حالة زركشة:دولة فلسطين وهيئة الامم المتحده!!
تاريخ النشر: 06/12/12 | 3:56فرح الفلسطينيون بدولة غير عضو كامل في الامم المتحده بعد عقود طويله من التيه والضياع الوطني وبعد عشرون عاما على اتفاقية اوسلو اللتي قسمَّت المقسم و فتت المفتت من ما تبقى من اراضي فلسطينيه لابل ان اوسلو ادت الى تفتيت وحدة الشعب الفلسطيني في إطار الصراع الفصائلي الذي ما زال دائرا بين حركتي فتح وحماس على سلطة اوسلو وهو الصراع اللذي وصل ذروته عام 2007 وانشطار سلطة غزه عن سلطة رام الله لتصبح السلطه الفلسطينيه عمليا وموضوعيا سلطتين تحكم كل منهم منطقه فلسطينيه يعيش فيها جزء من الشعب الفلسطيني سواء في الضفه الفلسطينيه او قطاع غزه وبالتالي ماهو موجود اليوم من واقع فلسطيني مُر هو نتيجه مباشره لاتفاقية اوسلو وما انتجته من نتائج كارثيه على القضيه الفلسطينيه التي صارت اسيرة الصراع الفصائلي والمصالحي على سلطة اوسلو الفاشله منذ نشأتها وحتى يومنا هذا وحتى لايظن احدا ان السلطه تعني فقط جمهورية حركة “فتح” في رام الله نقول ان السلطه تعني ايضا إمارة حركة “حماس” في غزه,. بمعنى بسيط ومبسط :السلطه الفلسطينيه المنبثقه من اوسلو يتقاسمها كل من حركتي فتح وحماس بغض النظر عن الجعجعات الاعلاميه والسياسيه حول اختلاف برامج هاتين الحركتين…الذي يرفض اتفاقية اوسلو يجب ان يرفضها بالكامل ولا يجوز ان يصبح جزء منها او من إفرازاتها السياسيه وعليه ترتب القول ان حركة حماس جزء لا يتجزأ من سلطة اوسلو ولا يمكنها المزاوده على حركة فتح في هذا المجال.. التفريط في النهايه هو تفريط مهما حاولنا زركشة الحاله وتغيير شكلها وفحواها وسواء دعم خالد مشعل محمود عباس في خطوة توجهه لهيئة الامم ام لم يدعم فهذا لن يُغير مسار الامور ومحصلتها النهائيه!!
من هنا ومن حيث المبدأ نعتقد ان الشعب الفلسطيني سيرقص فرحا بقيام دولته الفلسطينيه بعد طيل عذاب وانتظار,لكن الواقع الموجود على الارض الفلسطينيه ينفي امكانية قيام هذه الدوله حتى في المناطق المحتله عام 1967 التي تضاعف فيها عدد المستوطنين والمستوطنات الاسرائيليه منذ اتفاق اوسلو عام 1993 وحتى يومنا هذا2012 اضعاف الاضعاف مما كان عليه حال القدس والضفه عام 1993 ناهيك عن ان الاحتلال الاسرائيلي الاستيطاني والعسكري يواصل سيطرته وتوسعه الاستيطاني بشكل مكثف في ما يسمى بمناطق نفوذ السلطه الفلسطينيه التي عجزت بالكامل على مدى عقدين من الزمن من فعل اي شئ سوى توفير الراتب لموظفيها ومنتسبيها من قوات امن وشرطه وغيرهما وهذا الامر ينطبق على جناحي السلطه الاوسلويه سواء في رام الله او غزه مع تأكيدنا على عزل حالات او اشكال المقاومه الفلسطينيه لانها حاله فلسطينيه عامه وليست مقترنه فقط بحركتي فتح وحماس!!
