مونديال “كعبة المضيوم”
تاريخ النشر: 25/03/15 | 0:27قبل نحو 4 سنوات تحدت قطر والعرب العالم أجمع وفازت العرب ودولة قطر بحق تنظيم «مونديال 2022», وبعد هذا الفوز قال صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وحينها كان وليا للعهد. قالت عبارته الشهيرة «قطر دولة صغيرة، لكنها جزء من أمة عربية عظيمة».
وتكررت العبارة، على لسان صاحب السمو بصيغ مختلفة في مرات عديدة تالية، وكلها تصب في أن «المونديال عربي» لان قطر عاصمة الرياضة العربية.. ومشرفة العرب في تنظيم البطولات, وفرق العالم ومنتخباتها أصبحت تجد في الدوحة الجو الأمثل للمعسكرات والمباريات الدولية.
تجد في قطر التنظيم الرائع, وحسن الاستقبال, وكل ما يساعدك على الابداع, حقاً إنها قطر وليست غيرها.
منذ أيام جاء إعلان اللجنة التنفيذية بالاتحاد الدولي لكرة القدم عن حسم الجدل الذي ثار لفترة ليست بالقصيرة بشأن توقيت إقامة المونديال. ورغم أن دولة قطر أكدت استعدادها وجاهزيتها لاستضافة الحدث العالمي الكبير في أي وقت، وفق الملف الذي تقدمت به لنيل هذا الشرف العظيم لأمتها، فإن الفرحة أصبحت فرحتين، بإقامة المباراة النهائية للبطولة في 18 ديسمبر، والذي يوافق اليوم الوطني.
الصدفة وحدها تحمل العديد من الدلالات المهمة، فالحلم العربي بإقامة أول مونديال على أرضهم، سيوافق في يوم عرسه الختامي اليوم الوطني للدولة، التي تتشرف بالانتماء لمحيطها، وتعتبر أن كل الدول العربية هي عمق لها، وأن أمنها من أمن قطر.
إن ما حدث في زيورخ من ايام هو حصاد لتخطيط طويل سياسي واقتصادي أشرفت عليه القيادة القطرية، يتبعه استراتيجية محكمة لتنفيذ منشآت عملاقة لتكون «قطر2022» هي عروس البطولات العالمية على الإطلاق.
سيدرك كل حضور المونديال أن قطر لم تعد فقط «كعبة المضيوم». سيعرفون أن المعجزة القطرية غيرت المفهوم الشائع عن دول النفط: «بئر بترول» فقط لا غير، سيلمسون أن قطر بلد عصري منفتح لكنه معتز بخصوصيته وتراثه، وأن معالمه لم تعد مصافي استخراج الذهب الأسود من باطن الأرض، أو حقول غاز في أعماق المياه، بل هناك صروح ثقافية وتراثية وتعليمية وطبية ورياضية باهرة، فضلا عن مؤتمرات وندوات وورش عمل على كل شكل ولون، تضم مثقفي ومبدعي العالم باختلاف مشاربهم وخلفياتهم.
قطر بنجاحها في الفوز بهذا الشرف الكبير، وتفوق ملفها أمام ملفات دول تمثل أباطرة العالم في السياسة والتكنولوجيا والاقتصاد، أثبتت أن العرب قادرون على مناطحة الكبار، والتفوق عليهم.
واجب على كل الدول العربية التي أسهمت بكل قوة في دعم الملف القطري باعتباره ملف العرب جميعهم، أن تبدأ من الآن وتسهم مع شقيقتها في إنجاح الحدث العالمي المنتظر.
سنظل نجد في قطر كل ما هو مبدع.. فقط لأنها قطر..