد إلى قطع شبكة الاتصالات الهاتفية والإنترنيتية مع العالم بشكل كامل للمرة الأولى منذ بداية الأزمة السورية. وهذا ما كان بمثابة لطمة قوية على الرأس بالنسبة للمسلحين ومشغليهم، الذين فوجئوا بهذا الإجراء غير المتوقع.
لكن المصدر استدرك بالقول” إن المسلحين يعتمدون في اتصالاتهم على أنظمة اتصالات فضائية عسكرية وضعتها بتصرفهم خمس دول غربية كبرى هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. لكن قطع الاتصالات أفاد النظام في أنه عزل سوريا عن العالم وحرم وسائل الإعلام من معرفة حقيقة ما يجري ومن التشويش على عملياته العسكرية واستخدام فائض كبير من العنف غير المسبوق في التعاطي مع تجمعات المسلحين، بما في ذلك استخدام القاذفات الثقيلة للمرة الأولى مثل ميغ 29″.
وقال المصدر إن خطة المسلحين، التي وضعت في تركيا بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية التي تدير العمليات من ثلاث غرف واحدة في تركيا وأخرى في بلدة فقرا بجبل لبنان والثالثة على الحدود السورية ـ الأردنية ، قضت بحشد ما بين أربعين إلى خمسين ألف مقاتل للسيطرة على أربع مناطق استراتيجية في محيط دمشق القريب والأقرب ، يخصص لكل منها حوالي عشرة آلاف مقاتل، وهي مطار دمشق الدولي، مطار المزة العسكري ومحيطه ، مطار السيدة زينب العسكري (قاعدة قبر الست) الذي يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة كونه يضم سربا كبيرا من الحوامات القاذفة ومهبطا يبلغ طوله أكثر من 3 كم، وهو ما يمكنه من استقبال الطائرات المدنية والطائرات القتالية النفاثة عند الضرورة ، رغم أنه غير مجهز بتجهيزات ملاحية للطائرات النفاثة. لكن الهجوم الاستباقي للسلطة ، بنصيحة الروس، أحبط الخطة .
فقد تمكن النظام من حشد قوات كبيرة ونوعية والمبادرة إلى ضرب تجمعات المسلحين وخطوط امدادها قبل تمركزها، والتي كانت قادمة من جميع المحافظات ، بما في ذلك دير الزور نفسها، ودرعا والمناطق الوسطى. وأشار المصدر إلى أن فشل المسلحين في استمالة مدينة جرمانا، التي لا تزال شوكة في حلوق المسلحين لكونها توفر حاجزا جغرافيا وديمغرافيا كبيرا بينهم وبين مدخل دمشق الشرقي ، ولكونها تحرمهم من تأمين التواصل فيما بين قواتهم في الغوطة الشرقية، ساهم بشكل كبير في إحباط خطتهم. ولهذا عمد المسلحون إلى معاقبة أهلها بسيارتين مفخختين يوم الأربعاء الماضي أسفرتا عن استشهاد حوالي خمسين مدنيا من الأبرياء جميعهم من أبناء الطائفة “الدرزية” والمسيحية.
وهو الهجوم “العقابي” الرابع من نوعه بسبب رفضهم السماح للمسلحين بالعبور من منطقتهم.
وهذا ما قصدته صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية يوم أمس حين أشارت في تقرير خاص لها بعنوان”المتمردون يعدون لمعركة دمشق” إلى أن فشل المفاوضات بين عصابات “الجيش الحر” ومشايخ المنطقة من أجل ذلك ، جعل المسلحين الأصوليين المقربين من “القاعدة” يعاقبونهم بالسيارات المفخخة ويقتلون نحو خمسين مدنيا منهم ، فضلا عن إصابة أكثر من سبعين بجروح.
في غضون ذلك، وعلى الصعيد نفسه، أفادت المعلومات الواردة من بلدة “داريا” ، التي كان من المفترض أن تكون قاعدة انطلاق للسيطرة على مطار المزة وفق الخطة، بأن القتال لا يزال مستمرا فيها، لكن الجيش أحرز تقدما كبيرا فيها.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن ما لا يقل عن مئتي مسلح قتلوا في البلدة فضلا عما يوازي هذا العدد من الجرحى. كما وسقط عدد من الأبرياء المدنيين ممن تبقوا فيها ، علما بأن معظم أهالي البلدة كانوا نزحوا عنها إلى دمشق ومناطق أخرى مجاورة .