هنالك فرق شاسع بين قرار تقسيم فلسطين يوم 29 نوفمبرعام 1947 وقرار قبول فلسطين في نفس التاريخ عام 2012 كدوله غير عضو في هيئة الامم والفرق هنا لا ينحصر فقط في تعريف الدوله الفلسطينيه جغرافيا وديموغرافيا وسياسيا لابل الفرق يكمن في ان جغرافيا التقسيم كلها اليوم واقعه تحت الاحتلال الاسرائيلي مع الاخذ بالحسبان ان ثلثي الشعب الفلسطيني لاجئون ومشردون وان الاراضي المحتله عام 1967 لم تكن محتله اصلا عام 1947…قطاع غزه كان خاضع للإداره المصريه والضفه كانت خاضعه للإداره الاردنيه.. وعليه ترتب القول ان قرار التقسيم الذي رفضه الفلسطينيون والعرب عام 1947 منح الفلسطينيون مناطق كثيره داخل كيان الدوله الاسرائيليه التي لم تكتفي بإبتلاع هذه المناطق لابل احتلت عام 1967 مناطق قطاع غزه والضفه وشرقي القدس[طبعا بالاضافه الى احتلال سيناء والجولان] واستمرت في التوسع وفرض الوقائع من خلال الاستيطان والجدار العازل حتى وصلنا لواقع عام 2012 وهو تحويل الضفه والقدس الى كانتونات جغرافيه وديموغرافيه مأهوله بالفلسطينيين ومحاصره بالمستوطنات وقوات الاحتلال الاسرائيلي من جهه وتحويل قطاع غزه الى سجن كبير محاصر من جهه ثانيه وبالتالي الواقع المفروض والحاصل لعام 2012 يقود ببساطه الى طرح سؤال افتراضي وهو: اين ستقوم الدوله الفلسطينيه وكيف ستتواصل جغرافيا في حين ان غزه منقطعه منذ عقد من الزمن عن الضفه جغرافيا وسياسيا وفي حين يبدو فيه وا قع الضفه والقدس اسوأ من سئ حيث غرقت المناطق الفلسطينيه في بحر من المستوطنات والمستوطنين..القدس مثال صارخ على هذا الواقع المر…ان نفرح على الورق بالدوله الفلسطينيه شئ والواقع على الارض شئ اخر وهذا الامر ذكرني بقصة الفلاح الفلسطيني وإبنه العائد من الدراسه في الغرب للتو [كما عاد عباس بعد قرار عضوية الدوله] , حيث سأل الفلاح ابنه: ماذا درست في الجامعه..شئ بيطعم خبز ؟ فاجابه الابن : درست فلسفه؟.فقال الاب شو يعني فلسفه؟..فقال الابن: الان نحن جالسون على مأدبة الطعام وهذه الدجاجه الواحده اللتي تراها انت على الصحن انا اراها اربعة دجاجات؟..فأجابه الاب ببساطه..جيد انا سأكل هذه الدجاجه التي على الصحن وانت كُل الثلاثه الباقيات؟ ونخشى ما نخشاه ان تكون فلسفة الدوله الفلسطينيه مشابهه لهذه القصه : اسرائيل تحتل فلسطين وتحظى بعضويه كامله في هيئة الامم المتحده وفلسطين تحظى بقبول عضوية دوله منقوصه في هيئة الامم على الورق فقط وليست دوله على الارض سواء على حدود 67 او مساحة علبة سردين…. زركشة الحاله ومحاولة تكحيلها لا تلغي وجودها ولا تخفي عوراتها!!
مفارقات الوضع الفلسطيني وخاصة الفكر الفصائلي كثيره, لكن دعم حركةحماس لتوجهات محمود عباس[دوله فلسطينيه على حدود67 ] يثيرشكوك كبيره حول مصداقية اقوال هذه الحركه ب تمسكها بفلسطين التاريخية، وبحق عودة اللاجئين، وبعدم الاعتراف بوجود اسرائيل ناهيك عن ان سلطة حماس في غزه منبثقه من انتخابات اتفاقية اوسلو.. يبدو ان هنالك توجه إقليمي جديد وهو مرتبط بالاصل بالنظام الجديد الذي يحكم مصر ويحرص على الحفاظ على معاهدة كامب ديفيد وهو النظام المرتبط فكريا وعقائديا بحركة حماس اللتي تحكم غزه كسلطه فلسطينيه مثلها مثل سلطة رام الله؟….الشعارات شئ والواقع شئ اخر والسؤال المطروح هو حول كيفية وقف زحف الاستيطان الاسرائيلي[اخر حدث الموافقة على إنشاء 3000 وحدة استيطانية في الضفه] على اراضي دولة ابوما زن المرجوه وماذا يملك الفلسطينيون الاوسلويون من خيارات سوى النداءات والاستغاثه بما يسمى بالمجتمع الدولي؟!.. المجتمع الدولي هو في الحقيقه تحت سلطة قرار امريكا وامريكا هذه هي حليفة وداعمة الدوله الاستيطانيه الاسرائيليه ولذلك لن يلزم مجلس الامن اسرائيل باي شئ لان الفيتو الامريكي جاهزا لاجهاظ اي قرار يستهدف اسرائيل او يحاول اجبارها الانسحاب من الاراضي المحتله عام 1967 وبالمناسبه وحتى لا ننسى امريكا هي التي حوَّلت تسمية الاراضي المحتله الى اراضي “متنا زع عليها” بين طرفين وهما الاسرائيلي والفلسطيني ؟!
