"واوي صرت منجل"
تاريخ النشر: 08/12/12 | 2:19هذه هي الحقيقة . اسرائيل احتلت المزيد من الاراضي العربية واستولت على اراضي الضفة الغربية وقطاع غزة ولاحقت اللاجئين من يبنة واسدود الى غزة ومهجري الروحة الى مخيمات جنين وطول كرم. طيب وماذا بعد؟
قبل حرب غزة الاخيرة, قام امير الاردن, الحسن , بزيارة عمل استكشافية لمدينة نابلس ويقال انه التقى بشخصيات وقيادات فلسطينينة محلية وان الحديث دار عن فكرة وامكانية اعادة احالة نظام وحكم المملكة الاردنية على ما يسمى اراضي الضفة الغربية .فكرة تتمشى واحدى النظريات والافكار الاستعمارية لرئيس الحكومة السابق شارون واللذي رأى بالاردن مكانا للكيان الفلسطيني.
دولة اسرائيل لا تريد قيام دولة فلسطينية ولا تريد ان يكون سكان الضفة الغربية مواطنين ذات حقوق كاملة خوفا مما يسمونه الخطر الديموغرافي وتحول المجتمع اليهودي من اغلبية لاقلية بين البحر والنهر. فحال اسرائيل ينطبق عليها المثل: “واوي صرت منجل”.
او بعبارة : “لا بدي ارحمك ولا اخلي رحمة الله تنزل عليك”.فدولة اسرائيل القائمة منذ 65 عاما ,ونحن مواطنون فيها لظروف القدر, تتخبط في خطط مستقبلها فهي “كالواوي صرت منجل”. لم ولن توافق على استقلال الشعب الفلسطيني وقيام دولته رغم التنازل عن صفد وعكا, وهي ترتعب لفكرة دولة واحدة من البحر للنهر بسبب فقدان الاغلبية .
دولة اسرائيل تتخبط بخطاها . وماذا عنا نحن مجتمع الداخل؟ هل لها خطط ونظرة مستقبلية؟ ماذا نريد؟ وهل نتفق على ما نريد؟
وفي حال تخلصت الدولة من هذا المنجل ماذا سيكون مصيرنا نحن مجتمع الداخل عرب لبلاد؟
قد تبقى الامور على ما هي بضع سنين لكن ليس للأبد.قد يكون الانبطاح على الجدار سيد الاحكام في هذا السياق لأننا لا نعرف ما يخبئ لنا القدر. لكنها قضية تستحق النظر فيها بعمق وان نبحثها وقيادتنا الجماهيرية.
لا احد يعلم الغيب والى ما ستؤول اليه الامور .لكن من المؤكد هو ان الحق لن يضيع ما دام ورائه مطالب وان دورنا هو واجب الحفاظ على شعلة الحق حتى مطلع فجر العدالة.
هذه قضية تلازمنا منذ 65 عاما ولا يمكن تجاهلها وممنوع تجاهلها رغم الانشغال بالحياة اليومية الصعبة فنحن اصلا ضحية مستمرة .احتلالنا مستمر من خلال تعلقنا الاقتصادي بكل مرافق الحياة ولا مفر لنا كما خطط لنا ويحاك ضدنا يوميا بشكل مستمر. فنحن عمليا نعيش بالأيجار في هذه الدولة وفقدنا هداة البال بعد فقدان الارض. هذه الارض اللتي كانت وما زالت على علاقة غرامية مع المنجل العربي الفلسطيني منذ عهد عيسى عليه السلام.
فهذا المنجل به نحصد ارض السلام منه قمح وعيش كريم.فها هي قضيتنا وحكايتنا: منجل الارض للعيش الكريم منه الاصل والصمود والثبات. وهي الارض التي سلبت وهي القضية الشوكة في حلق الغرب وعملائها.
وما دمنا في سياق المنجل, فالمجتمع او الامة تحصد ما تزرع.
نحن مقبلون على انتخابات برلمانية للكنيسيت والجماهير العربية منقسمة في نظرتها لهذه الاطار والنشاط السياسي. فما هو الموقف الصحيح الصائب المفيد لجماهيرنا العربية ومستقبلنا في هذه البلاد؟ هل من حق كل مواطن عربي المشاركة في عملية الانتخابات ام هو واجب وطني من باب ممارسة حق ديموقراطي للتأثير والتغيير؟ ام ان المقاطعة اشرف وانفع؟ الجدل قائم منذ سنين وعلينا ان نتخذ الحجة والراي الصواب بحوار حضاري ونقاش فعال, والا سنترك الغير يقرر لنا ونستمر في تبعيتنا وانفصامنا المدني القومي ويصبح وضعنا الخاص اشبه بذاك المنجل! ولقصة “الواوي صرط منجل” تتمة يعرفها الاباء والاجداد!
المقالة رائعة وافية من كل الجهات, ومن كتب هذه المقالة واضح أنه إنسان واعٍ ومثقف جدًا ولكن لا أعلم لماذا نشرت من غير” إسم”؟!! هل هو بناءً على طلب الكاتب أم هو خطأ وارد كأي خطأ آخر أو أن الأمر يتعلق بهيئة التحرير!! فمن حق من يكتب أي شيء أن يدرج إسمه وتوقيعة تحت ما خطته الأنامل والبراع!! تحياتي