بَكَى القَمَر
تاريخ النشر: 25/03/15 | 9:40خلفَ قضبان الغيوم،
كانَ يبكي واجما ًوجهُ القمَر.
كانَ أسيرا ًتحت حكم الشمس،
والسَغبُ سُقام.
كلّما وافاهُ نجمٌ شاكيا مغصَ الطوَى،
مَرآهُ يحكي آفةَ السجنِ الوِخام.
شوقه للأرض داءٌ ولَظَى.
والّلصُ يَترفُ بالنشيد والهيام.
انقَصَفَ الجوُّ تَمَرّد ريحهُ
والأرض تحته تتوسّد بالظلام.
الخلق يزهو في ظلام نازحٍ،
في ظلِ خير يستعدّ للقدوم.
همَّ يحفر ُفي جدار السجن،
ثغرةَ نافذة،
منها ينالُ وجبة التّرويح.
منها يشتم تُرابا ً،
قد رواهُ دمُنا المسفوح.
لكنما توصِدُهَا بخفّةٍ عواصفٌ،
شدّت ذراع الريح.
صوتُ ازدحامٍ فَجَّرَ قنبلةً
حَطّتْ على رأس الجدار،
واشتعلَ السجنُ بنارٍ قاصفة.
الخيرُ صارَ ينهمِرْ
فوق الخليقة والبشر.
ثم بدا بعدَ الغياب ضاحكاً وجهُ القمر.
لا يظهر الخيران في آنٍ على كل البشر.
لا يستقيم قمرٌ مع المطر.
ان ظهر أولهما ما بعده انتحر.
احمد طه