امريكا والغرب الامبريالي يعترفان ضمنيا وعمليا بكون القدس عاصمه ابديه لاسرائيل والجاري اليوم في القدس او بالاحرى اللذي جرى في القدس هو تهويد واحتلال شبه كامل زاحف الان نحو باحات وساحات المسجد الاقصى…نعم هذا هو الواقع وليس زركشه وتضليل..المسجد الاقصى وبعض المقدسات الاسلاميه والمسيحيه هي اخر القلاع الباقيه في القدس والسؤال اين ستكون عاصمة الدوله الفلسطينيه: في ابوديس ام رام الله.. ام اين؟..الوضع هنا لا يحتاج الى زركشه وهو بان الطوق الاستيطاني يضيق يوميا حول رقاب المقدسيين الفلسطينيون الذين يعيشون في فقر مدقع ولا يجدون الدعم العربي والاسلامي اللازم في حين ان المؤسسات الصهيونيه ومن بينها الامريكيه تقدم مليارات الدولارات لمشاريع الاستيطان وتهويد القدس. بالذات القدس..!.سخرية التاريخ هي ان بعض الدول الغربيه كالمانيا مثلا تدعم اسرائيل بالمال والسلاح والغواصات الحربيه وترسل احيانا ” كيس طحين” للفلسطينيين..امريكا تدعم السلطه الفلسطينيه ماليا وفي المقابل تدعم الاحتلال الاسرائيلي بالمال والسلاح…امريكا حليفة الملوك العرب والانظمه العربيه الجديده هي اكبر ممول لتهويد فلسطين.. كل فلسطين.. هل قاطع امريكا نظام عربي واحد بسبب عداءها للقضيه الفلسطينيه ودعمها اسرائيل؟؟..لا.. طبعا…هل سحب عرب الرده ما يسمى بمبادرة السلام العربيه احتجاجا على تهويد فلسطين والقدس بالذات؟… طبعا.. لا..جعجعة سلام بلا طحين وكذب عربي ودولي متواصل منذ عقود.. منذ عقود يقوم الغرب وعرب الرده بالتغطيه على الاستيطان الاسرائيلي والتهويد الاجرامي الجاري في فلسطين..يدينون الاستيطان والتهويد في الاعلام ويدعمونه على الارض بالمال والعتاد.. بعض وسائل الاعلام الرسميه الغربيه وعلى راسها الامريكيه و الاعلام الالماني الرسمي معاديه للقضيه الفلسطينيه الى حد تبرير قتل اطفال غزه, ولم نسمع من اي دوله عربيه حتى يومنا هذا نقد او تهديد بالمصالح لهذه الدول العدوه للشعب الفلسطيني والعربي!….هذه الدول صوتت ضد دوله كارتونيه فلسطينيه لانها لا تحترم العرب ولا تحسب لهم حسابا بالرغم من حاجتها للنفط العربي وارتباطاتها التجاريه الكبيره مع الدول العربيه…هل قاطع العرب السيارات الالمانيه والمنتوجات الالمانيه يوم من الايام احتجاجا على عداء المانيا للقضيه الفلسطينيه؟..هل قاطع العرب المنتوجات والصناعات الامريكيه والبريطانيه احتجاجا على سياسة هذه الدول؟؟…لا…!!
