بحيرة أبانت .. جنّة تخفيها الأرض
تاريخ النشر: 23/03/15 | 14:11من المكارم أن تشعر برغبة جامحة بأن يشاركك العالم لحظة سعيدة عشتها، ومن البخل أن تبخل على الناس بشعورك ومشاهداتك، ومع أن الرواي ليس كالمشاهد، إلا أني رغبت بتعريف السادة القراء على هذا الموقع الطبيعي الساحر في جغرافيا الكون المخفية.
رحلتنا تقودنا إلى تركيا، ومن عاصمة التاريخ والجمال إسطنبول، نتوجه صوب العاصمة السياسية أنقرة، وما بين هذه وتلك، تنبلج إشراقات الطبيعة وسحر الروعة والنداءات الداخلية لك بدخول عالم لم تعهده من العيش في رحاب الطبيعة وخمائلها الآسرة، فأنت في رحاب مدينة بولو التركية واحدة من أجمل المدن والولايات التركية وأغناها إرثاً طبيعياً.
لنبدأ معكم رحلتنا المعرفية، وبدايتنا بالموقع الجغرافي لهذه المدينة الحاضنة، حيث تبعد مدينة بولو عن اسطنبول 262 كم، وعن أنقرة 191 كم، وتقع على مفترق طرق بين أنقرة واسطنبول، وتبتعد بحيرة أبانت عن مدينة بولو 30 كم، ولكنها تقع داخل حدود تلك المدينة المفعمة بالروعة والجاذبية، وهي تحتوي على عناصر أخاذة من جمال الطبيعة الساحر.
بحيرة أبانت لا يمكن للكلمات وصفها، ولا للأفلام أن تؤرشف لحظة العيش فيها، فهي بحيرة كبيرة ممتدة ساحرة، هادئة مفعمة بالصمت المخيف، ووادعة ولكن بريق الشمس فوق صفحة الماء فيها يعني لك ميلاداً جديداً.
وهنا، لا تستغرب عندما تطأ قدماك هذه البقعة الجغرافية الرائعة من قدوم مواكب الناس ليعيشوا لحظات هانئة في أحضان الطبيعة، أو أولئك الذين يعشقون أنشطة التخييم في الهواء الطلق، أو العائلات التي وفدت من أصقاع تركيا برمتها لتشعر بالرهبة التي يضفيها هذا المكان التاريخي على الحاضرين والزوار، فالهواء الذي تبثه غاباتها ونسيم بحيرتها الساحر يأخذك إلى عالم من السحر والروعة لم تعهده سابقاً.
هنا في هذه البقاع يكتمل مشهد الجمال فعلاً، ففي أطراف بحيرة أبانت غطاء من الأشجار والغابات الخضراء، وهوائها عليل، فحيثما أدرت بصرك، وجدت الجمال والبساط الأخضر يغطي مساحات الطبيعة من حولك، إضافة إلى تغريد الطيور التي استوطنت الغابات لتشاركك هذه اللحظات من المتعة والهناء.
المستشار د. نزار نبيل الحرباوي