حلم..
تاريخ النشر: 10/12/12 | 9:47
كنت كعادتي في غفوة نعاس نهاري ، ألتزم الجلوس تحت زيتونتي الرائعة عند صخرتي المحببة ، حضرني على حين بغتة طائر بهيُّ الريش ، أعاد إلى ذاكرتي شبه الممزقة ، ملامح سردوك يردد صوت " عواويش " ، صاحَ وكانَ يُحَلِّقُ في فضاءاتِ جَليلِيَ المَسْلوب ، سَمِعْتُهُ كانَ يَصيح : قُمِ انهضْ وانتَفِضْ حياةً وألق عن كتفيْكَ المُتْعَبَتَيْن كُلَّ أعباءِ هذا الزَّمَنِ الغادرِ ببَعْضِ ناسِهِ ، فثمَّةَ صّخْرَةٌ أشبَهُ بمَزارِ ناسِكٍ عاشقٍ عندَ " الكافِ الأوراسِيِّ " الأخضرَ " ، قَدْ تكونُ فيها ساكِنَة روحُ أبيكَ " الفتى الأوراسي " ، فتسيرُ في إثرِهِ ، حين كان فتىً يَمْشي الهُوينا ، راقِصَ الخطْوِ خلْفَ البقرات السارحات ، وفي يدِهِ مِزمارٌ يروي قِصَّة عِشْق ! وما أنْ أتَمَّ صِياحَهُ وغابت ملامحه ، خَلْفَ غُيومٍ ملأتِ السَّماء فَجْأةً ، فلم أعُد أرى ما لا يُرى إلاّ في حلم ، حتّى أفقتُ مِنْ غَفْوتي النَّهارِيَّةِ الحالِمَة ، هممتُ بالنهوضِ لأبْدَأ العدوَ بَحْثا عَمّا رَأيْتُ ، أوقفتْني في عُنْفٍ ولُطْفٍ كَفٌّ ناعِمَةُ الْمَلْمَس ، كَكَفِّ حريرٍ فيهِ طَلاوَةُ ندىً ، ذَكَّرَتْني بكَفٍ اعْتَدْتُ رُؤيَتَها ، وقد راحَتْ تُمَوْسِقُ نشيدَ حُبِّكِ يا فاطِمَة .