يَا أُمِّي… لِعيونِك يا جَنَّه

بقلم اكرم محمد المصري الخليل – دورا

يَا أُمِّي….

تحتَ ثرى قدمَيْك الجِنانُ…

وتحتَ ضلوعِك خَفَقَ الجَنَانُ…

يا امَّ الوفا….

بقضاءِ اللهِ في القراّنِ إحساناً…

بعبادة الله مقترنةً تعظيماً وإجلالاً..

يا أغلى مخلوقٍٍ عندي….

أنتِ النّهرُ ونحنُ فروع ٌمنه…

فلا حياةً بدونك نحيا…

ولا نهارٌ بدونك يُنارُ…

و تغزلُ من بين ضلوعِك شمسٌ بها نورٌ..

خيوطاً فتبرقُها كسطورٍ من مذكّرتي…

فأخطُّ بوصفها بوَمْضِ عيني فوقَها…

وخفقانُ قلبي يسري مُموّجاً …

كبحيرةٍ بوسطِ واحةٍ تعانقُ بشرايينها ضيَّ القمرِ….

فلعلّني أُعانقُ درّةً من خلفِ ستارِ …

فتغمرُني بهجةٌ ..

بها أملٌ تجري بروحي……

وفاءُ قلبكِ يا أُمِّي…

أنت لي سكنٌ في سكنٍ روحك مذْ سكنتُ إليك…

تُوِّجْتِ بتيجانِ عزٍّ كسحابةٍ بالسماءِ..

وبقلبها من ماءِ الحياةِ وقطرِها…

ويُعاودني من بين قوادِمها نورٌ وإبتسامةٌ…

ومن ثنايا خوافيها حنانٌ عليَّ قدْ هلَّ…

يا أُمَّ العطاءِ ….يا درَّةَ الأنوارِ…

نسيجُ عطفِك لي رحمةً وستراً..

جفونُكِ كانت لي وِجاءاً…

ومع روحِك روحي..

يا نبعَ الحنانِ ..

أنت الخيرُ والسلامُ ..

وقلبُك البحرُ في أحشائِه السحرُ يعبقُ أملاً..

مسكٌ بعطرِك…

عبقٌ يعطرُ صَفوَ فجرِك…

كظبيةٍ بجنبِ الغديرِ أشْتمُُّ أنفاسَها..

أنفاسَك يا أُمِّي…

أنتِ الثّراءُ على ثرى ترابِ دارِك تَرَبّينا…..

ببستانِ قلبك قدْ زُرعنا…

ومن نبعةِ وجهك رُوينا…

تحتَ نورِ عينيك سَهرنا …

أنتِ القمرُ ونحن نجومٌ حولَك …

تَنْحَني المحبةُ تُقبِّلُ يديك …

ويصلِّي الوطنُ لأجل عينيك…

أنتِ العتادُ والعُدَّةُ لشعبٍ طيِّبَ الأعراقِ..

على كاهِلك ارتسمت همومُ أيامِك..

كنتِ للصّبرِ عُنواناً ..

تحتَ خيمتِك تظَلّلنا على إيقاعِ همسِ دفءِ صوتِك..

إلهي، بها أوجدتني وكرّمتني وألهمتني الصِّراطَ القويمَ..

فكنتَ وكانت وكنتُ وكوَّنت روحي..

بنورِك أيَا نورَ السماواتِ والأراضين..

لأجلك يا أُمِّي … خَطَّيتُ وخَطَوْتْ فوقَ أشواكِ الزّمان..

وصَبرتُ على وَهَناتِ الزّمانِ..

ورسمتُك ووجهَك في كلّ مكانِ..

أيا خُطى أيّامي وبصيرتي..

فأنتِ السبيلُ وأنتِ القرارُ…

وأنتِ الرَّوْحُ والرّيحانةُ وراحتي..

وأنتِ جنانُ النَّعيمِ ..

أيا سلوتي… وسلوةَ أيّامي…

يا أُمِّي…لعيونك يا جنَّة