إغبارية: من حق المسنّ أن يتمتع بشيخوخة سليمة وصحية
تاريخ النشر: 11/12/12 | 9:19“يعاني المسنّون في اسرائيل وفي الوسط العربي بشكل خاص من ظروف صعبة جدًا بسبب تدنّي خدمات الرفاه والصحة المقدّمة لهم، وعدم تلقّيهم الخدمات العلاجية الكافية والمناسبة في المستشفيات. وبسبب مخصصاتهم المتدنّية وقلّة الموارد الاقتصادية يكتفي المسنّ باقتناء نصف كمية الأدوية التي يحتاجها”.
هذا ما قاله النائب د. عفو إغبارية في المؤتمر الذي عقد في مستشفى فليمان في حيفا الخاص بخدمة وتأهيل المسنين، وعقد بدعوة من مدير المستشفى عاموس جلهار تحت عنوان (كيف يعامل الإنسان المسنّْ في الدولة الديمقراطية)، حيث قدّم البروفيسور آسا شكيد محاضرة شاملة حول الموضوع في بداية المؤتمر.
وأضاف النائب إغبارية في كلمته: “لا يصح في دولة إسرائيل التي تدّعي أنها دولة رفاه، أن يكون مستشفى فليمان الوحيد بنوعه من حيفا شمالا، حتى أقصى الجنوب، والذي يقدّم الخدمات الراقية لجمهور المسنّين في منطقة الشمال حتى طبريا، ومع ذلك، بدلا من زيادة عدد المستشفيات المهنية لخدمة جمهور المسنين الواسع الذي يحتاج هذه الخدمات، تحاول وزارة الصحة دمجه مع مستشفى رمبام في حيفا، الأمر الذي سيلحق بالأضرار الجسيمة على قطاع المسنين في حيفا والشمال”.
وقال إغبارية: “إن حكومة رأس المال بقيادة نتنياهو التي تحاول العودة بشراسة إلى السلطة، اقتطعت خلال السنوات الأربع الماضية الكثير من خدمات الرفاه والصحة، واتبعت سياسة الخصخصة وتحويل الخدمات الطبية للطب الخاص الربحي، على حساب الطب العام الاجتماعي. ومن نتائج ذلك تناضل الممرضات اليوم من أجل تحصيل حقوقهن، حيث يعملن ثلاث أضعاف الساعات المطلوبة منهن، بسبب النقص بالملاكات. على خلفية هذه المعاناة، ساندتُ الممرضات في نضالهن، وسأتابع الوقوف إلى جانبهن ضد سياسة الخصخصة ومن أجل زيادة عدد الملاكات وتحسين أجورهن”.
وتطرّق إغبارية لأوضاع المسنين في الوسط العربي، حيث يعانون اليوم أكثر من أي وقت مضى، بعد أن أصبحت النساء والفتيات يخرجن إلى العمل وبالتالي يتركن قريبهن المسنّ في البيت لوحده دون مرافق أو معين، وقال: “الوسط العربي، يعاني من شح الموارد الاقتصادية وعدم توفر المستشفيات الخاصة بالمسنين، الأمر الذي يمنع من تلقّيهم الخدمات العلاجية الطبية والرعاية الصحية والنفسية كما هو مطلوب، فمن حق المسنّ أن يتمتع بشيخوخة سليمة وصحية وأن يتلقّى حقوقه كاملة. وبما يتعلق بحقوق المسنين الطبية، تمكنت في الدورة البرلمانية المنتهية من إقرار تعديل على قانون الصحة يمنع ربط قضية عمر الإنسان بإجراء عملية جراحية، وسأقدّم في الدورة البرلمانية القادمة اقتراح قانون يشمل كافة الحقوق الطبية والخدماتية التي يجب انتزاعها لصالح المسنين، منها، تقديم اقتراح قانون يلغي القانون القائم الذي يمنع الإنسان بعد جيل 65 عاما من إجراء عملية زراعة أعضاء، بحيث لا يكون الجيل عائقا أمام أي علاج طبي، وسأعرض الموضوع بكامله على بساط لجنة العمل والرفاه والصحة البرلمانية وعلى منصة الهيئة العامة للكنيست، بهدف إصلاح الغبن اللاحق بالمسنين”.
مدير المستشفى الطلياني بروفيسور الياس طوبي قال في كلمته: “في حيفا لوحدها عشرة آلاف مسنّْ مقعد يلتزمون بيوتهم وبحاجة ماسّة للرقابة الطبية والعلاج اليومي من قبل الاطباء الاختصاصيين والمهنيين”.
وأضاف طوبي: “بالرغم من معرفة الدوائر الحكومية عن وجود هذه الشريحة وحاجة استيعابها في المستشفيات الخاصة بها، إلا أنهم يصمّون آذانهم ويرفضون مجرد التعامل مع هذه القضية. أما المسنّ المحتاج للرعاية الصحية فيستطدم بعدم وجود أسرّة وأمكنة له عند زيارته للمستشفى. من هذا المنطلق، على وزارة الصحة والحكومة تخصيص الميزانيات لاستيعاب كافة المسنين في المستشفيات من خلال زيادة عدد الأسرّة، وزيادة عدد الأطباء المتخصصين، لتحسين الخدمات للمرضى المسنين”.
هذا وشارك في المؤتمر أيضا رئيس بلدية حيفا يونا ياهف ووزير الرفاه موشي كحلون.