كيف يصبح الفنّ لكلّ الناس؟!
تاريخ النشر: 14/12/12 | 0:38
للفنّ على اختلاف أنواعه أكثر من وظيفة: ففيه المتعة والتسلية، وفيه العبرة والموعظة، وقد يجد فيه المتلقّون وسيلةً ناجعة للتطهير والتنفيس عن المشاعر المكبوتة، والتخفيف من وطأتها الخانقة.
أنا، شخصيًّا، من محبّي الفنّ عامّةً، ومن عشاّق الأدب خاصّة؛ نثره وشعره!
وأنا، من مؤيّدي الشاعر الراحل ، شاعرَ الحبّ والوطن، شاعر الانتماء نزار قبّاني في حلمه الطوباويّ الجميل، حيث يقول:
” أريد أن يكون الفنُّ ملكًا لكلِّ الناس كالهواء، وكالماء، وكغناء العصافير يجب أن لا يُحرم منها أحد.“
ويستطرد نزار مفصّلا ومخصّصًا للشعر المكانة المرموقة الجديرة به فيقول:
” إنني أحلم (بالمدينة الشاعرة) لتكون إلى جانب مدينة الفارابي (الفاضلة)”
أمّا الغاية التي يسعى نزار لإدراكها فهي كما يقول:
” أن أجعل الشعر يقومُ في كلّ منزل إلى جانب الخبز والماء..”
والسؤال المطروح:
هل نستطيع في عصرنا المأزوم، الذي تتصارع فيه المصالح والعقائد، والذي طغت فيه المادة على نسيج حياتنا وقِيَمنا، والذي باتت فيه وسائل الاتصال الحديثة تغزو نفوسنا قبل بيوتنا، والذي يشهد هذا الانفجار الهائل من المعلومات والاختراعات…
هل عصرنا، عصر العولمة، وهل حياتنا في هذه الأوضاع القاتمة الحادّة المتغيّرة تتيح لنا تحقيق حلم نزار الطوباويّ – الذي أشاركه فيه وأتمنّى أن يتحقّق:
“أن يكون الفنَّ ملكًا لكلِّ الناس”؟!
لما كنتُ من طبعي متفائلا – كشاعرنا المهجري إيليا أبو ماضي – وغيره من المتفائلين – فجوابي:
نعم، نستطيع ونستطيع!
نستطيع إذا غرسنا حبّ الكلمة المسموعة أو المكتوبة الجميلة، وحبّ النغمة المسموعة الجميلة، وحبّ الصورة المرئيّة الجميلة، وحبّ اللوحة الفنيّة الموحية، وحبّ ما يبدعه النحّاتون من تماثيل ناطقة، نعم نستطيع إذا غرسنا حبّ هذه الفنون وتجليّاتها لدى أحبائنا الصغار في البيوت والروضات وهم لا يزالون في طفولتهم الغضّة المبكرة.
نستطيع إذا حرصت مدارسنا على تنمية الذائقة الفنّية والأدبيّة الجماليّة ، إلى جانب إكساب المعلومات والمعارف والمهارات الحياتيّة والتفكيريّة، فتكون هناك حصص للرسم والموسيقى والتمثيل..، فتنشأ لدينا أجيالٌ سويّة توازن بين حاجات العقل وحاجات الروح!
نستطيع إذا توفّر لدينا المبدعون ذوو المواهب الحريصون على صقل مواهبهم بالعلم والمعرفة والانفتاح على الفنون والثقافات القوميّة والعالميّة!
نستطيع إذا لقي المبدعون – في شتّى أنواع الفنون – الدعم المعنويّ والماديّ من الجهات الرسميّة والشعبيّة.
نستطيع إذا بادرت مؤسساتنا وجمعياتنا إلى القيام بنشاطات وفعاليّات تُسهم في تحبيب الفنون وتقريبها وترسيخها بين جميع شرائح المجتمع!
انا اعتقد أن الإنسان المبدع الناس شركاه له ويتمتعون بإبداعه وهذا من تجربتي الشخصية بالمجال وما قدمته من تغيير بمفهوم العماره والتخطيط والطابع الخاص لمداخل المباني والنظام الداخلي لبيوت السكن الذي ترسخ وانتشر
طول عمري وانا افتخر ببلدي كفرقرع وما زلت افتخر بناسها واهلها حتى وانا اعيش في بلد اخر ، لك كل الاحترام والتقدير يا د . محمود ابوفنه.
شكرا لك