"علينا ان نتعلم العيش معاّ كاخوة او الفناء معاّ كاغبياء "
تاريخ النشر: 12/12/12 | 20:49لست في هذا الباب لاقف مدافعاّ عن حزب هنا او ناقداّ لحزب هناك, بل اقف لالقي الضوء على اهداف نضالنا والخطوات اللازمة لتحقيق اهدافنا. نحن اليوم ” الاقلية العربية في اسرائيل” وبعد 64 عاما على قيام دولة اسرائيل بتناقضاتها ومركباتها , ما زلنا نؤمن ايماناّ مطلقاّ بسلام عادل وشامل وحقيقي يجمع بين اهلنا في الضفة, غزة والشتات ,وبلورة هويتنا القومية والسياسية بكل ابعادها .
وحيث ان هويتنا وتعريفنا السياسي فريدان في نوعهما ويختلفان كثيراّ عن حالات اخرى وتجارب سابقة , لذا يتوجب علينا ان نسلك نهجاّ اخر ليضمن لنا التقدم نحو ما فيه تحقيق امالنا واحلامنا المنشودة . نهجاّ جديداّ يكمل مسيرة نضالنا وكفاحنا . نهجنا نطرحه ليس اختراعا جديداّ للعالم, بل هو جديدٌ علينا , نهجنا يتمركز على قوة الحوار والشراكة مع من هو اهل لهذه الشراكة من الطرف الاخر , مع من قد توصل لقرار حقيقي في الشراكة لبناء مجتمع يكون اقل ما فيه العدل والمساواة كحق وليس منةٍ من احد .
نحن نعلم اننا اقليه مستضعفه, فاذا كانت هذه هي الحلقة التي ننتمي اليها ونريد حمايتها وتطويرها ونيل حقوقها , لماذا لا نعمل مع من هو منتمي الى الحلقة الاقوى في الطرف الاخر لتشكيل ذراع عملي لا يقوم فقط على الشعارات الرنانة وانما يبنى على خطة عمل واقعية مدروسة تضمن لنا حقوقنا وتواجدنا .
الاتحادات والشراكة بين الاقلية/ المستضعف , والاكثرية/ القوي هو وليد المنطق وفهم اللعبة السياسية في منطقتنا, هو ليس تخلي عن مبادئ او قيم, بل هو قوة الايمان بحقوقنا وعدالة مطالبنا كما ولن نقبل بعد اليوم تهميشنا او سحق حقوقنا, وهذا ما يجب ان يدفعنا للعمل يدّ بيد مع اليسار الاسرائيلي الذي نتفق معه على عدة نقاط حساسة ومصيرية في حياتنا , فلماذا لا نشترك لنشكل قوة ضغط فعالة وموضوعية؟!
فلو اخذنا مثالاّ , الاتحاد الاوروبي ,فهو ليس انصهار الشعوب الأوروبية وضياع هوية كل دولة وشعب, بل هو شراكة اقتصادية قويه ترعى نقاط معينه تعود بالفائدة على كل من هو شريك في هذا الاتحاد, ومن هنا اصبح للاتحاد الاوروبي قوه ظاهرة مؤثرة على سياسات العالم.
نحن كأقلية قوميه يشاطرنا مصير مشترك مع الشعب اليهودي في الدولة,شئنا ام ابينا ,كما هو الامر بالنسة لهم شاءوا ام لا ,نحن هنا ..وهنا باقون , فرض علينا العيش المشترك وليس لدى أي طرف منا حرية الاختيار . كلانا نعيش نفس التأثيرات والمؤثرات الاقتصادية والسياسة والاجتماعية . لقد عانينا وما زلنا نعاني من اضطهاد سياسي وتطرف شعبي ضدنا. نعيش اليوم تطرف قيادي يميني مستهتر بكل من هو ليس في صفه. السؤال كيف نصل الى هدفنا في العيش بكرامة والحفاظ على هويتنا في ظل هذا الانحراف السياسي القاتل؟
انا اطرح الشراكة من باب القوة وليس من باب الضعف, من باب اننا جزء لا يتجزء من هذا الكيان وليس اضافة عليه , وايمانا منا اننا هكذا, يجب ان نكون في الحكم والسلطة. هذ ليس استغلالا للديمقراطية, بل هو طريق الديمقراطية والحقوق الطبيعية العالمية للإنسان.
ان اختيار مشاركتي في الانتخابات للكنيست هو رغبتي في صنع التغيير من الداخل,فنحن جزء من الحياة في هذه الدولة بمرها وحلوها ,وانا اعي جيداّ قيمة وجودنا واهمية بقائنا وضرورة تحصيل مستقبل افضل لنا ولاولادنا في هذه الدولة وبلورة هويتنا الخاصة رغم انف الرافضين المتطرفين من اليمين . اؤيد الشراكة مع من يتقبلني ويستطيع ان يساعدني دون ان انحني او اترك قيمي ومبادئي. ميرتس تجمع بين كل هذا وبين القوة الفعلية بان نكون جزاءاّ وليس اضافة.
عيساوي فريج/مرشح ميرتس