أما في ساحة المعارك الأخرى على طريق المطار وفي الغوطة الشرقية ، فأفادت مصادر المسلحين ( لاسيما غرفهم العسكرية المغلقة التي تتنصت “الحقيقة” على بعضها) بأن حصيلة القتلى والجرحى في صفوفهم تقدر بحوالي 500 مسلح ، تأكد سقوط 40 منهم في دير العصافير، وحوالي ثلاثين في محيط حران العواميد، وأكثر من ستين في “شبعا” وقرابة مئة في المناطق الواقعة غربي طريق المطار قبل السيطرة عليه من قبل الجيش مساء أمس.
وعلى صعيد المناطق الأخرى، أكدت المعلومات الواردة من دير الزور، أن الجيش استعاد صباح اليوم السيطرة على “حقل عمر” النفطي شمال شرق المدينة، بعد أن كان سيطر عليه المسلحون يوم أمس.
وأفيد بأن عشرات الدبابات والمدرعات أصبحت تحيط بحقل النفط من جميع الجهات وتوئمن الحماية له.
وكانت قد نشرت وكالات مقربة ومؤيدة للنظام السوري التقرير التالي توضيحاً لما حدث في مطار دمشق ومحاولة السيطرة عليه من قبل الجيش السوري الحر بحسب وجهة نظر النظام :
اعتمدت خطة المسلحين، التي وضعت في تركيا بالتعاون مع وكالة المخابرات المركزية التي تدير العمليات من ثلاث غرف واحدة في تركيا وأخرى في بلدة فقرا بجبل لبنان والثالثة على الحدود السورية ـ الأردنية ، قضت بحشد ما بين أربعين إلى خمسين ألف مقاتل للسيطرة على أربع مناطق استراتيجية في محيط دمشق القريب والأقرب ، يخصص لكل منها حوالي عشرة آلاف مقاتل، وهي مطار دمشق الدولي، مطار المزة العسكري ومحيطه ، مطار السيدة زينب العسكري (قاعدة قبر الست) الذي يتمتع بأهمية استراتيجية كبيرة كونه يضم سربا كبيرا من الحوامات القاذفة ومهبطا يبلغ طوله أكثر من 3 كم، وهو ما يمكنه من استقبال الطائرات المدنية والطائرات القتالية النفاثة عند الضرورة ، رغم أنه غير مجهز بتجهيزات ملاحية للطائرات النفاثة. لكن الهجوم الاستباقي للجيش السوري، أحبط الخطة .
حيث تم حشد قوات كبيرة ونوعية والمبادرة إلى ضرب تجمعات المسلحين وخطوط امدادها قبل تمركزها، والتي كانت قادمة من جميع المحافظات.
في غضون ذلك، وعلى الصعيد نفسه، أفادت المعلومات الواردة من بلدة “داريا” ، التي كان من المفترض أن تكون قاعدة انطلاق للسيطرة على مطار المزة وفق الخطة، بأن القتال لا يزال مستمرا فيها، لكن الجيش أحرز تقدما كبيرا فيها. وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن ما لا يقل عن مئتي مسلح قتلوا في البلدة فضلا عما يوازي هذا العدد من الجرحى, ومن المتوقع اعلان داريا مدينة أمنة خلال الأيام القليلة القادمة.
وأفادت المعلومات عن وجود عدة مئات القتلى في صفوف “الإرهابيين” تجاوز الألفين إضافة الى أعداد كبيرة أعلنت استسلامها وتحديداً على محور حجيرة بيت سحم والغسولة وكذلك محور حرستا دوما والشيفونية حيث صد الجيش كل الهجمات الإرهابية التي انطلقت قبل ظهر الخميس مع محاولات المجموعات المسلحة قطع طريق مطار دمشق الدولي ومحاولتها الاقتراب من المطار بهدف السيطرة عليه، في حين كانت مجموعات أخرى تستعد للهجوم على دمشق في محاولة جديدة تكللت بالفشل كسابقاتها مع الطوق الذي يفرضه الجيش لحماية سكان دمشق.
يعتبر “تطهير” الغوطة الشرقية و سيطرة الجيش بالكامل عليها اضافة الى عملياته المكثفة لتطهير الغوطة الغربية و ريف دمشق بالكامل بمثابة اعلان نهاية حلم ميليشيا الحر و الدول الداعمة له بإسقاط النظام كما يعتبر انهيارا شاملا ل”ميليشيا الحر” سيمتد بشكل سريع الى باقي المحافظات التي تشهد مواجهات عسكرية و خصوصا حلب.
كما كانت من أولى نتائج هذه الهزيمة الاستراتيجية المنكرة لميليشيا الحر, إعلان الإئتلاف السوري المعارض تأجيله اعلان حكومة منفى.. كما ينتظر ان يكون لهذه الهزيمة تداعيات عسكرية وسياسية كبيرة لاحقة.