الامم المتحده.. هذه المؤسسه الامبرياليه لن تفيد فلسطين لان من هم داخل هذه المؤسسه يتحكمون بكل شئ من خلال مجلس الامن والفيتو وهُم الضامن الاول لاستمرار الاحتلال والتهويد في فلسطين..شرعيه دوليه ام شرعيه امبرياليه؟…الحقيقه انه لايوجد شئ اسمه شرعيه دوليه لان هذه الشرعيه شرعيه امبرياليه قامت بتقسيم فلسطين عام 1947 وشردت الشعب الفلسطيني حتى يومنا هذا ولم تلزم اسرائيل باي شئ ولا بتنفيذ قرار واحد بما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني.. المفارقه هنا: ان هيئة الامم المتحده ادانت اسرائيل مره واحده ووصمتها بالعنصريه عام 1976 ومن ثم سحبت القرار في بداية التسعينات من القرن الماضي وبَّرأت اسرائيل من “العنصريه” بضغط من امريكا!؟؟…. وجود الدول العربيه ودول اخرى في هيئة الامم هو مجرد ديكور وزركشه لهيئه امبرياليه بعيده كل البعد عن العداله الانسانيه ومسلكية هذه الهيئه نحو شعب فلسطين تجعلها مجرمة حرب ومجرمه تاريخيه تستحق المحاكمه امام محكمة الجنايات الدوليه!..كيف لا وهذه الهيئه الامبرياليه قد ساهمت في عمليه طرد الشعب الفلسطيني من بلاده وشاركت عمليا وموضوعيا في التطهير العرقي الذي جرى ويجري اليوم في فلسطين..هذه الهيئه الامبرياليه المتحده والتي تتحكم بالعالم من خلال مجلس الامن والفيتو حاله اجراميه مزركشه باكذوبة القانون والعداله وهي كمن يقتل القتيل ويشارك في جنازته..يسلبون الوطن الفلسطيني ويمنحوه لمن لا يستحقه من صهاينه مستعمرون وفي نهاية المطاف يريدون منح الشعب الفلسطيني بعض من الفتات الجغرافي في وطنه فلسطين حتى يقيم عليه دوله كارتونيه…كفانا ويكفينا كذب وسلب حقوق واستيطان وضحك على ذقوننا وتحايل على تاريخنا وحقوقنا بالقاب وقرارات تافهه لا تستحق شئ…نعم بالطبع للإنجازات الوطنيه الفلسطينيه والشعب الفلسطيني يستحق دوله على وطنه فلسطين وليس دوله “عباسيه ” كاريكاتوريه مزركشه بإكذوبة الشرعيه الدوليه.. هذه الشرعيه الامبرياليه تشرعن منذ امد وجود الاحتلال الاسرائيلي وتشرعن قتل اطفال غزه وهدم بيوت الفلسطينيون على رؤوسهم باسلحه امريكيه فتاكه تمنحها امريكا مجانا لقوات الاحتلال الاسرائيلي.. من يقتل من؟..من هو اللذي يرفض السلام؟ ويجرب اعتى انواع السلاح على اجساد اطفال ونساء الشعب الفلسطيني؟…لم تصدر ولو ادانه واحده من هيئة الامم الامبرياليه لقصف الطائرات الاسرائيليه المتعمد للبيوت الفلسطينيه المدنيه وبالرغم من هذا تريد الفرق الضاله اقناعنا بقرارات هيئة امم اجرمت بحق الشعب الفلسطيني على مدى اكثر من ستة عقود من الزمن من التشريد واللجوء والمجازر المروعه اللتي ارتكبت بحق هذا الشعب ولم تستطع هذه الهيئه إدانة او محاكمة مرتكبي هذه المجازر حتى يومنا هذا… زركشة وتكحيل منظمة الامم المتحده بالشرعيه والعداله امر غير صحيح وغير ممكن في ظل وجود الملايين من اللاجئين الفلسطينيين ضحايا الاحتلال الاسرائيل وضحايا جريمة التقسيم التي ارتكبتهاهيئة الامم الامبرياليه بقيادة امريكا والغرب الامبريالي…هذه المنظمه لا شرعيه ولا تعرف معنى العداله وهي عباره عن اداه في يد الدول الامبرياليه ووجود دول اعضاء اخرى سواء دول عربيه او اخرى في هذه المنظمه ماهو الا زركشه “عالميه” لوجه بشع اسمه هيئة الامم…نحن نتحدث هنا عن القضيه الفلسطينيه وعن حالة زركشه متواصله منذ عقود…!
لا احد من الفلسطينيون يعارض قيام دوله فلسطينيه, لكن لا يجب بيع الشعب الفلسطيني اوهام ومنح الاحتلال الاسرائيلي مزيد من الوقت لتنفيذ مشاريعه الاستيطانيه وهذا ما جرى منذ حوالى 20 عاما من اتفاقية اوسلو الفاشله ومنذ وجود سلطة اوسلو العاجزه والفاسده…الشعب الفلسطيني لايجب باي حال من الاحوال الاركان على اكذوبة الشرعيه الدوليه والدول الوهميه والحق المسلوب لا يعود من خلال التوسل والتسول السياسي لابل يعود بسواعد الشعوب المناضله التي قهرت الاحتلال والاستكبار اكثر من مره في التاريخ المعاصر والغابر ايضا..الشعب الفلسطيني شعب عريق و مناضل, لكن قياداته الفصائليه تخذله مرة تلوى الاخرى منذ زمن…لا تصدقوا اكذوبة الدوله والشرعيه الدوليه..وما ضاع حق ووراءه مطالب..طال الزمن ام قصر..!!